كشف الباحثون الاسكندنافيون عن وجود صلة بين أوزمبيك، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع 2، وزيادة خطر الإصابة بالعمى، ووفقًا لدراستين مستقلتين أجريتا بواسطة جامعة جنوب الدنمارك (SDU) والمعهد النرويجي للصحة العامة، فإن المرضى الذين يعالجون بالسيماجلوتايد المادة الفعالة في أوزمبيك، معرضون لخطر أعلى في تطوير مرض نادر يؤدي إلى تلف العصب البصري.
دراسات على عينة واسعة من المرضى
وقام الباحثون بتحليل بيانات 424152 مريضًا دنماركيًا مصابًا بمرض السكري من النوع 2، وقد وجدوا أن تناول السيماجلوتايد يضاعف من خطر الإصابة بـ ” اعتلال العصب البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني ” (NAION)، وتنتج هذه الحالة عن انقطاع مفاجئ في الدورة الدموية في العصب البصري، مما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل خطير ودائم، وأكد البروفيسور” جاكوب غراوسلوند ” (Jakob Grauslund) من جامعة جنوب الدنمارك على خطورة هذه الحالة.
نتائج متقاربة رغم اختلاف المنهجيات
وعلى الرغم من أن الدراستين اللتين أجريتا في النرويج والدنمارك استخدمتا مناهج مختلفة، إلا أنهما توصلتا إلى نتائج مشابهة بشأن هذا الخطر المتزايد، وفي حين أن الخطر العام للإصابة بهذا المرض يظل منخفضًا (حوالي 02 حالة لكل 1000 مريض سنويًا)، إلا أن الباحثين يوصون بضرورة اليقظة المتزايدة، ويشددون على أهمية الاستشارات الطبية المنتظمة لتكييف العلاج بناءً على المخاطر الفردية.
اتجاه مقلق منذ 2018
ومنذ دخول أوزمبيك إلى السوق في عام 2018، لاحظ الأطباء زيادة في عدد حالات ”اعتلال العصب البصري الإقفاري” في الدنمارك، أين تم إبلاغ السلطات الصحية الدنماركية والدولية بهذه النتائج، وقد يتم النظر في تعديل العلاج للمرضى المعنيين.
آثار جانبية مقلقة أخرى
ولا يعد هذا التحذير الأول بشأن الآثار الجانبية للسيماجلوتايد، ففي جويلية 2023 كانت دراسة أجراها باحثون من جامعة هارفارد قد استكشفت بالفعل العلاقة بين السيماجلوتايد وفقدان الرؤية ، وعلاوة على ذلك كشفت دراسة في أكتوبر 2023 من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا أن منبهات GLP-1 التي يتضمنها أوزمبيك، تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس والانسداد المعوي وشلل المعدة، كما يمكن أن تتطلب هذه الاضطرابات المعوية الشديدة دخول المستشفى وإجراء جراحة.
الضرورة للانتباه والحذر
وعلى الرغم من أن السيماجلوتايد أظهر آثارًا إيجابية في علاج مرض السكري من النوع 2، يؤكد الباحثون على ضرورة زيادة اليقظة حيال هذه المخاطر الجديدة، كما يجب متابعة المرضى الذين يتناولون أوزمبيك عن كثب، ويجب على السلطات الصحية النظر في تعديلات في العلاجات لتقليل الآثار الجانبية الخطيرة.
الكلمات المفتاحية: السيماجلوتايد؛ المادة الفعالة؛ أوزمبيك؛ السكري؛ شلل المعدة؛ الانسداد المعوي