تم يوم الأربعاء افتتاح الطبعة التاسعة عشرة للصالون الدولي للصيدلة (صيفال 2025) في قصر المعارض بالصنوبر البحري الجزائر العاصمة، بمشاركة أكثر من 170 عارضًا من داخل وخارج الوطن، في واحد من أهم الفعاليات في قطاع الصيدلة. 

محور رئيسي: “دور الصيدلة في التكفل بمرضى السرطان”

تنعقد هذه الطبعة تحت رعاية وزارتي الصناعة والإنتاج الصيدلاني والصحة، وبالتنسيق مع الوكالة الوطنية للأمن الصحي ، وقد تم اختيار موضوع هذا العام “دور الصيدلة في التكفل بمرضى السرطان”، للتأكيد على الأهمية التي توليها السلطات لمكافحة السرطان وتحسين رعاية المرضى. 

رهان كبير على الصحة العمومية

وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت حفل الافتتاح أكد مدير الصالون ”ياسين لوبر” على أهمية موضوع هذه الدورة، الذي يرتبط مباشرة بتحدٍ كبير في مجال الصحة العمومية في الجزائر وإفريقيا عمومًا. واعتبر أن مكافحة السرطان تمثل أولوية قصوى للسلطات الوطنية، حيث تعكس التزامًا قويًا في هذا المجال على مدى السنوات الماضية. 

وأوضح أن اختيار موضوع ” الصيدلة في التكفل بمرضى السرطان ” يهدف ليس فقط إلى توعية الفاعلين في القطاع الطبي، بل أيضًا إلى تلبية الحاجة الملحة لتعزيز الوقاية والكشف المبكر وعلاج السرطان. فمع تزايد انتشار هذا المرض أصبح التعامل معه يشكل تحديًا معقدًا على المستوى الوطني. 

ويأتي هذا البرنامج ضمن الخطة الجديدة التي وضعتها اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، وهي خطة تهدف إلى تغيير طريقة التعامل مع المرض في الجزائر، من خلال عدة محاور استراتيجية، أبرزها: تعزيز البنية التحتية الصحية، وتدريب الكوادر الطبية، وزيادة الوعي العام، والأهم من ذلك تحسين إمكانية الحصول على العلاجات الحديثة والفعالة. 

استجابة جماعية أمام تحدٍ صحي عالمي

ويستدعي حجم انتشار السرطان في الجزائر استجابة جماعية، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، ويندرج إنشاء هذا البرنامج ضمن هذه الرؤية، لذلك كشف ”ياسين لوبر” على أن التعاون بين مختلف القطاعات والجهات الفاعلة في مجال الصحة سواء كانت عامة أو خاصة، أمر ضروري لتحقيق الأهداف المرجوة. كما أن الصالون باعتباره حدثًا علميًا ومهنيًا يوفر فرصة فريدة لمناقشة أفضل الممارسات وآخر التطورات في علاج السرطان، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي. 

تعزيز قدرة النظام الصحي على التكيف 

كما أشار مدير الصالون إلى أهمية تزويد النظام الصحي الجزائري بالوسائل اللازمة لمواكبة التطورات السريعة في العلاجات والتقنيات الطبية. وفي هذا السياق تحدث عن الحاجة إلى إنشاء مراكز متخصصة للتكفل بمرضى السرطان، وتسهيل الوصول إلى العلاجات المتقدمة، وتحسين متابعة المرضى، بهدف ضمان رعاية صحية عالية الجودة لأكبر عدد ممكن من المصابين.

من جهتها تهدف هذه المبادرة أيضًا إلى تقليل الفجوات في إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، خاصة في المناطق النائية، ويتضمن المخطط الجديد لمكافحة السرطان إجراءات محددة لضمان حصول كل جزائري بغض النظر عن مكان إقامته، على تشخيص مبكر وعلاجات مناسبة لحالته، وفي هذا السياق يتم بذل جهود إضافية لتحسين البنية التحتية للمؤسسات الاستشفائية وتسهيل الوصول إلى الأدوية الأساسية، لا سيما تلك المستخدمة في علاج السرطان. 

ندوات علمية ثرية

يتضمن البرنامج العلمي للصالون ندوات حول مواضيع متعلقة بمكافحة السرطان وتمويلها، والدور المحوري للصيدلي في التكفل بالمرضى. كما سيتم تسليط الضوء على الاكتشافات العلمية الحديثة، التي تبرز التطورات في هذا المجال الحيوي للصحة العامة. 

منصة لتبادل الخبرات 

هذا وقد أشاد رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة في تونس” مصطفى لعروسي” بتنظيم الصالون، الذي يتيح لمختلف الفاعلين في قطاع الصيدلة تبادل تجاربهم وخبراتهم، كما ذكّر بأن تونس ستستضيف الطبعة الرابعة والعشرين للمنتدى الصيدلاني الدولي (FPI) في الفترة من 30 أفريل إلى 2 ماي 2025، وهو حدث دولي آخر مهم للقطاع. 

ويعد هذا الموعد فرصة فريدة لتعزيز الروابط وتعميق المعارف، لا سيما فيما يتعلق بالتكفل بمرضى السرطان. 

الكلمات المفتاحية: صيفال؛ صيدلة؛ صالون.