نداء دولي من أجل طرق أكثر أمانًا ومستقبل أكثر صحة
تنظم الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ولجانها الإقليمية، أسابيع الأمم المتحدة العالمية للسلامة على الطرق وذلك بشكل منتظم ، أين تهدف هذه الفعاليات إلى توعية صانعي القرار والمواطنين بالمخاطر الكبيرة المرتبطة بالسلامة على الطرق، مع تشجيع اتخاذ إجراءات ملموسة على جميع المستويات، من الحكومات المركزية إلى السلطات المحلية.
تعبئة عالمية تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية
تُعد هذه الأسابيع بمثابة منصات تعبئة تتوحد فيها أصوات العاملين في قطاع الصحة، وخبراء التخطيط العمراني والسلطات العامة، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات التربوية، والشركات، والمواطنين، من أجل هدف واحد وهو إنقاذ الأرواح على الطرقات.
حالة طوارئ صحية واجتماعية عالمية
تسجل الأرقام المقلقة سنويًا حوالي 1.2 مليون وفاة بسبب حوادث المرور. كما يُصاب حوالي 50 مليون شخص بجروح، كثير منهم يعانون من إعاقات دائمة مثل الشلل أو البتر أو الاضطرابات العصبية والنفسية.والأخطر من ذلك أن حوادث الطرق تُعد السبب الأول للوفاة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 سنة، في حين يُشكل المشاة وراكبو الدراجات المعروفون بـ”مستخدمي الطريق الأكثر هشاشة” أكثر من ربع الضحايا، نتيجة لغياب البنى التحتية الآمنة، والسرعة المفرطة في المناطق الحضرية، والسلوكيات الخطيرة مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة.
وفي الجزائر تسببت حوادث المرور في وفاة 3740 شخصًا خلال عام 2024، بحسب المعطيات الصادرة عن المندوبية الوطنية للأمن في الطرق ، كما خلفت هذه الحوادث 35556 جريحًا خلال نفس الفترة، ما يعكس وضعًا خطيرًا فيما يخص السلامة المرورية في البلاد.
2025: أولوية للمشي وركوب الدراجات
يركز أسبوع الأمم المتحدة العالمي الثامن للسلامة على الطرق من 12 إلى 18 ماي 2025، على حماية المشاة وراكبي الدراجات، الذين يتم الترويج لهم في العديد من البلدان كبدائل مستدامة للسيارات الخاصة.
ويهدف هذا التوجه إلى تحقيق هدفين: جعل هذه الوسائل أكثر أمانًا، وتشجيع السكان في المدن والأرياف على اعتمادها.
توصيات هامة:
- إنشاء ممرات منفصلة وآمنة للدراجات؛
- تخصيص مناطق محمية للمشاة، خاصة بالقرب من المدارس؛
- خفض السرعة القصوى في المناطق السكنية إلى 30 كم/س؛
- تعزيز الرقابة والعقوبات ضد المخالفات (الكحول، السرعة، الهاتف… إلخ)؛
- دمج التوعية بالسلامة المرورية في البرامج التعليمية منذ سن مبكرة.
فوائد تتجاوز الطرقات

لا تقتصر السلامة المرورية على التنقل فقط، بل تُعد رافعة أساسية للصحة العامة، والعدالة الاجتماعية، والانتقال البيئي. فعندما نجعل المشي وركوب الدراجة آمنين، فإننا نُساهم أيضًا في مكافحة:
- تلوث الهواء، المسبب لأمراض تنفسية وقلبية؛
- قلة النشاط البدني، التي تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم؛
- الفوارق الاجتماعية إذ غالبًا ما تكون ضحايا الحوادث من الفئات الأقل حظًا، التي لا تملك سيارات، وتُضطر للتنقل في بيئات غير آمنة.
ويشكل تشجيع وسائل التنقل الهادئة خطوة نحو تحقيق أهداف متعددة: الصحة، المناخ، الإدماج، والتنمية المستدامة.
مساهمة مباشرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
تندرج الأنشطة التي تُنظم خلال هذا الأسبوع ضمن منطق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما:
- الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه
- الهدف 11: مدن ومجتمعات محلية مستدامة
- الهدف 13: العمل المناخي
ومن خلال تقليص عدد الحوادث وتحسين الوصول إلى وسائل نقل آمنة ومستدامة، والحد من الانبعاثات الناتجة عن حركة المرور، تصبح السلامة المرورية ركيزة أساسية لمستقبل أكثر صحة وعدلاً.
ما الذي يمكن لكل فرد أن يفعله؟

حتى على نطاق محدود، يمكن لكل شخص أن يساهم في هذا التوجه:
- كمواطن: يفضّل المشي أو ركوب الدراجة متى أمكن، مع الالتزام بسلوك مسؤول أثناء التنقل؛
- كولي أمر: يعزز وعي أطفاله بالعادات الصحيحة للسلامة المرورية؛
- كمحترف أو موظف: يروّج لثقافة الوقاية داخل مكان العمل أو المجتمع المحلي؛
- كمنتخب محلي أو مهندس حضري: يخطط مدنًا آمنة ومهيأة للجميع، وخاصة للأطفال.
طرقات أكثر أمانًا للجميع
وليس أسبوع الأمم المتحدة العالمي الثامن للسلامة على الطرق مجرد حملة توعية، بل هو موعد عالمي لإعادة التفكير في كيفية عيشنا في مدننا، واستخدامنا للطرقات، وتنقلاتنا اليومية، كما أن اتخاذ إجراءات اليوم من أجل السلامة المرورية يعني الحفاظ على الأرواح، حماية البيئة، وبناء مستقبل أكثر إنسانية.
الكلمات المفتاحية: حادث؛ طريق؛ الأمم المتحدة؛ منظمة الصحة العالمية؛ السلامة المرور؛ مشي؛