صحة جيدة لحياة أفضل

اجتماع الحكومة: حصيلة التوأمة بين المؤسسات الصحية العامة

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
30 يناير 2025

ترأس رئيس الحكومة السيد ” نذير العرباوي ” يوم الأربعاء اجتماعاً للحكومة تم خلاله دراسة عدة ملفات هامة، من بينها حصيلة آلية التوأمة بين المؤسسات الصحية العامة، وفقاً لبيان رسمي صادر عن مصالح رئيس الحكومة.

وخلال الاجتماع اطلعت الحكومة على تقرير حول نتائج آلية التوأمة بين المؤسسات الصحية العامة، أين حققت هذه الآلية التي تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الممارسات الجيدة بين المؤسسات الصحية العامة، تقدمًا كبيرًا في تحسين خدمات الرعاية الصحية.

أظهرت دراسة الآلية نتائج إيجابية للغاية، لاسيما فيما يتعلق بتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات الطبية، وكانت هذه النتائج ملحوظة بشكل خاص في مناطق الجنوب والهضاب العليا، حيث يواجه الوصول إلى الرعاية الصحية صعوبات أكبر.

تندرج هذه المبادرة ضمن تعليمات رئيس الجمهورية لإنشاء مراكز الأنشطة الاستشفائية، بهدف تعزيز شبكة الصحة في البلاد وضمان الوصول العادل إلى الرعاية الصحية لجميع المواطنين، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.

كما أخذت الحكومة بعين الاعتبار المقترحات التي تهدف إلى تطوير هذه الآلية بشكل أكبر، بهدف توسيع فوائدها لتشمل مناطق أخرى من البلاد وتعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة للسكان.

وبناءً عليه فإن هذا الاجتماع سمح بتقييم آلية هامة لقطاع الصحة، مع فتح الطريق لمبادرات جديدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مجال الرعاية الصحية على مستوى الوطن.

التوأمة بين المؤسسات الصحية العامة هي آلية مبتكرة تهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الصحية العامة المختلفة، أين تستند هذه الآلية إلى شراكة بين المؤسسات الصحية في مناطق متعددة، سواء كانت مستشفيات، أو عيادات عامة، أو مراكز صحية متخصصة، والهدف منها هو تعزيز جودة الرعاية الصحية، وتحسين الوصول إلى الخدمات الطبية، وتحسين إدارة الموارد في نظام صحي غالباً ما يكون تحت ضغوط كبيرة.

ويعتبر الدور الرئيسي للتوأمة بين المؤسسات الصحية العامة هو تشجيع تبادل الخبرات والمعرفة والممارسات الجيدة بين المؤسسات، التي غالبًا ما تكون موزعة على مناطق جغرافية واسعة، أين تتيح هذه الآلية:

  • التعاون بين المؤسسات: من خلال توأمة المستشفيات الكبيرة مع الهياكل الصغيرة أو البعيدة جغرافيًا، تتيح الآلية دمج الموارد البشرية والمادية، وهذا ما يعزز قدرات المؤسسات الأكثر فقراً.
  • التحسين المستمر للرعاية: تعزز التوأمة وضع معايير الجودة والممارسات الجيدة في إدارة الرعاية والعلاجات والتقنيات الطبية، أين تتعاون المؤسسات الشريكة لحل المشكلات المشتركة، مثل تحسين استخدام المعدات، وتدريب الموظفين، أو دمج أساليب جديدة للرعاية.
  • الوصول إلى الرعاية في المناطق النائية: هذه الآلية أساسية لضمان وصول أفضل إلى الرعاية الصحية في المناطق الأكثر عزلة، مثل مناطق الجنوب أو الهضاب العليا، كما أنها تساعد في معالجة نقص البنية التحتية والموظفين المؤهلين، خاصة في المناطق الريفية.

تقدم التوأمة العديد من الفوائد لكل من المؤسسات الصحية والمرضى، لذا فهي نموذج للتضامن بين المؤسسات الصحية يتجاوز التبادلات التجارية أو الخدمية البسيطة.

  • تعزيز المهارات: يمكن للمؤسسات تبادل خبراتها سواء من الناحية الطبية أو الإدارية، أين تعزز الدورات التدريبية المستمرة، وتبادل الموظفين، والتعاون في المشاريع البحثية من تحسين مهارات الفرق الطبية وشبه الطبية.
  • تحسين استخدام الموارد: تتيح الآلية استغلال الموارد بشكل أكثر كفاءة، فعلى سبيل المثال، يمكن لمؤسسة الاستفادة من معدات مؤسسة أخرى أكثر تجهيزًا، مع تمكين تبادل التخصصات الطبية وفقًا لاحتياجات كل مؤسسة.
  • تقليص الفوارق الإقليمية: واحدة من أقوى نقاط التوأمة هي المساهمة في تقليل التفاوتات في الوصول إلى الرعاية بين المناطق، خاصة بين المناطق الحضرية والريفية، كما توفر حلولًا عملية للتحديات التي تواجهها المؤسسات في المناطق النائية.
  • تحسين جودة الرعاية: من خلال تسهيل التبادلات بين المؤسسات، تساهم التوأمة بشكل مباشر في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى، ويشمل ذلك التدريب المنتظم وتبادل الممارسات السريرية المتطورة، وإدارة محوسبة لتحسين السجلات الطبية.
  • تعزيز القدرة على الاستقبال والعلاج: يمكن للمستشفيات المشاركة في التوأمة الاستفادة من إدارة أفضل لتدفق المرضى، مما يسمح بزيادة القدرة الاستيعابية والعلاجية، خاصة في فترات الازدحام الشديد أو أثناء الأزمات الصحية.
  • الابتكار ودمج التقنيات الحديثة: تتيح التوأمة للمؤسسات أن تكون في طليعة التقنيات الطبية الحديثة وتبادل أفضل الممارسات لتنفيذها، ويشمل ذلك دمج الطب عن بُعد، وأنظمة المعلومات الصحية، وحلول الصحة الرقمية، مما يجعلها أداة أساسية لتحديث القطاع.

تسعى آلية التوأمة لتحقيق عدة أهداف استراتيجية:

  • تسهيل الوصول إلى الرعاية: تهدف التوأمة في المقام الأول إلى ضمان أن يتمكن كل مواطن بغض النظر عن منطقته، من الوصول إلى رعاية صحية ذات جودة، وهذا أمر بالغ الأهمية في المناطق الريفية والمناطق المعزولة حيث قد يكون الوصول إلى الخدمات الطبية محدودًا.
  • تعزيز إدارة المؤسسات الصحية: الهدف هو تحسين إدارة المؤسسات الصحية من خلال تبادل أفضل الممارسات في مجال الإدارة الإدارية واللوجستية والعملية، ويشمل ذلك تحسين إدارة الموارد البشرية والمالية.
  • دعم التدريب المستمر: تساعد التوأمة في تعزيز تدريب الطواقم الطبية وشبه الطبية، مما يضمن رفع كفاءة العاملين في القطاع الصحي العام.
  • تطوير استراتيجية رعاية صحية مستدامة: تهدف التوأمة إلى إنشاء نموذج رعاية صحية مستدام من خلال تحسين البنية التحتية وتسهيل إدارة الصحة العامة على المدى الطويل، أين يتضمن هذا النموذج حلولًا مبتكرة للتعامل مع التحديات الديموغرافية، مثل شيخوخة السكان وإدارة الأمراض المزمنة.

تعد التوأمة بين المؤسسات الصحية العامة رافعة استراتيجية لمواجهة التحديات الكبرى في قطاع الصحة، ومن خلال تعزيز التعاون بين المؤسسات، تحسن هذه الآلية جودة الرعاية الصحية، وتستفيد من الموارد بشكل أمثل، وتسمح بتوزيع أفضل للخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد، كما تشكل هذه الآلية استجابة فعالة لتحديث النظام الصحي العام، وتعزيز الوصول إلى الرعاية، وتحسين رعاية المرضى، خاصة في المناطق البعيدة.