الجميع يقدّر الشمس لفوائدها، فهي تحسن المزاج وتمنح الطاقة وتعزز إنتاج فيتامين D الضروري لامتصاص الكالسيوم، بالإضافة إلى ذلك فإنها تحفز إفراز الميلاتونين هرمون الرفاهية، ومع ذلك فإن التعرض للإشعاع الشمسي ينطوي على عيوب خطيرة على الجلد والصحة، لذلك فإن اعتماد موقف مسؤول يتطلب اليوم حماية شمسية فعالة تتناسب مع شدة الإشعاع ونوع بشرة كل شخص.
فالأطفال وكذلك الأشخاص ذوو البشرة الحساسة أو التالفة التي قد تتعرض لتطوير بقع صبغية تحت تأثير الشمس، يحتاجون إلى اهتمام خاص في مجال الحماية الشمسية.
“صحتى، حياتي“ تشرح لكم في هذا المقال الفوائد والأضرار الناتجة عن الشمس، كيف يعمل الإشعاع الشمسي، ولماذا يجب حماية أنفسنا من الشمس؟
الكلمات المفتاحية: الجلد، الشمس، فينوس، الأشعة فوق البنفسجية، الحماية من الشمس، الكريم، الحماية، وقاية، ترطيب،
كيف يعمل الإشعاع الشمسي؟
تصدر الشمس نطاقًا واسعًا من الإشعاعات الضوئية، تشمل أنواعًا مختلفة من الأطوال الموجية، أين يتضمن هذا النطاق:
- الأشعة الكونية
- الأشعة غاما
- الأشعة السينية
- الأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تنقسم إلى UVC وUVB وUVA.
كما يتضمن الإشعاع المرئي:
- الأشعة تحت الحمراء (IR)
- موجة الراديو
يتم فلترة جزء كبير من الإشعاع الشمسي، بما في ذلك الأشعة الكونية، غاما، والأشعة السينية، والأشعة فوق البنفسجية (UVC)، بواسطة الغلاف الجوي قبل أن تصل إلى سطح الأرض، كما أن حوالي ثلثي الإشعاع الشمسي يصل إلينا، والأشعة التي تصل إلينا (UVB، UVA، الإشعاع المرئي والأشعة تحت الحمراء) تؤثر على الجسم من خلال :
- الأشعة تحت الحمراء تُنتج الحرارة المسؤولة عن شعور الحرارة على الجلد.
- بينما الأشعة فوق البنفسجية UVB و UVAالتي تكون غير مرئية ولا تُنتج حرارة، تؤثر بشكل بيولوجي كبير على جسمنا.
لماذا يجب حماية أنفسنا من الشمس؟
يسبب الإشعاع الشمسي أضرارًا كبيرة على الجلد، تتراوح من احمرار الشمس (الحروق الشمسية) إلى الشيخوخة المبكرة للجلد والأورام الجلدية، وفي الواقع يُعد التعرض للشمس السبب الرئيسي في الإصابة بالأورام الجلدية، وهو نتيجة خطيرة لهذه التعرض.
من الضروري أيضًا أخذ المخاطر التالية بعين الاعتبار:
- ضربة شمس
- الإغماء بسبب الشمس
- التحسس من الضوء
- التهاب العين
- الحساسية الشمسية المرتبطة بالتعرض المفرط لأشعة الشمس
- تُوقف البشرة حوالي 85% من الأشعة فوق البنفسجية UVB، بينما يصل فقط 15% منها إلى الأدمة: تعتمد كميتها على الموسم والارتفاع وساعة اليوم، وهي المسؤولة عن التسمير وحروق الشمس التي تعد إشارة تحذير طبيعية من الجلد تشير إلى زيادة في UVB، كما أن التأثير الرئيسي للأشعة UVB على المدى الطويل هو التأثير المسرطن.
- تخترق الأشعة فوق البنفسجية UVA بعمق في الجلد، حيث تصل 50% منها إلى الأدمة: تكون موجودة على مدار السنة، وتخترق السحب والنوافذ، وهي المسؤولة عن الشيخوخة الجلدية (التشيخ الضوئي) وتسبب تكوين الجذور الحرة التي تهاجم الهياكل الخلوية والحمض النووي (DNA)، كما أن لها تأثير مسرطن لكن بدرجة أقل من UVB.
تساهم الأشعة UVA وUVB في الإصابة بالأورام الجلدية لأنها تضعف الدفاعات المناعية للجلد، وتسبب الإجهاد التأكسدي الكبير، وتولد تلفًا في الحمض النووي قد يؤدي إلى ظهور خلايا سرطانية.
كما يعتمد إشعاع الأشعة فوق البنفسجية على سطح الأرض الذي يمكن أن يعكسه بشكل متفاوت:
– الثلج يعكس حوالي 80% من الأشعة فوق البنفسجية.
– الرمال تعكس 15%، والماء يعكس 25%.
– على عمق 40 سم تحت الماء، لا يزال التعرض للأشعة فوق البنفسجية يعادل حوالي 40% من التعرض على السطح.
ما هي التأثيرات حسب أنواع البشرة المختلفة؟
تختلف استجابة الجلد للإشعاع الشمسي من شخص لآخر بسبب الحساسية الفردية للضوء، والتي تحددها نوع البشرة، هذا الأخير يحدد كيفية تفاعل كل فرد مع أشعة الشمس.
توجد 6 أنواع مختلفة من البشرة، مصنفة وفقًا للون البشرة، ولون الشعر، ووجود النمش، وكذلك ميل الفرد لتطوير حروق الشمس أو التسمير .
- النوع 1: بشرة شاحبة (بيضاء) تحترق دائمًا، لا تتعرض للتسمير أبدًا، بها الكثير من النمش.
- النوع 2: بشرة فاتحة، تحترق دائمًا، قد تكتسب لونًا طفيفًا وبها الكثير من النمش.
- النوع 3: بشرة فاتحة إلى متوسطة، تحترق بشكل متكرر كما تتعرض للتسمير دائمًا (تسمير خفيف إلى متوسط)، قد تحتوي على بعض النمش.
- النوع 4: بشرة متوسطة، تحترق نادرًا وتتعرض للتسمير دائمًا (تسمير داكن)، لا تحتوي على نمش.
- النوع 5: بشرة بنية، لا تحترق أبدًا وتتعرض للتسمير دائمًا (تسمير داكن جدًا)، لا تحتوي على نمش.
- النوع 6: بشرة سوداء، لا تحترق أبدًا ولا تحتوي على نمش.
كلما كانت بشرتك أفتح (النوع 3 وخصوصًا 1 و2)، كلما كان عليك استخدام واقي شمس ذو حماية عالية.
كيف يعمل التسمير؟
التسمير، الذي يحدث أساسًا بسبب الأشعة فوق البنفسجية UVB عند التعرض لأشعة الشمس “طبيعيًا”، يمثل رد فعل حماية للجلد ضد التهديدات، ومع ذلك لا يشكل حماية فعالة بالكامل ، وعلى الرغم من أن التسمير يمكن أن يوفر في بعض الأحيان حماية معينة ضد حروق الشمس، إلا أن ذلك لا يجب أن يشجع على التعرض المفرط لأشعة الشمس، التي يمكن أن تؤدي إلى أضرار طويلة الأمد، بما في ذلك السرطانات الجلدية.
الآليات والاختلافات
عندما نتعرض لأشعة الشمس، يتم تنشيط الخلايا الصبغية في الجلد وتنتج صبغة الميلانين لحماية الجلد من الأضرار، كما تتحرك هذه الصبغة نحو سطح الجلد، وفي الوقت نفسه، تتسمك الطبقة القرنية من الجلد، مما يعزز الحماية بالإضافة إلى التصبغ.
ومن المهم ملاحظة أن الأشعة فوق البنفسجية UVA تسبب تصبغًا فوريًا يدوم بضع ساعات فقط، وهو ناتج عن الأكسدة المرئية مباشرة بعد التعرض للشمس، وهذا ليس تسميرًا، بل هو رد فعل فوري، على العكس فإن “التسمير الحقيقي” ينجم أساسًا عن الأشعة فوق البنفسجية UVB ، التي تبدأ في التكوين بعد 2 إلى 3 أيام من التعرض وتصل إلى أقصى كثافتها بعد حوالي 3 أسابيع من التعرض.
كيف تعمل الكريمات الواقية من الشمس؟
تصمم منتجات الحماية الشمسية لتصفية الأشعة فوق البنفسجية UVBو UVAبشكل فعال، مع الحفاظ على توازن مثالي بين نوعي الإشعاع، وتُقاس فعاليتها بواسطة مؤشر الحماية، وهو عامل الحماية من الشمس (SPF)، كما يعتمد اختيار SPF المناسب على نوع البشرة وشدة الإشعاع الشمسي، سواء كان في المناطق البحرية، الجبلية، أو غيرها.
- SPF 6 إلى 10 = حماية ضعيفة
- SPF 15 إلى 25 = حماية متوسطة
- SPF 30 إلى 50 = حماية عالية
- SPF 50 وما فوق = حماية عالية جدًا
من الضروري أيضًا اختيار تركيبة المنتج التي تناسبك وتطبيقه بانتظام، حيث يُوصى بتجديد التطبيق كل ساعتين لضمان حماية فعالة، علاوة على ذلك فإن بعض التركيبات مقاومة للماء أو قد تسرع حتى من عملية التسمير لتقليل وقت التعرض للشمس.
ما هي تأثيرات أشعة الشمس على الشيخوخة؟
وفقًا للخبراء، ترجع أسباب 80% من الشيخوخة المبكرة للوجه إلى التعرض لأشعة الشمس، كما تُعرف هذه الشيخوخة المبكرة بـ ” Heliodermie ” ، وتتميز بـ:
- ظهور تجاعيد عميقة
- ظهور بقع صبغية وتوسع الشعيرات الدموية
- توسع الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد
تكون المناطق التي تتعرض للشمس بشكل متكررمثل الوجه وظهر اليدين والساعدين، ومنطقة الصدر، عرضة بشكل خاص لهذا الظاهرة، كما تسبب الأشعة فوق البنفسجية UVBو UVA أضرارًا جسيمة لخلايا الجلد، مما يؤدي إلى تدهور الكولاجين والإيلاستين، ويمكن أن تساعد حتى من تطور السرطانات الجلدية، ولذلك من الضروري تبني نهج مسؤول عند التعرض للشمس وحماية نفسك بانتظام في كل مرة تتعرض فيها للشمس.
الحماية من الشمس: نصائحنا لحماية جيدة من الشمس
المشي والرحلات: ما هي الحماية اللازمة؟
تتطلب مختلف جوانب التعرض لأشعة الشمس في الجبال وأماكن أخرى اتخاذ احتياطات مناسبة لحماية بشرتك وصحتك.
- ففي الجبال : يظل خطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية مرتفعًا حتى في الطقس البارد جدًا، ومع زيادة الارتفاع تقل الحماية الطبيعية للغلاف الجوي، مما يزيد من شدة الشمس، وكمية الأشعة فوق البنفسجية (UVB) التي تتلقاها البشرة تزداد بنحو 4% مع كل 300 متر من الارتفاع، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعزز الانعكاسات على الثلج بشكل كبير الأشعة فوق البنفسجية، حيث يمكن أن ينعكس حتى 80% من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الثلج نحو البشرة.
- احذر من الرياح والماء: حيث يمكن أن يخفيان علامات الحرارة المرتبطة بالأشعة تحت الحمراء، مما قد يؤدي إلى تقييم غير دقيق لمستوى التعرض للأشعة فوق البنفسجية، فالأشعة فوق البنفسجية موجودة دائمًا حتى عند الشعور بالبرد.
- السماء الملبدة بالغيوم لا تقلل من مخاطر الشمس، وفي الواقع تمر السحب بالكثير من الأشعة فوق البنفسجية أكثر من الأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي، لذا يمكن أن تنخفض درجة الحرارة والإضاءة دون أن تقلل من خطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
- فضل الظل على الشمس: يحمي الظل من الإشعاع المباشر للشمس، ولكنه لا يحمي من الإشعاع المنعكس من الأرض.
- في درجات الحرارة المرتفعة كن حذرًا من مخاطر ضربات الشمس وحروق الشمس، خاصةً بالنسبة للأطفال، وتأكد من أنهم يشربون بانتظام لتجنب الجفاف.
- تجنب التعرض للشمس بعد استخدام العطور أو تناول بعض الأدوية دون استشارة طبيبك أو الصيدلي أولاً.
العناية بالبشرة تحت الشمس
-
- قبل بضعة أسابيع من التعرض للشمس، يُوصى بتناول مكمل غذائي غني بمضادات الأكسدة لتعزيز الحماية الداخلية للبشرة ضد تأثيرات الشم
- هذه المكملات مفيدة بشكل خاص للأشخاص الحساسين للشمس، لكنها لا تعوض الحاجة لاستخدام واقٍ شمس خارجي أثناء التعرض للشمس.
- المسمرات الذاتية لا توفر أي حماية ضد الشمس ولا تحفز الإنتاج الطبيعي للميلانين الذي يحمي البشرة، وفي حال استخدامها، من الضروري غسل اليدين والأظافر جيدًا لتجنب أي تصبغات غير مرغوب فيها وتطبيق واقٍ شمسي قبل التعرض للشمس.
- تحتاج البشرة التي تعرضت للتلف أو علامات جديدة (أقل من 8 إلى 12 شهرًا) إلى عناية خاصة
- قم بتطبيق واقٍ شمسي مناسب لنوع بشرتك وظروف التعرض لأشعة الشمس بانتظام، وللحصول على امتصاص مثالي، يُنصح بتطبيق الكريم قبل التعرض للشمس بـ 20 دقيقة.
- لا تنسى تجديد تطبيق الكريم الواقي للشمس على الأقل كل ساعتين وبعد كل سباحة للحفاظ على حماية فعالة، كما أن الفرك والرمل، والتعرق يقلل بسرعة من فعالية الحماية الشمسية.
- الكريم المقاوم للماء يحتفظ بما لا يقل عن 50% من قوته الواقية بعد السباحة، لكن تأكد دائمًا من المواصفات على العبوة.
- تأكد من أن منتجاتك الواقية من الشمس ليست منتهية الصلاحية واستبدلها كل عام لضمان فعاليتها المثلى وفقًا لتوصيات الشركة المصنعة.
- في جميع الأوقات، حافظ على ترطيب كافٍ طوال اليوم واستخدم منتجًا بعد الشمس خاصًا لإعادة ترطيب البشرة بعد التعرض للشمس، ويفضل أن يكون أكثر شمولاً من مرطب الجسم العادي.