صحة جيدة لحياة أفضل

دراسة جديدة تحذر من مواد خطرة موجودة في حلوى صمغ الأطفال تحفز على النوم

حرر : عائشة ولد حبيب | صحفية
14 مايو 2023

حسب ما كشفت عنه دراسة جديدة فان أكثر من 20 قطعة لحلوى الصمغ من الميلاتونين بيعت كمحفزات تساعد على النوم، والبعض منها يحتوي على كميات كبيرة وخطيرة من هذا الهرمون. ويعرف الخبراء هرمون الميلاتونين على انه هرمون تنتجه الغدة الصنوبرية، والموجودة بالتحديد في أعماق الدماغ، وتطلق في مجرى الدم لتنظم دورت النوم عند الانسان.

وأكد الدكتور بيتر كوهين وهو مؤلف الدراسة وأستاذ مساعد في الطب ضمن تحالف ” كامبريدج هيلث ألاينس بولاية ماساتشوستس الأمريكية، الى أن ” بعض المنتجات تحتوي على نسبة 347 بالمائة من الميلاتونين أكثر مما هو مصرح به فعليا على ملصق حلوى الصمغ” وهذه الحالة خطيرة على الأطفال.

وأوضح صاحب الدراسة أن علبة من حلوى الصمغ تحتوي على مكونات لم ينتبه لها، وهذا يعني ان المنتجات التي أدرجت مادة الميلاتونين ” على ملصقها” لا تحتوي على هذه المادة بل الكانابيديول أو CBD .

وأضاف كوهين قائلا ” أن أربعة من المنتجات المختبرة تحتوي على مستويات من الكانابيديول وتتراوح بين 4 الى 18 % يعني أعلى من تلك المذكورة في الملصق”.

وقد حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ان حاليا من غير القانوني تسويق الكانابيديول وإضافته الى الطعام او تصنيفيه كمكمل غذائي. أما صاحب الدراسة ” كوهين” أوضح ان العديد من المنتجات التي أجريت عليها الدراسة تحتوي على الكانابيديول، وتروج علنا لإضافتها هذا المركب الى منتج الميلاتونين الخاص بها.

وفي نفس السياق، ترى الدكتورة كورا كوليت بريونر وهي أستاذة مختصة في طب الأطفال بمستشفى سياتل للأطفال في جامعة واشنطن، ان استخدام الكانابيديول في المحفزات لا يستلزم وصفة طبية وهذا أمر فعلا يثير القلق، لان الأهل يتوجهون لشراء حلوى الصمغ لمساعدة أطفالهم على النوم.

حلوى الصمغ

تحتوي حلوى الصمغ على مستويات عالية للغاية من الميلاتونين يعني أكثر من 0.5 الى 1 ملليغرام، والتي ثبت انها تحفز النوم عند الأطفال، حسب ما ذكرته الدكتورة بريونر التي تعمل كعضو في لجنة الطب التكاملي للأكاديمية الأميركية والتي تساهم بشكل كبير في العمل على كتابة إرشادات جديدة حول المكملات الغذائية للأطفال.

ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية لاستخدام الميلاتونين عند الأطفال الى ظهور بعض الأعراض مثل النعاس، الانفعال، الصداع، زيادة التبول في الفراش، وكذا احتمال حدوث تفاعلات ضارة مع الأدوية وردود الفعل التحسيسية لمادة الميلاتونين.

لهذا يحذر الخبراء من المكملات الغذائية التي يمكن ان تؤثر على التطور الهرموني، في سن البلوغ، ودورة الحيض، والافراط في انتاج هرمون البرولاكتين الذي يسبب بنمو الثدي والحليب عند النساء.

الاختيار يكون بعناية من قاعدة بيانات حكومية

وكشفت دراسة نشرت في مجلة JAMA، ان قام الباحثون بإرسال 25 منتج مصنف على انه حلوى الصمغ من الميلاتونين الى مختبر خارجي لمعرفة مستويات الميلاتونين ومواد أخرى

وأوضح كوهين أنهم اختاروا “حلوى الصمغ بدلًا من المنتجات الأخرى بسبب الاعتقاد أنّ الأهل سيختارون المنتجات التي يقدمونها لأطفالهم”. وتابع: “أردنا أيضًا إلقاء نظرة فاحصة على هذه المنتجات بعد تقرير العام الماضي الذي أفاد بأن مراكز السموم قد استقبلت أكثر من ربع مليون مكالمة حول تسمم الأطفال عن طريق الفم، وتسجيل آلاف حالات الاستشفاء، وزيارات لوحدة العناية المركزة، وحتى تسجيل بعض الوفيات”.

تقرير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض لسنة 2022

أشار التقرير الصادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في عام 2022، أن الدعوات للسيطرة على السموم بشأن تناول الأطفال للميلاتونين ارتفعت بنسبة 530٪ بين عامي 2012 و2021. وأنّ ارتفاع معدل المكالمات سجل نسبة 38٪ بين عامي 2019 و2020.

ومعظم المكالمات تمحورت حول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وتناولوا عن طريق الخطأ حلوى الصمغ التي لم يقم مقدمو الرعاية بإغلاقها بشكل صحيح.

ولفت كوهين إلى أنّ “حلوى الصمغ تغري الأطفال الصغار الذين ينظرون إليها كحلويات “. وأضاف: “تساءلنا عما إذا كان ثمة خطب ما في هذه المنتجات التي قد تساهم بالاتصالات الواردة إلى مراكز مكافحة السموم”.وأوضح كوهين الذي درس الملصقات غير الصالحة للمكملات الغذائية لسنوات، أن الدراسة الجديدة توصلت إلى أن 88٪ من أنواع حلوى الصمغ تم تصنيفها بشكل غير دقيق، وأن ثلاثة منها فقط تحتوي على كمية من الميلاتونين كانت ضمن نسبة 10٪ المدرجة على الملصق.

وأكد الى إنّ “الإطار التنظيمي للمكملات معطل. والشركات المصنعة لا تلتزم بالقانون، وإدارة الغذاء والدواء لا تطبق القانون. لذا ما يعنيه ذلك هو أن لدينا الكثير من المنتجات المصنفة ذات جودة رديئة”.

وأشار متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الى أن الوكالة ستراجع نتائج الدراسة، مضيفًا أن إدارة الغذاء والدواء بشكل عام لا تعلّق على دراسات محددة، لكنها “تقيمها كجزء من مجموعة الأدلة لتعزيز فهمنا لقضية معينة”.

عائشة و

مقالات في نفس الموضوع