صحة جيدة لحياة أفضل

إنفلونزا الطيور: هل يجب أن نقلق بشأن انتقال العدوى بين البشر؟

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
11 ديسمبر 2024

تم مؤخرًا تسجيل إصابة ثلاث أشخاص بفيروس إنفلونزا الطيور في أمريكا الشمالية، مما أثار القلق بشأن احتمال انتقال العدوى بين البشر، اين تم الإبلاغ عن حالة في ولاية ميزوري، حيث ثبتت إصابة مراهق في كندا، كما أصيب طفل في كاليفورنيا أيضًا بفيروس H5N1، ولعل ما يثير القلق هو أن هؤلاء المرضى لم يتعرضوا لأي تماس مع الحيوانات، مما قد يشير إلى انتقال العدوى بين البشر.

تستمر إنفلونزا الطيور في الانتشار في الولايات المتحدة وكندا، حيث تؤثر على العديد من أنواع الطيور البرية والمحلية، بما في ذلك الدواجن في المزارع ، وعلى الرغم من أن هذا المرض له أصل حيواني، فقد أصاب أيضًا أنواعًا أخرى مثل الأبقار والقطط بعد أن تناولت حليبًا خامًا من أبقار ملوثة.

وينتقل فيروس H5N1 عادةً إلى الإنسان عن طريق التلامس مع الحيوانات أو البيئات الملوثة، وحتى الآن أصيب 53 عاملًا في المزارع بالفيروس، ومع ذلك فإن الإصابات الثلاث الأخيرة لدى البشر والتي لم تشمل أي تلامس مع الحيوانات، تزيد من قلق الخبراء.

ويشعر العلماء بالقلق من إمكانية حدوث تحور في الفيروس، مما قد يجعله أكثر قدرة على إصابة الإنسان، أين تشير دراسة نُشرت في 5 ديسمبر في مجلة “ساينس” إلى أن تحورًا بسيطًا في الهيماغلوتينين، قد يحول الفيروس الذي كان غير ملائم للإنسان حتى الآن، إلى فيروس قادر على الانتقال بسهولة أكبر بين البشر.

ويحذر توماس بيكووك ” Thomas Peacock  ” ، عالِم الفيروسات في كلية إمبريال بلندن، من أن كلما انتشر الفيروس بين الطيور والثدييات، زادت الفرص لحدوث التحورات اللازمة ليصبح تهديدًا أكبر للبشر، ويقول: “كلما ظل الفيروس منتشرا لفترة أطول وبمستوى أكبر، زادت احتمالية تكيفه ليصيب البشر بشكل أكثر فعالية”.

وفي مواجهة انتشار الوباء وهذه الحالات الجديدة من الإصابات البشرية، دعت منظمة الصحة العالمية إلى زيادة اليقظة، حيث أكدت ماريا فان كيركوف (Maria Van Kerkhove ) عالمة الأوبئة في المنظمة، أنه لا يوجد دليل حتى الآن على انتقال العدوى بين البشر، لكن المراقبة المكثفة أمر أساسي، وأوضحت في مؤتمر صحفي في 28 نوفمبر: “لم نلاحظ أي علامات على انتقال العدوى بين البشر، لكن يجب أن نقوم بالتحقيق الدقيق في كل حالة بشرية يتم اكتشافها”وأضافت: “لسنا أمام جائحة بعد، لكن يجب أن نكون أكثر يقظة”.

من جهة أخرى لم يتم تأكيد انتقال العدوى بين البشر بفيروس H5N1، لكن الحالات الأخيرة من الإصابات البشرية دون تلامس مباشر مع الحيوانات تزيد من قلق الخبراء، وبينما يستمر الوباء في الانتشار، قد يشكل تحور الفيروس خطرًا على البشرية، لذا تدعو السلطات الصحية العالمية إلى متابعة دقيقة لتوقع أي تطور وتجنب حدوث أزمة صحية عامة.

فيروس H5N1 هو سلالة من فيروس إنفلونزا الطيور، الذي يمكن أن يصيب الطيور، بما في ذلك الدواجن، وهو جزء من عائلة فيروسات الإنفلونزا A ، التي يمكن أن تؤثر على العديد من الحيوانات، بما في ذلك الطيور البرية والمحلية وبعض الثدييات، وعلى الرغم من أن إنفلونزا الطيور تؤثر بشكل رئيسي على الحيوانات، فقد تم رصد بعض حالات الإصابة البشرية، عادة بعد التلامس المباشر مع الطيور أو البيئات الملوثة.

ينتقل فيروس H5N1 بشكل رئيسي بين الطيور، لكنه يمكن أيضًا أن يصيب البشر في بعض الظروف، وعادةً ما يصاب الأشخاص بعد تعرضهم لطيور ملوثة أو منتجاتها (كالبيض والدواجن، وما إلى ذلك)، كما يعد انتقال العدوى من شخص إلى آخر أمرًا نادرًا جدًا، ولكن تم الإبلاغ عن حالات في ظروف استثنائية.

وفي عام 1997، تسبب فيروس H5N1 في تفشي إنفلونزا الطيور في هونغ كونغ، حيث سجلت إصابات بشرية شديدة، ومنذ ذلك الحين تم تحديد بؤر وبائية في عدة دول، بما في ذلك في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

عندما يصيب فيروس H5N1 الإنسان، يمكن أن يتسبب في أعراض شديدة، تشبه أعراض الإنفلونزا الموسمية، ولكنها غالبًا ما تكون أكثر شدة.

تشمل الأعراض:

  • الحمى
  • السعال
  • آلام العضلات
  • التهاب الحلق
  • صعوبة في التنفس
  • وأحيانًا اضطرابات هضمية

أما في الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن تؤدي العدوى إلى:

  • التهابات رئوية شديدة
  • فشل الأعضاء
  • أو حتى الوفاة

في الوقت الحالي يعتمد التحكم في إنفلونزا الطيور بشكل رئيسي على:

  • مراقبة الطيور
  • عزل الحالات المشتبه فيها
  • وتعقيم البيئات الملوثة

يمكن استخدام اللقاحات المضادة للفيروسات لمعالجة الأشخاص المعرضين، رغم أن هناك أيضًا جهودًا لتطوير لقاحات خاصة ضد فيروس H5N1، اين تُطبق تدابير الأمان البيولوجي الصارمة في مزارع الدواجن للحد من انتشار الفيروس، كما يجب تجنب الاتصال مع الحيوانات المصابة، خاصة في المناطق ذات المخاطر العالية.

الكلمات المفتاحية: H5N1 ؛ إنفلونزا ؛ منظمة الصحة العالمية ؛ طيور ؛ انتقال ؛ إنسان ؛ فيروس