أغلقت محمية كبيرة للسنوريات في واشنطن أبوابها بعد تفشي وباء إنفلونزا الطيور المدمر، الذي أودى بحياة نحو 20 حيوانًا.
تفشٍ مدمر في واشنطن
تواجه الولايات المتحدة منذ أسابيع وباء إنفلونزا الطيور الذي يثير القلق، فبعدما كان مقتصرًا على الطيور الداجنة، انتقلت العدوى إلى أنواع حيوانية أخرى، بما في ذلك السنوريات الكبيرة، أين كان مركز “وايلد فيلد أدفوكاسي” (Wild Felid Advocacy Center) في واشنطن الذي كان يأوي 37 من هذه الحيوانات، قد فقد 20 منها شملت نمورًا، وأسود الجبال، والوشق، وقطًا أفريقيًا من نوع كراكال او ما يعرف بعناق الأرض.
ومن بين الضحايا نمر بنغالي، وأربعة من أسود الجبال، وأربعة وشوق حُمر، فيما نجا ثلاثة حيوانات فقط من العدوى، بينما يكافح قط سيرفال أفريقي آخر للبقاء على قيد الحياة .
طرق العدوى والآثار المترتبة
يُعتقد أن السنوريات تعرضت للعدوى من خلال استهلاك لحوم أو مياه ملوثة، أو عن طريق اتصالها بالطيور المهاجرة الحاملة للفيروس، ونتيجة لهذا الوضع فرض المركز إجراءات صارمة، بما في ذلك الحجر الصحي الدقيق وارتداء الموظفين لمعدات الوقاية مع عزل الحيوانات المصابة.
إجراءات صارمة وإغلاق حتى مارس
يخضع المركز الآن للحجر الصحي ويُقدّر ”مارك ماثيوز” (Mark Mathews) الشريك المؤسس للمركز، أن تستمر عمليات الإغلاق حتى مارس المقبل فعملية تعقيم المنشآت طويلة ومعقدة، تتطلب أكثر من 400 ساعة من العمل لضمان السلامة.
انتشار مقلق لإنفلونزا الطيور
أصبحت إنفلونزا الطيور التي كانت تُعتبر تهديدًا للطيور الداجنة فقط، تصيب الآن أنواعًا حيوانية أخرى، وتثير قلقًا متزايدًا، ففي الولايات المتحدة وكندا ينتشر الوباء بسرعة ليصيب ليس الطيور فقط، بل أيضًا الثدييات مثل الأبقار، مما يزيد من مخاوف السلطات الصحية والعلماء.
تطور المرض
تُسبب إنفلونزا الطيور فيروس H5N1، وهو مرض كان تاريخيًا يصيب الطيور فقط، لكن شهدت السنوات الأخيرة انتقال العدوى إلى أنواع حيوانية أخرى، بما في ذلك الخنازير، والثعالب، وحتى السنوريات في بعض الملاجئ، فيما يشكل هذا الانتقال مصدر قلق كبير للعلماء بسبب خطر زيادة صعوبة احتواء الفيروس.
أول حالة إنسانية خطيرة
وفي 18 ديسمبر 2024، تم الإعلان عن أول حالة إصابة بشرية خطيرة بالفيروس H5N1 في ولاية لويزيانا الأمريكية، ورغم أن الوضع لم يتحول بعد إلى وباء بشري واسع النطاق، إلا أن هذه الحالة أثارت قلقًا بشأن قدرة الفيروس على التحور والانتقال بين البشر.
خطر جائحة عالمية
أثار توسع انتشار إنفلونزا الطيور ليشمل الثدييات تحذيرات من خطر جائحة عالمية، وعلى الرغم من أن الفيروس لا ينتقل بسهولة بين البشر، إلا أن إمكانية تحوره تثير مخاوف من ظهور سلالة جديدة أكثر عدوى.
تداعيات عالمية
تعمل منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الدولية على مراقبة الوضع عن كثب، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي، ومراقبة الأوبئة الحيوانية، وتطوير لقاحات فعالة لتجنب تفشي المرض على نطاق واسع.
رغم أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، تبقى إمكانية تحور الفيروس لتسهيل انتقاله بين البشر خطرًا دائمًا، لذا فالتعاون الدولي والمراقبة المستمرة أساسيان للحد من المخاطر وتجنب كارثة صحية عالمية.
الكلمات المفتاحية: إنفلونزا؛ الطيور؛ السنوريات؛ الولايات المتحدة؛ واشنطن؛ عدوى؛ تعقيم.