صحة جيدة لحياة أفضل

الاستقلال الدوائي يتسارع: الجزائر تتفوق في تصنيع البديل الحيوي للأنسولين وتعزز خيارات العلاج لمرضى السكري 

حرر : عائشة ولدحبيب | صحفية
18 يناير 2024

رغم التحديات العالمية في مجال صناعة وتوفير المنتجات الصيدلانية التي أبرزتها جائحة كوفيد-19، استطاعت الجزائر أن تستجيب لاحتياجات المتزايدة للمرضى الذين يعانون مرض السكري من خلال تعزيز الإنتاج المحلي.

وفي إطار جهودها المستمرة لتعزيز الإنتاج المحلي قامت الجزائر بتوفير عدة منتجات صيدلانية على غرار مضادات مرضى السكري عن طريق الفم، وشرائط اختبار الجلوكوز في الدم الشعري، والأنسولين الحيوي، مع ضمان الجودة التي تلبي أعلى ” المعايير الدولية. يهدف هذا الاجراء الى ضمان امدادات مستقرة من بعض العلاجات المنقدة للحياة مثل الانسولين، مما يؤكد التزام البلاد بالاستقلالية الوطنية في إدارة مرض السكري.

وفي هذا السياق، أوضح السيد فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، أمس، خلال يوم دراسي بحضور البروفيسور نسيم نوري، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بالمستشفى الجامعي قسنطينة، أن الجزائر بدأت هذا المسعى لتحقيق الاستقلال الصحي والدوائي من خلال الاستثمار في التصنيع المحلي، ” مضادات السكر الفموية”، وتعتبر هذا الخطوة الأولى ضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية للمرضى الذين يعانون من السكري نوع2، وهذا عن طريق الإنتاج المستمر والموثوق للأدوية عالية الجودة عن طريق الفم.

وقال أوحدة أن الجزائر بعد ذلك انتقلت نحو” الإنتاج المحلي ” لشرائط الاختبار للقياس الذاتي المستوى السكر في الدم لشعري للسماح للمرضى الوصول بسهولة الى الأدوات اللازمة لمراقبة نسبة سكر في الدم.

وتتويجا لهذه الجهود المتتالية، أكد نفس المتحدث ان ” الجزائر أصبحت اليوم في المقدمة وهذا من خلال التصنيع الكامل للبديل الحيوي للأنسولين، والذي يمثل خيارا علاجيا وفعالا للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول والنوع 2 في مرحلة معينة من المرض.

بعد الترويج الكبير الذي ظهر مؤخرا على أساس ان هذا الخاتم يمكنه ان ينظم مستوى الانسولين في الجسم، حذر البروفيسور نسيم نوري، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بالمستشفى الجامعي قسنطينةمن هذه الظهارة والخداع الذي تم الترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع، خاصة وان هناك فيديو يشرح بطريقة طبية مغلوطة الهدف منه الربح المادي، وشدد البروفيسور الى ضرورة الوعي من هذه الخزعبلات والخرافات التي ظهرت في الآونة الأخيرة. وكشف نوري الى ان ” مروجي هذا الخاتم المغناطيسي استعملوا عدة طرق لإقناع المرضى بالخاتم للتلاعب بصحتهم” مما سبب ضجة كبيرة وسط مرضى السكري خاصة عندما تم استعماله ولم تكون هناك نتيجة، “لهذا يجب الحذر من هذه الأوهام”.

وبدوره حذر رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، ” فيصل أوحدة “، مرضى السكري من عدم استهلاك للعلاجات الوهمية التي يتم الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل ما حدث مع ظاهرة ” الخاتم المغناطيسي” و كذا المكملات الغذائية والأعشاب مجهولة المصدر، قائلا” ان أي علاج وهمي مجهول المصدر ولا يتم اثباته بطرق علمية، مثل بعض المكملات الغذائية، او أجهزة هي مجرد أوهام وخدع تجارية الغرض منها كسب الأموال، والحاق الضرر الى مريض السكري، خاصة وان هذا المرض لا يجب التلاعب به، مشيرا الى ان الجزائر اليوم استطاعت بفضل أطبائها وكفاءتها العالية أن تصنع بدائل حيوية للأنسولين للذين يعانون من مرض السكري”.

أوصى البروفيسور نوري في اجابته على سؤال “صحتي حياتي” عن دور لقاح الانفلونزا لمريض السكري، قائلا ان ” مرضى السكري هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية خطيرة، خاصة إذا اصيب بالأنفلونزا، لهذا من الضروري ان يحاول مريض السكري ان يتجنب الإصابة بالفيروس، وهذ عن طريق الحصول على التطعيم لأنه وسيلة آمنة وفعالة لمنع وتقليل تلك المضاعفات”.

وأكد المتحدث الى ان لقاح الموسمي للأنفلونزا للأشخاص المصابين بمرض السكري له عدة فوائد، في إدارة السكري وإدارة حالتهم، كما يساهم في منع المضاعفات، وتعزيز نظام المناعة لديهم.

وفقا للبروفيسور نسيم نوري، فان زيادة الوزن أو السمنة هي أكثر العوامل الخطيرة للإصابة بمرض السكري، إضافة، الى النظام الغذائي السيء، ونمط الحياة غير مستقر والتدخين والافراط في تناول السكريات والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية، كل هذه العوامل يمكن ان تزيد خطر الإصابة بمرض السكري، لهذا نصح المختص أفراد الأسرة الذين يعانون من السكري، لضرورة الوقاية منه والقيام بالفحوصات اللازمة لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالسكري.

تغطية عائشة ولد حبيب