صحة جيدة لحياة أفضل

قلق الاختبار لدى طلاب الباكالوريا ” إرشادات وتوجيهات نفسية “

حرر : د. نزيهة بوالقمح | دكتوراه في علم النفس
2 يونيو 2022

  شعور التلميذ المقبل على الاختبار بالقلق والتوتر يعتبر طبيعيا إلى حد ما، ويمكن تقييم هذا الحد نسبة إلى درجة وشدة هذا التوتر، فإذا ما أصبح لدى التلميذ اضطرابات هضمية (كالغثيان والقيئ أو الإسهال) أو صداع مع اضطراب في النوم والمزاج وعدم القدرة على التركيز مع ضبابية في الرؤية، أو الارتجاف وفقدان السيطرة والتعرق وبرودة الأطراف قد تصل حد الإغماء مع بعض الحالات، يصبح هذا الأمر مرضيا يحتاج إرشادا طلابيا لكيفية تسيير قلق الاختبار.

وبما أن شهادة الباكالوريا تعد مرحلة حاسمة في حياة المتمدرس وحدثا اجتماعيا بامتياز، خاصة في السنوات الأخيرة، فإن هذه المكانة جعلت لهذه الشهادة تأثيرا انفعاليا خاصا على نفسية المترشح للشهادة (النظامي والحر) وولدت لديهم قلق الاختبار الذي تنجر عنه تبعات مختلفة قد تصل إلى حد الفشل في نيل الشهادة، أو النجاح فيها بمعدل لا يرقى لمستوى طموح التلميذ تتدمر أهدافه وتطلعاته المستقبلية.

وقد شهدت في مسيرتي العملية بمراكز إجراء امتحان شهادة الباكالوريا العديد من الحالات التي عانت من قلق الاختبار، وعليه سأقدم مجموعة من الإرشادات النفسية التي تساعد على التسيير والتحكم في قلق الباكالوريا حتى يبقى في مستواه أو درجته الطبيعية.

تبدأ درجة القلق بالارتفاع كلما اقترب موعد إجراء الاختبار، فتأثر على نوعية نوم التلميذ خاصة في الليلة التي تسبق الموعد، وبما أن النوم جد ضروري لتركيز جيد، واسترجاع موفق للمعلومات، فإن التلميذ يقع ضحية التعب الجسدي والنفسي وعليه ينصح بشرب شاي أعشاب مهدئة مساعدة على النوم في الأيام التي تسبق الاختبار.

عند توزيع مواضيع الاختبار يجب على المترشح عدم الاطلاع عليها مباشرة ففي تلك اللحظة تكون درجة انفعاله وتوتره قد بلغت ذروتها، وإذا ما اطلع على الموضوع وهو في تلك الحالة النفسية فاحتمال نسيان المعلومات وفقدان السيطرة سيكون عاليا، وعليه أنصح دائما بقلب موضوع الاختبار وتغطيته بورقة الإجابة الفارغة، ثم رفع الرأس إلى الأعلى وإغماض العينين والتركيز على عملية التنفس (شهيق عميق من الأنف، وزفير بطيئ من الفم) مرات عديدة وتكرار جملة أنا هادئ أنا بخير.. بعدها يشرب القليل من الماء ويفضل وضع قطعة شوكولاتة سوداء تحت لسانه والاستمرار في التنفس الهادئ، ليتحول الانفعال إلى دافع وحماس. تستمر هذه العملية من خمس دقائق إلى عشر تهدأ فيها توترات النفس والذهن، هنا يمكن للطالب أن يقلب موضوع الاختبار شرط أن يطلع عليه بالتدريج. وكل هذا تمهيد للذهن حتى يدخل في جو الاختبار تدريجيا. التسرع في الاطلاع على الموضوع هو أهم أسباب ارتفاع درجة التوتر والقلق وفقدان السيطرة.

بعد الاطلاع على الموضوع الأول يقيم التلميذ نفسه بالتقريب كم يمكنه حصد العلامات فيه ويضع العلامة المتوقعة في دائرة، ويقرأ الموضوع الثاني بنفس الطريقة ثم يقيم نفسه ويضع العلامة المتوقعة في دائرة، بعدها يختار الموضوع الذي سيعالجه بناء على تقييمه، وبعد عملية الاختيار، عليه أن يبعد الموضوع الآخر ولا ينظر إليه مرة أخرى، بل يعطي كل طاقته وجهده للموضوع المختار. (تدوم هذه العملية تقريبا نصف ساعة) وهي الفترة التي تحتاجها الذاكرة لاسترجاع المعلومات المخزنة في الذاكرة متوسطة المدى.، بعد الخروج من قاعة الامتحان على الطالب أن يفكر في الامتحان الموالي ولا فائدة من الاطلاع على الدروس لتقييم نفسه، ويفضل إبعاد كل الأمور المتعلقة بتلك المادة.

لمزيد من الفهم والتوضيح يمكنكم الاطلاق على قناتي في اليوتيوب موضوع ‘ تسيير قلق الاختبار، بكالوريا بكل هدوء وطمأنينة”

د.ن.بوالقمح

مقالات في نفس الموضوع