صحة جيدة لحياة أفضل

الأبحاث والتجارب السريرية لترسيخ الأمن الصحي في الجزائر

حرر : عائشة ولدحبيب | صحفية
20 ديسمبر 2022

تسمح الأبحاث العلمية في المجال الطبي بتطوير العلاج وتحسين الوضع الصحي للمريض وهو ما يستدعي الخضوع لبعض التجارب السريرية، التي يتم اجراؤها على الأشخاص بهدف تقييم التدخل الطبي أو الجراحي والسلوكي.

 وتعتبر هذه الطريقة ضرورية، يكتشف بها الباحثون ما إذا كان العلاج الجديد المجرب مثل (دواء، نظام غذائي، جهاز طبي) آمنا وفعالا عند المرضى.. غالبا ما تستعمل هذه التجارب السريرية لمعرفة ما إذا كان العلاج الجديد أكثر فعالية وله آثار جانبية أقل ضررا من العلاج القياسي.

خصصنا هذا العدد للحديث عن دور «البحوث السريرية في المجال الطبي بالجزائر» وأهميتها في تطوير العلاج، مع ضمان السلوك الآمن والأخلاقي للبحوث التي تحمي الفرد، مع موافقة المريض او الخاضع للتجربة على هذا البحث. للإشارة، فان الجزائر أحصت مع نهاية مارس 2022، حوالي 99 تجربة سريرية تدخل في إطار مختلف أبحاث الأطباء في تخصصات متعددة وتم تفعيل 3 قرارات وزارية صدرت سنة 2006 لتحديد وتفعيل عمل كافة المشاركين في مجال البحث السريري. وحسب المعطيات منذ 2008 الى 2017، تمت الموافقة على 138 دراسة.

وفي لقاء خاص مع الدكتور محمد العيفة، “رئيس الجمعية الجزائرية للأبحاث الطبية”، حدثنا حول المواضيع التي تم اختيارها خلال هذا اللقاء العلمي الثاني، وفي مقدمتها الأمراض التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، بينها الفيروسات” وكوفيد19″، إلى جانب السكري والقلب والأمراض النادرة وسرطان القولون والمستقيم وجرثومة المعدة وغيرها.

وأوضح الدكتور العيفة أنه من الضروري تطوير البحث في المجال الطبي وذلك بإبراز التجارب السريرية التي قام بها الباحثون الجزائريون في العديد من مستشفيات الوطن، بهدف تبادل الخبرات والدراسات لتحقيق نتائج مميزة خاصة وأننا نملك كفاءات وطنية في المجال العلمي.

وخلال هذا اللقاء العلمي، تم عرض آخر ما صدر عن بعض المراكز والمستشفيات الجامعية على مستوى الوطن “قسنطينة، وهران، عنابة، الجزائر، ورقلة وبجاية”، من أجل تقييم ومناقشة دراسة تلك التجارب ولمساعدة الباحثين في تطوير وبناء بروتوكولات جديدة تخص الأبحاث السريرية ولكي يكون كل الأطباء على دراية وعلم بما ينشر من دراسات جديدة، مع الخروج بتوصيات %100 جزائرية والتي يمكن من خلالها أن تدرج كوثيقة عمل.

المداخلات العلمية المتعلقة بأهم التجارب السريرية في الجزائر

أتاح هذا اللقاء العلمي فرصة لفتح عدة محاور للنقاش وعرض أهم تجارب بعض المستشفيات الجامعية الجزائرية:

  • تجربة تشخيص سرطان القولون والمستقيم في المستشفى الجامعي ببجاية
  • تجربة الاختبار المناعي للدم الخفي في البراز بمستشفى رويبة
  • تجربة جرثومة المعدة في المستشفى الجامعي بوهران  
  • تجربة الأمراض المنقولة عبر البعوض في المستشفى الجامعي بالبليدة
  • تجربة العلاج البيولوجي في الجزائر

دور الأبحاث السريرية في تحسين نوعية العلاج

تسعى الجمعية الجزائرية للأبحاث الطبية، مع انعقاد الأيام الثانية للأبحاث السريرية، للتعريف بالقيمة السريرية للاختبارات التشخيصية لتطوير البحوث في المجال الطبي والعيادي في الجزائر. وحسب تصريح رئيس الجمعية، الدكتور محمد العيفة، فإنه “كلما كانت الأبحاث السريرية خاصة بنا، كلما اقتربنا مما نحتاجه بالضبط من مرحلة الوقاية الى العلاج، ونسعى إلى أن تكون لنا توصيات وطنية بحتة لبعض الأمراض “. كما” نهدف من خلال هذه الأيام الدراسية إلى أن نعالج المرضى حسب دراسات طبية جزائرية وهنا يأتي دور الجمعية في تسهيل المهام والبحث”.

توفر الأبحاث السريرية معلومات عديدة عن فعالية تكلفة العلاج وتحسين نوعيته، خاصة وأن هذا الأخير يعتبر المفتاح الرئيسي لتحسين رعاية الأشخاص في المجتمع، حيث تجرى كل تجربة وفقا لخطة معينة أو بروتوكول شامل يحتوي على أنواع المرضى الذين يمكنهم المشاركة في هذه التجارب بعد موافقتهم طبعا، بأخذ بعض الجرعات والأدوية اللازمة، بعدها يتم الانتقال إلى مرحلة مهمة جدا ألا وهي النتائج التي سيتم قياسها وجمعها مع الباحثين والمختصين في المجال.

ضمان الأمن الصحي والصناعة الصيدلانية في الجزائر

الوصول إلى هدف تحقيق السيادة الصيدلانية وضمان الأمن الصحي، يحتاج إلى تكثيف الجهود بين المختصين. وفي هذا الصدد، قال محمد العيفة “إنه من الضروري التركيز على التشخيص والبحث فعندما تكون عندنا قدرة كبيرة على تشخيص الأمراض، لا يمكن أن نقبل بتوصيات تأتينا ليست مشابهة تماما للحالات الموجودة في بلدنا، فتختلف كل دراسة وحالة حسب كل بلد”.

واقع البحوث السريرية في الجزائر

وحسب تصريح رئيس الجمعية حول واقع البحوث السريرية في الجزائر، فإن  “هناك نقص في الأبحاث السريرية ويجب إعطاء أهمية للباحثين والدراسات التي تتم في الجزائر” وتابع “نحن بدورنا سنقوم بتنظيم الأبحاث والعمل وتقديم الحلول عن طريق تبادل الخبرات بين الباحثين الدوليين للوصول الى نتائج جيدة” وأضاف “يجب أن نبحث أسباب انتشار بعض الأمراض مثل سرطان الثدي والسكري والسمنة ونقوم بعدة دراسات للوقوف على أسباب هذا الانتشار مقارنة بالدول الأخرى من كل الجوانب … الوراثة، التغذية، الأدوية …الخ وكلها تحتاج إلى التكفل والتقنين ويجب أن نوفر الوسائل اللازمة للباحث وحتى للمريض المشارك في التجربة، لكي نكمل عملية البحث ودراسة العينة ليستفيد الجميع”.

أنواع البحوث السريرية

يتم استخدام عدة أنواع من الأبحاث السريرية بالتي يقدمها الباحثون، يمكن تلخيصها فيما يلي:

الأبحاث الوقاية والتي تبحث عن طرق أفضل لمنع الاضطرابات من التطور وتدرس أنواع مختلفة من الأبحاث الوقائية، الأدوية، الفيتامينات، اللقاحات والمعادن.

الأبحاث العلاجية تتضمن عموما تدخلا مثل الأدوية أو العلاج النفسي أو الأجهزة الجديدة والأساليب الحديثة للجراحة أو العلاج الإشعاعي.

الدراسات الوبائية والتي تسعى لتحديد أنماط الاضطرابات وأسبابها ومكافحتها في مجموعات من الناس.

مراحل التجارب السريرية

غالبا ما تجرى التجارب السريرية على أربع مراحل وكل تجربة لها غرض مختلف عن الآخر.

تجارب المرحلة الأولى

في هذه المرحلة يقوم الباحثون باختبار دواء او علاج تجريبي في مجموعة صغيرة من الأشخاص لأول مرة

ويقوم الباحثون بتقييم سلامة العلاج وتحديد الجرعات الآمنة للأشخاص مع ملاحظة ما إذا كانت هناك آثار جانبية.

تجارب المرحلة الثانية  

يعطى الدواء أو العلاج التجريبي لمجموعة أكبر من الناس لمعرفة ما إذا كان فعالا وسليما.

تجارب المرحلة الثالثة

في المرحلة الثالثة، يقوم الباحثون بإعطاء علاج لمجموعات كبيرة من الناس لمعرفة فعاليته ومراقبة الآثار الجانبية ومقارنتها بالعلاجات شائعة الاستخدام وجمع المعلومات التي تسمح باستخدام الدواء التجريبي أو العلاج بأمان.

تجارب المرحلة الرابعة 

في هذه المرحلة يتم توفير دراسات ما بعد التسويق التي يتم إجراؤها بعد الموافقة على العلاج وإضافة بعض المعلومات عليه مثل طريقة العلاج ومخاطر الدواء وفوائده وطريقة استخدامه.

عائشة و.ح