صحة جيدة لحياة أفضل

عند الإصابة بلسعة قنديل البحر، ماذا عليك أن تفعل على الفور ؟

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
4 أغسطس 2024

تعيش القناديل البحرية في البحار والمحيطات حول العالم، و في الجزائر وكذا البحر الأبيض المتوسط، تشكل هذه الكائنات خطرًا حقيقيا خاصًا خلال فصل الصيف، كما يمكن أن يتسبب الاتصال بهذه الكائنات في حدوث ردود فعل عنيفة لدى الأشخاص المصابين ، ولأجل هذا ، تقدم لكم  “صحتي ، حياتي ” كل ما تحتاجون معرفته حول الموضوع .

لا تقوم القناديل البحرية وفقًا للمتخصصين بحقن السم كما يحدث في اللدغات التقليدية، بل تسبب التسمم عند الاتصال، وتشمل العلامات المميزة شعورًا بصعقة كهربائية عند الاتصال، وقوامًا لزجًا قليلًا ، ويمكن التعرف عليها بسهولة لأنها تطفو على سطح الماء غالبًا في مجموعات.

عندما يكون هناك اتصال بقنديل البحر، تحدث العديد من ردود الفعل على غرار :

  • الألم وإحساس بالحرق: شعور فوري بالحرق يشبه صعقة كهربائية بسبب السم، وعادة ما يصل الألم إلى ذروته بين 20 و30 دقيقة بعد اللسعة.
  • طفح جلدي: ظهور تلف جلدي أحمر يشبه بقع قراص النمل، وغالبًا ما يكون هذا الطفح ناتجًا عن التهيج الذي تسببه الخيوط اللاذعة لقنديل البحر.
  • حكة: قد تحدث حكة شديدة حول المنطقة المصابة، مما يزيد من عدم الراحة التي يشعر بها الشخص.
  • تورم موضعي: من الشائع رؤية تورم موضعي في الجلد المتأثر بلسعة قنديل البحر، وذلك نتيجة للتفاعل الالتهابي لجسم الإنسان مع السم.
  • تكوين بثور: بعد بضعة أيام تتكون بثور صغيرة مملوءة بالسوائل، لذا يُنصح بشدة بعدم ثقبها لتجنب أي خطر للإصابة بالعدوى، ومن الضروري عدم ثقبها ذلك لأن هذا التصرف قد يزيد من خطر العدوى ، كما قد تستمر هذه الأعراض لعدة أسابيع.
  • الأعراض الجهازية: على الرغم من أنها أقل شيوعًا، فقد تحدث أعراض جهازية مثل الصداع والغثيان والإرهاق المفرط وأحيانًا صعوبات في التنفس في حالة وجود رد فعل تحسسي حاد أو إذا تعرض الشخص لللسع عدة مرات من قناديل البحر.

من الضروري اتخاذ تدابير فورية بعد لسعة قنديل البحر، مثل:

  • الخروج من الماء فورًا واللجوء إلى الظل للراحة.
  • الإزالة بلطف للخيوط التي قد تكون عالقة على الجلد باستخدام قفاز أو ملقط.
  • شطف المنطقة المصابة بكثرة بماء البحر (لا تستخدم الماء العذب لأنه قد يحرر المزيد من السم من الخيوط المتبقية)، أين يساعد هذا الشطف في إزالة الخيوط، كما يوضح الأطباء المتخصصون أنه : ” بعد لسع قنديل البحر، تبقى خلايا صغيرة غير مرئية على الجلد تستمر في إفراز السم، لذا من الضروري شطفها بالماء لإزالتها، كما يجب عدم استخدام الكحول الطبي للتعقيم بسبب خطر التسبب في حدوث تلف” .
  • يمكن تطبيق ماء مخلل أو ماء ليمون مخفف جيدًا، أين تساهم هذه الأحماض في التخفيف قليلاً من اللسعة .
  • تطبيق كريم مهدئ مثل ” بيافين ” ®Biafine لتهدئة الإحساس بالحرق، أو كريم يحتوي على كورتيزون للبقع الكبيرة ، و من الضروري الاستراحة وتجنب لمس المنطقة المصابة.
  • في حالة حدوث أي إزعاج أو تورم مستمر، عليك باستشارة طبيب على الفور ، أما في حالة اللسعة على الوجه، فعليك بغسل العينين فورًا بمحلول ملحي واستشارة طبيب طوارئ.

بعد غسل المنطقة المتأثرة بعناية بماء البحر وإزالة الخيوط باستخدام ملقط، يمكنك النظر في الخيارات التالية:

  • تطبيق ماء مخلل مخفف.
  • استخدام ماء ليمون مخفف.
  • تطبيق زيت اللافندر: ضع بضع قطرات على المنطقة المتأثرة وكرر ذلك كل 10 دقائق، من 3 إلى 5 مرات متتالية.

زيت اللافندر يهدئ المشاعر ويعزز الاسترخاء، وبفضل رائحته العشبية المنعشة، يُعرف بخصائصه المهدئة، خاصة في حالة حروق الشمس، كما أنه يستخدم منذ فترة طويلة لتأثيراته العلاجية والمهدئة على لدغات الحشرات والأعراض الجلدية الصغيرة.

  • خطر على العينين: عند التعامل مع قنديل البحر بشكل غير صحيح، قد يكون هناك خطر من أن يتسبب سمه في حرق ملتحمة العين، لذا ينصح المتخصصون بشدة بعدم محاولة ثقبها بعصا، لأن ذلك قد يؤدي إلى رش السم في العين، وأفضل نهج هو الابتعاد بهدوء عند مواجهة قنديل البحر.
  • الخلط بين القناديل و البارجة البرتغالية: تشبه البارجة بالرتغالية حقيبة شفافة كبيرة تطفو على سطح الماء، مزودة بخيوط مشابهة لتلك التي تمتلكها القناديل البحرية، غالبًا ما توجد في البحار الدافئة مثل البحر الأبيض المتوسط، وعلى عكس قنديل البحر، فإن البارجة البرتغالية أكثر خطورة بكثير بسبب الشحنة القوية المحتملة لسمها، وقد يتسبب ذلك في أعراض خطيرة مثل فقدان الوعي، مما يزيد من خطر الغرق.
  • الخطر عند التواجد في مجموعة: على الرغم من أن لسعة واحدة من قنديل البحر عادةً ما تكون غير خطيرة، فإن الخطر يزداد بشكل كبير عندما تلسع عدة قناديل بحرية في نفس الوقت، وفي حالة وجود مجموعة من القناديل، يمكن أن تتسبب اللدغات المتعددة في ردود فعل شديدة وتحتاج إلى تدخل طبي فوري لتجنب مضاعفات أكثر خطورة.

تسلط هذه النقاط الضوء على أهمية فهم واتباع تدابير الأمان المناسبة عند التواجد في مناطق تحتوي على قناديل البحر أو البارجة البرتغالية ، خاصة في المناطق التي تتواجد فيها بشكل متكرر.

في حالة حدوث رد فعل تحسسي للسعة قنديل البحر، على غرار ظهور أعراض مثل الصداع أو القيء أو صعوبات في التنفس، من الضروري استشارة طبيب على الفور، فقد تشير هذه الأعراض إلى رد فعل تحسسي شديد لسم قنديل البحر، مما يتطلب علاجًا طبيًا عاجلاً.

في حالة لسعة قنديل البحر، قد تختفي الإصابات في حوالي 10 أيام في أفضل الحالات، كما قد تتشكل ندبة متبقية لكنها عادةً ما تتلاشى بعد بضعة أشهر، أما عن مدة الشفاء فتعتمد بشكل كبير على عمق الحرق، مما يبرز أهمية الإجراءات الأولية مثل إزالة الخيوط والشطف بوفرة لعدة دقائق لتقليل سرعة انتشار السم.

تجنب فكرة العلاج التقليدي الذي ينصح بالتبول على المنطقة المحروقة بسبب لسعة قنديل البحر، لأن ذلك غير فعال وقد يؤدي حتى إلى تفاقم الحالة.

ش.ب

مقالات في نفس الموضوع