عادة ما تفكر النساء في استشارة اخصائي أمراض النساء والتوليد، وغالبًا ما يؤدي الخوف إلى تأخر هذه الخطوة، وبالتالي وجب علينا أن نعدد الأسباب التي تدعوها لذلك خلال مراحل بلوغها، فكما نعلم، إن المرأة تمر بعدة مراحل في حياتها الإنجابية، وهي البلوغ ومرحلة ما قبل الزواج وانقطاع الطمث.
البلوغ:
من الشائع أن تكون الدورات الشهرية في هذه الفترة غير منتظمة، وقد تعاني الفتاة من اضطرابات هرمونية، لأن محور المبيضين غالبًا ما يكون غير ناضج، وبالتالي فإن هذه الاضطرابات غالبًا ما تكون فيزيولوجية، خاصةً إذا صحبها تطور منسجم للخصائص الجنسية الثانوية من جهة أخرى، من جهة أخرى يتوجب الانتباه اضطرابات تخثر الدم التي تحدث بكثرة في هذه المرحلة العمرية، ويتم الاشتباه بها من خلال طول فترة الحيض وغزارته غير العادية ما يستدعي القيام باختبار دموي، وغالبا ما يكون طبيب الأمراض النسائية هو المسؤول عن توجيه الفتاة.
مرحلة قبل الزواج:
ليس عليك الانتظار حتى الزواج لزيارة طبيب الأمراض النسائية، فبمجرد أن تبدأ المرأة حياتها الجنسية، يجب أن تقوم بزيارة الطبيب بشكل منتظم لضمان صحة أعضائها التناسلية، فمثلا من الضروري أن تقوم باختبار كشط الرحم أو فحص الثدي دون أن تشكو من أي عرض.
بالنسبة للنساء المتزوجات دون سن الثلاثين واللواتي يرغبن في الحمل، فلا داعي للذعر فالأصح أن تنتظر لمدة عامين على الأقل من المعاشرة المنتظمة قبل القلق من هذا الموضوع، أما بالنسبة لنساء ما فوق الثلاثين فالمدة تقصر إلى ستة أشهر من المعاشرة المنتظمة.
كما قد تتضمن الاستشارات الرغبة في منع الحمل التي يجب القيام بها حتى قبل الزفاف، بهدف تكييفها مع المريضة لتكون أكثر فعالية، كما توجد أسباب أخرى للاستشارة كآلام الحوض والدورات غير المنتظمة والنزيف الرحمي، وهو نزيف خارج الدورة الشهرية، بالإضافة إلى أمراض الثدي (آلام أو كتلة على مستوى الثدي).
المرأة بعد سن اليأس:
لا تتوقف الحياة التناسلية بانقطاع الطمث، بل العكس فالفترة الممتدة من فبل انقطاع الطمث وصولا إلى سن اليأس، هي أكثر فترة تتعرض فيها المرأة للأمراض النسائية بشكل عام، سواء كانت أمراضا حميدة كسلس البول أو خبيثة كالسرطانات النسائية.
وبالتالي فان الاستمرار في زيارة طبيب أمراض النساء الخاص بك على الأقل مرة في سنة، أمرا جوهريا، وذلك بغرض الفحص واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة عند ظهور العلامات التحذيرية الأولى، فمثلا النزيف الذي يحدث بعد انقطاع الطمث يعتبر سرطانا حتى يثبت العكس، لذلك يتوجب الحذر من النزيف عند النساء بعد سن اليأس، فغالبا ما يتأخرن في طلب الرعاية الطبية بسبب الجهل بهذا الموضوع أو إهماله. باختصار، إن استشارة المرأة لطبيب متخصص في الأمراض النسائية جزء لا يتجزء من خصوصيتها، وعلى هذه الأخيرة أن تكون عفوية، ويكون الطبيب مستمعا جيدا حتى تتمكن المرأة من أن تعرض نفسها وتفسر كل ما يحدث لها بأريحية.
