صحة جيدة لحياة أفضل

الأطباء يحذرون: تخطي مستوى 8/13 في ضغط الدم يضاعف خطر الإصابة بالخرف

حرر : د. عماد بوعريسة | دكتور في الطب
1 سبتمبر 2025

لا يضر ارتفاع ضغط الدم القلب والشرايين فقط، بل يضعف كذلك الدماغ. توصيات أمريكية جديدة تسلط الضوء على دوره الكبير في تطور الخرف، أين تذكر الكلية الأمريكية لأمراض القلب والجمعية الأمريكية للقلب أن : «ارتفاع ضغط الدم هو عامل الخطر الأكثر شيوعًا والأكثر قابلية للتعديل في ما يتعلق بالأمراض القلبية الوعائية – مثل مرض الشريان التاجي، قصور القلب، الرجفان الأذيني، والسكتة الدماغية – وكذلك الفشل الكلوي والخرف».

الخرف كما توضح منظمة الصحة العالمية، يشمل عدة أمراض تؤثر على الذاكرة والتفكير والقدرات اليومية. وأشهرها مرض ألزهايمر الذي يؤدي إلى تدمير تدريجي للخلايا العصبية ويغير بعمق شخصية الفرد مزاجه وسلوكه. لذلك تظل الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه ركيزة أساسية لتأخير ظهوره أو تفاديه.

يُقاس ضغط الدم برقمين:

  • الضغط الانقباضي (الأول) وهو ما يقابل انقباض القلب.
  • الضغط الانبساطي (الثاني) وهو ما يقابل ارتخاء القلب.

حتى الآن كان الحد المعتمد لبدء العلاج الدوائي محددًا عند 9/14. لكن الخبراء يوصون اليوم بالتدخل بشكل أبكر، أما إذا استمر ضغط الدم أعلى أو يساوي 8/13 (80/130 ملم زئبق) بعد 3 إلى 6 أشهر من تغييرات نمط الحياة، يجب اقتراح العلاج الدوائي.

أما الهدف واضح وهو الحفاظ على ضغط الدم أقل من 8/13 لدى جميع البالغين، للحد من المخاطر القلبية الوعائية والعصبية بما فيها الخرف.

يحدد الأطباء القيم على النحو التالي:

  • طبيعي: أقل من 12/8 (120/80 ملم زئبق).
  • مرتفع: انقباضي بين 120 و129، مع انبساطي أقل من 80.
  • ارتفاع ضغط دم مؤكد: بين 130-139/80-89.

حتى الارتفاع “البسيط”، الذي كان يُعتبر طويلاً غير مهم، قد يمثل خطرًا على الأوعية الدموية الدماغية والقلب.

تشدد التوصيات على الدور الأساسي لنمط الحياة. الأكل المتوازن، ممارسة نشاط بدني منتظم، الحفاظ على وزن صحي وتقليل الملح هي عادات معروفة. لكن هناك عامل غالبًا ما يُهمَل: الكحول.

ويؤكد المختصون أن : «الكحول له تأثير مباشر على ضغط الدم، لذا تقليله أو حتى التوقف عنه إجراء يُستهان به كثيرًا»، وقد حُددت الحدود الرسمية بكأسين كحد أقصى يوميًا، مع ضرورة تجنب تناوله يوميًا على مدار الأسبوع.

يذكّر الباحثون بأن ارتفاع ضغط الدم يعمل بصمت، إذ يجهل الكثير من المرضى ضغطهم الحقيقي لغياب الفحوص المنتظمة. ومع ذلك فإن كل نقطة فوق القيم الموصى بها تضعف الدماغ تدريجيًا.

بالتدخل المبكر – عبر الكشف، تحسين نمط الحياة، والعلاج عند الحاجة – يمكن ليس فقط حماية القلب، بل أيضًا تقليل خطر التراجع المعرفي والخرف، وهما آفتان مرشحتان للارتفاع مع شيخوخة السكان.

الكلمات المفتاحية: ارتفاع ضغط الدم؛ دماغ؛ خرف؛ صحة؛ نفسية؛ قلب؛ إدراك.

إقرأ أيضاً: