يشكل الماء حوالي 60% من جسم الإنسان، و يعد ضروريا لبقائه على قيد الحياة، و على الرغم من ذلك فالعديد من الأشخاص في أيامنا هذه يهملون شرب الماء، أو لا يأخذون كفايتهم منه إما بسبب النسيان، أو خوفا من قضاء يومهم جيئة و ذهابا إلى دورة المياه، إذن فما هي الكمية التي ينبغي شربها في اليوم و ما هي الفوائد الناتجة عن ذلك؟ هل هنالك أوقات أفضل من غيرها للشرب ؟ و كيف يمكننا تعلم شرب الماء بصفة يومية ؟ هذه هي الأسئلة التي نرغب في الإجابة عليها فيما يلي:
أولا ينبغي علينا إدراك إلى أي مدى يعتبر الماء “حيويا”، بالمعنى الحرفي للكلمة لجسم الإنسان، ففي حال ما إذا تجاوز الإنسان ثلاثة أيام دون شرب الماء فبإمكانه ببساطة أن يفقد الحياة، و المسألة هي أن الجسم يتخلص من الماء المتواجد قبلا عن طريق البول و العرق، لذا ينبغي تجديده للحفاظ على التوازن .
كم و متى ؟
لتفادي الإصابة بالجفاف، ينصح الخبراء بتجاوز لتر و نصف اللتر يوميا على الأقل، لكن هنالك أوقات يستغل الجسم خلالها المياه أكثر من غيرها، و أهمها الصباح، لذا يستحسن شرب المياه عند الإستيقاظ، خاصة لأنه من الممكن أن تكون الأعضاء الداخلية قد أصيبت بالجفاف و بدأت فعلا بإفراز السموم، و هنا يأتي الماء ليقوم بترطيب هذه الأعضاء و القضاء على السموم التي أفرزتها هذه الأخيرة، كما أن شرب المياه قبل 30 دقيقة من موعد الوجبات يساعد على الشعور بالامتلاء و يحد من إستهلاك الكثير من الطعام، مما يسهل أيضا من عملية الهضم، و في حال ما إذا أصابكم الخوف من الجوع فإن الماء بحريراته المنعدمة يعتبر مشبعا طبيعيا و فعالا، كما أن شربه قبل أخذ الحمام أو الدش يعد مثاليا لتخفيض ضغط الدم، و لتفادي إصابة أعضائنا بالجفاف أثناء الليل، فسيكون جيدا لو أخذنا كأس ماء قبل موعد النوم.
ما هي فوائد الماء ؟
يستحسن شرب الكثير من الماء و بصفة منتظمة نظرا لفوائده العديدة، فمن شأنه المساعدة في الحفاظ على حجم محدد في الدم، كما يضمن السير الحسن لجميع الأعضاء، و ذلك بنقل الأكسجين و المغذيات و أقلمتهم مع حاجات معينة للجسم مثل الضغط الدموي، حرارة الجسم، تسهيل عملية الأبيض، و التنظيم الشامل للإستقرار الداخلي للجسم، كما أن البول الذي يحتوي على نسبة 95% من الماء يساعد في التخلص من الفضلات السامة الضارة للجسم، وزيادة على ذلك فالماء يحمي البشرة التي تحتوي بالفعل على نسبة 80% من الماء، لذا فترطيبها بما فيه الكفاية يجعلها أقوى وأكثر نعومة وطراوة، و أيضا تجدد الخلايا و الأهم من ذلك أنه يضمن السير الحسن لجميع أعضاء الجسم.
خطر الجفاف:
من البديهي أن عدم شرب كمية كافية من الماء قد يؤدي إلى الجفاف لكن دون ظهور أعراض واضحة تدل على هذا الأخير، لكن يمكننا معرفة ذلك في حال ما إذا ظهرت أعراض مثل لون البول الداكن، الإرهاق و الدوار، كما تنبغي مراقبة الأطفال الرضع في حالة الإسهال لتفادي إصابتهم بالجفاف أيضا، نفس الشيء بالنسبة للأشخاص المسنين الذين يفقدون القدرة على الإحساس بالعطش مع مرور الوقت.
تعلم شرب الماء بإنتظام:
رغم الرغبة في استهلاك الماء بشكل أكبر إلا أن الكثيرين يفشلون في ذلك، سواء بنسيان شربه كليا أو عدم شربه بإنتظام، و فيما يلي بعض النصائح المساعدة على تنظيم استهلاكنا للمياه:
-شرب كوب من الماء صباحا و آخر مساء، فمن اللازم بدأ اليوم و إنهائه بكأس من الماء، ولتكن هذه عادة.
-إضافة الماء إلى المشروبات التي تأخذونها عادة على شكل مكعبات ثلجية، فمن شأن ذلك إضافة نكهة إلى مياهكم و جعل هذه الأخيرة منعشة أكثر.
-تحميل بعض التطبيقات التي تذكر بموعد شرب الماء حسب حاجاتكم إليها.
. -شرب كأس كامل من الماء عند أخذ الدواء، فمن النادر نسيان مواعيد الأدوية و بذلك فهي فرصة لشرب كأس مع كل قرص.
-إحملوا معكم دائما قارورة من الماء في كل وقت، وبذلك تشعر أجسامكم بالرغبة في الشرب، و من الذكاء أيضا شرب الماء عن طريق قشة لأن ذلك يجعلكم تستهلكون مياها أكثر من المعتد.
الماء هو الحياة؛ إن استهلاك ماء كاف يعني صحة أفضل كونه منبع الحياة و إستمراريتها، لذا ينبغي شربه بكثرة و بإنتظام ليس كخيار بل كضرورة للإبقاء على صحتنا في أحسن الأحوال.