صحة جيدة لحياة أفضل

البطلة سليمة سواكري لمنتدى «جريدة الفجر»… المرأة الجزائرية رمز الصمود والنضال

حرر : عائشة ولدحبيب | صحفية
3 مارس 2024

قبيل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، والذي يأتي نهاية الأسبوع الحالي، استضاف منتدى جريدة «الفجر»، اليوم الأحد بمقر الجريدة، مجموعة من الشخصياتالبارزة في الساحة الرياضية النسوية، للحديث عن دور الرياضة النسوية في الجزائر. بحضور البطلة العالمية السابقة لرياضة الجيدو، وعضو الاتحاد الدولي للجيدو حاليا، سليمة سواكري، والإعلامية المتخصصة في الصحافة الرياضية زهرة مشتي بالإضافة الى عدد من أبرز وجوه الرياضة النسوية التي شرفن الراية الوطنية على مدار سنوات طويلة.

تحدثت كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة سابقا، سليمة سواكري، عن التحديات التي تواجهها المرأة في مجال الرياضة النسوية في الجزائر، خاصة وأن الرياضة القتالية في بدايتها كانوا «يعتقدونها حكر على الذكور فقط»، وتطرقت لتجربتها الخاصة في هذا المجال ومع بداية مشوارها الرياضي تلقت العديد من الصعوبات خاصة فترة “العشرية السوداء”.

ورغم كل الظروف الصعبة تحصلت ” سواكري” على العديد من الألقاب العالمية والافريقية والعربية، حيث كانت أول جزائرية تشارك في الألعاب الأولمبية، وتحقق ميدالية في رياضة “الجيدو”على المستوى العالمي.

واعتبرت بطلة الجيدو ان النساء الجزائريات لا تزال تحققن إنجازات عديدة في الرياضة ورفعن راية التحدي والصمود لتمثيل الجزائر في الساحة الرياضية الوطنية والعالمية.

ودعت ” سواكري” الى ضرورة تغيير الذهنيات وتشجيع العائلات على تسجيل البنات والنساء في أنشطة الرياضية، والحرص على الاهتمام بالصحة وعدم اهمال هذا الجانب.

تشير سواكري، بطلة رياضة الجيدو، الى انه في السنوات الأخيرة، انتشرت الأمراض بكثرة نتيجة لاتباع نمط حياة غير صحي، وإهمال النشاط البدني عند النساء، الذي يعتبر أهم جانب في حياتهن. 

ودعت بطلة الجيدو الى ضرورة الاهتمام بالنشاط اللياقة البدنية، وممارسة الرياضة المناسبة لجسم المرأة حيث يتجاوز هذا الاهتمام مجرد الأرقام على الميزان. وبدلا من التركيز فقط على الجوانب الخارجية للجسم، تشدد سواكري على أهمية الحفاظ على التوازن النفسي والعقلي والبدني لتعزيز الثقة بالنفس وتحسين المزاج، الذي يعد عاملا اساسيا في حياة المرأة. وتؤكد على الأثر الإيجابي للحفاظ على اللياقة البدنية التي تساهم في الوقاية من الأمراض.

وترى ان اهتمام المرأة بصحتها، يجعلها قادرة عل القيام بمهامها اليومية بكفاءة وفعالية أكبر، سواء في العمل أو في رعاية أفراد الأسرة.

وتشير المتحدثة أيضا الى أهمية مشاركة النساء في الجمعيات الرياضية النسوية، حيث يمكن لهذه النشاطات ان تكون لها أثر إيجابي على الصحة النفسية.

اعتبرت البطلة العالمية لجيدو، سليمة سواكري ان المرأة الجزائرية اليوم، لاتزال تبحث عن تواجدها في الساحة الرياضية خاصة في جانب التسيير والذي يحتكره الرجال، لهذا دعت الى ضرورة المساواة بين الجنسين في المجال الرياضي، خاصة وان دور الرياضة النسوية يعتبر أساسيا في تعزيز دور المرأة في المجتمع.

وفيما يتعلق بدور الرياضة في تعزيز الصحة النفسية للنساء تقول سواكري” ان الرياضة النسوية تسهم في بناء الثقة بالنفس وتعزز الاندماجي الاجتماعي، وتعمل على تحطيم النماذج النمطية للجنسين وتشجع الفتيات والنساء على ممارسة أنواع مختلفة من النشاطات، بما في ذلك الرياضات بمختلف أنواعها، كما تلعب دور كبير في الحفاظ على اللياقة البدنية للنساء”. 

وكشفت “سواكري” عن بعض الاحصائيات والأرقام الخاصة بالنساء في مجال الرياضة، حيث يتواجد حاليا امرأتان فقطعلى رأس الاتحاديات الرياضية من بين 55 اتحادية، و 7 نساء يقودن 800 رابطة ولائية. وأشارت الى ان ” رغم وجود قوانين تلتزم بتواجد النساء في المكاتب التنفيذية للاتحاديات، الا ان القوانين لا يتم الالتزام بها”.

من جهتها، أوضحت الإعلامية ” زهرة مشتي”، وهي رياضية وصحفية سابقة في القسم الرياضي بتلفزيون العمومي، عما حققته في مشوارها كرياضية والإعلامية، وهي سعيدة بما قدمته للجمهور، وعن دور المرأة الرياضية في الجزائر ترى مشتي الى ان المثابرة والعمل والتحدي أمر ضروري من أجل بناء المسار المهني، رغم العراقيل والعقبات التي تواجهها أي امرأة.

 بكونها تعتبر أول جزائرية رفعت علم الجزائر في بطولة العالم للجيدو، ومثلت الجزائر سنة 1982 في بطولة العالم النسوية، بعدها ظهرت العديد من البطلات الجزائريات على غرار سليمة سواكري.

واعتبرت مشتى الى ان تحقيق هذا النجاح لا يتم الى بعد التضحيات والإصرار والعمل الذي دفعها لمواصلة مشوارها الرياضي، ونصحت بمرافقة وتشجيع المرأة الرياضية. 

وعن الوصول الى منصات التتويج ترى مشتي ان هذا الامر يتطلب الكثير من التضحيات والصبر، داعية لجميع النساء في المجال الرياضي للعمل بجد وعدم الاستسلام لتحقيق اهدافهن.

  عائشة و.ح