صحة جيدة لحياة أفضل

العنف اجتاح اسوار المدارس

حرر : يعقوبي جنات | أخصائية في علم النفس
19 مارس 2022

تعرف منظمة الصحة العالمية العنف بأنه الاستخدام المتعمد للقوة البدنية أو الجسدية ، المهددة او الفعلية ضد الشخص نفسه أو ضد شخص آخر أو ضد مجموعة أو مجتمع ، مما يؤدي اإلى حدوث إصابة أو وفاة أو احتمال كبير لهما او الاذى النفسي أو سوء النمو أو الحرمان.

ظاهرة العنف لم تتوقف في الشارع بل اجتاحت أسوار المؤسسات التعليمية التي من المفترضأن يتعلم فيها الطالب قيم الأخلاق و احترام الآخر و الممتلكات.

يعرف العنف المدرسي على أنه كل سلوك يلحق الأذى بالآخر ويكون اما جسميا او نفسيا او جنسيا او تخريبا للممتلكات والاعتداء على المرافق، أمام أو داخل حرم المؤسسة التعليمية.

كما عرفه احمد حسين الصغير 1998″ انه السلوك العدواني الذي يصدر من بعض الطلاب و الذي ينطوي على انخفاض في مستوى البصيرة و التفكير ، و الموجه ضد المجتمع المدرسي بما يشتمل عليه من معلمين ، وإداريين وطلاب وأجهزة وأثاث و قواعد و تقاليد مدرسية و الذي ينجم عنه ضرر و أذى معنوي و مادي.

اشكال العنف المدرسي:
  1. العنف الجسدي: يتم استعمال القوة الجسدية لإذاء الآخر سواء كان من تلميذ لآخر ، أو من طاقم التعليم للتلميد او من التلميذ لطاقم التعليم ، و يكون عن طريق الدفع أو الضرب باستعمال اليد أو أدوات مختلفة.
  2. العنف المعنوي: و يكون عن طريق الإساءة اللفظية ،مثل السخرية ، الشتم، الكلمات الجارحة ، الإهمال من طرف الطاقم التعليمي للتلميد او بين التلاميذ بعضهم البعض.
  3. التحرش الجنسي : وهو اي سلوك مباشر او غير مباشر يوحي بالتحرش الجنسي من طرف طاقم المدرسة على التلميذ أو بين التلاميذ ، إما عن طرق اللمس او التلفظ بكلمات مخلة و إجبار الآخر على مشاهدة الصور و الأفلام المخلة بالحياء..
  4. الخرق و التمرد عن أنظمة المؤسسة : يكون التمرد من خلال عدم اتباع النظام و القانون الداخلى للمؤسسة .
  5. تخريب الممتلكات و الاعتداء على المرافق المدرسية: و يظهر هذا العنف في تخريب الأقسام و محتوياتها , وكذلك تخريب حدائق و أشجار المؤسسة.
أسباب العنف المدرسي:
  • التفكك الأسري و المشاكل الأسرية ، بالإضافة الى اتباع الأسرة أسلوب القسوة و العنف في تربية الطفل مما يجعله يسلك نفس الأسلوب في التعامل مع الغير في المدرسة.
  • المشاكل النفسية و الإحباطات المتكررة التي يعاني منها الطالب و التي تنتج عنها الاضطرابات السلوكية ، حب الظهور و جلب الانتباه و خاصة في مرحلة المراهقة ، عدم شعوره بالأمن ولذلك يتخذ العنف كوسيلة للدفاع.
  • التاثر بالألعاب اإلكترونية و البرامج التلفزيونية التي تجعل الشخص العنيف هو البطل القوي الذي يحترمه الجميع.
  • اسلوب العقاب الذي تستخدمه المؤسسة التربوية مع الطلاب لاحترام القوانين الخاصة بالمؤسسة.
  • البيئة المدرسية التي تمتاز بالإحباطات و التهديدات و النظرة الدونية للطالب ، مما يؤدي الى حدوث اضطرابات سلوكية و نفسية واجتماعية واتجاهات سالبة تجاه مدرسته و الدراسة بها تحول دون تقدمه دراسيا ، مما يدفعه لممارسة السلوك العدواني و العنف نحو الزملاء و المعلمين و المدرسة.
آثار العنف المدرسي :
  • الشعور بالخوف و عدم الأمان مما يؤدي الى ظاهرة التسرب المدرسي.
  • ظهور اضطرابات نفسية منها التبول اللائرادي و التأتأة و الانطواءوالاكتئاب و التوتر و العصبية. ..
  • تدني مستوى التحصيل المدرسي و هذا راجع لفقدان الطالب رغبته في التعلم و كذلك مشاكل ضعف التركيز و الانتباه.
  • الشعور بالحقد و الكراهية تجاه الآخرين مما يولد صعوبات في التواصل.
الوقاية و علاج العنف المدرسي :

لا يمكن لجهة واحدة التكفل و القضاء على ظاهرة العنف المدرسي ، وعليه يجب تضافر الجميع :الاسرةو المدرسة و المجتمع للحد من هذه الآفة و منع تفاقمها.

  • تخصيص لقاءات دورية بين الأسرة و المدرسة لمناقشة سلوكات الأبناء داخل المدرسة و تدارك العقبات التي تواجههم.
  • جعل التلاميذ شركاء في الوقاية من العنف و هذا بإبراز القانون و العمل على احترامه.
  • إلزام تلاميذ القسم بحملة تحسيسية لصالح السلم و الاحترام.
  • تشجيع التلاميذ على مساعدة بعضهم البعض في حل النزاعات و الصراعات بالطرق السليمة.
  • إنشاء فضاءات للأنشطة المختلفة كالنوادي العلمية و الأدبية و المجلات و الإذاعة المدرسية ،مما يسمح للتلاميذ بالتعبير عن ذواتهم، و توجيه طاقاتهم نحو العمل المثمر و بناء علاقات يسودها التعاون و التشاور و احترام الآ
    خرين.
  • إنشاء خلايا إصغاء و المتابعة النفسية في المدارس ، وهذا لمعالجة الجوانب المترتبة عن مظاهر التوتر و العنف و اثارها المباشرة و غير المباشرة عن طريق :
    • فتح فضاء الحوار لتمكين التلاميذ من التعبير عن مختلف اهتماماتهم و انشغالاتهم المدرسية و الشخصية.
    • حل النزاعات و فض الصراعات المتوقع حدوثها بالوسط المدرسي.
    • العمل على تعديل بعض السلوكات المضرة بالحياة المدرسية عن طريق الإصغاء و الإقناع و تعديل السلوك.
    • الحث على تعزيز ثقة الطالب بنفسه و الابتعاد عن أسلوب التحقير و التهميش.

المصادر:

العنف المدرسي الأسباب و سبل المواجهة محمود سعيد الخولي 2008.

الاستراتيجيات الوقائية من العنف في الوسط المدرسي حسب راي الفاعلين التربويين في مرحلة التعليم الثانوي للمنظومة التربوية الجزائرية اطروحة دكتوراه حبيب بن صافي 2019

ي.ج.

مقالات في نفس الموضوع