عندما يتم تشخيص مرض السرطان وإخبار المريض بذلك، تنتابه عدد من المشاعر والأحاسيس، ما يجعله يشعر بالصدمة والانكار وعدم تقبل فكرة أنه مصاب بالسرطان، ومن ثم يشعر بضياع حياته ويدخل المريض في حالة من سرعة الانفعال والغضب ومع مرور الوقت يحاول إيجاد بدائل تساعده على التخلص من المرض، فيلجأ إلى الطب البديل، العلاجات التقليدية، الحجامة كما يستعين بالرقاة.
ورغم كل محاولات العلاج، يرى المريض أن أعراض المرض لا تزال موجودة فيولد لديه الشعور باليأس والحزن ويدخل في حالة اكتئاب وانطواء وعزلة عن الناس ويقل نشاطه اليومي، لكن عندما يأخذ وقته في التفكير يدرك أنه لا بد من اتباع البروتوكول العلاجي الذي يؤدي إلى الشفاء وبالتالي يتقبل المريض حالته ويقرر بداية العلاج.
إن مرحلة العلاج ليست بالأمر الهين على المريض ولا على المحيطين به، لا من الناحية المادية (غلاء الأدوية وندرتها) ولا من المعاناة مع اكتضاض مراكز التكفل بمرضى السرطان وصعوبة الحصول على مواعيد العلاج الكيماوي والمعالجة الشعاعية، فيجد المريض نفسه بين متاهة المرض وصعوبة بداية العلاج فلا يعرف من أين يبدأ وإلى اين يذهب.
وعليه تم تنصيب خلايا الإصغاء
والمتابعة والتوجيه لمرضى السرطان
والمحيطين بهم في أغلب ولايات الوطن، مهمتها التكفل بمرضى السرطان وتخفيف الامهم ومعاناتهم اليومية مع هذا المرض.
وتتشكل الخلية بالأساس من الطبيب العام الذي يستقبل الحالة
– يتم توجيه المريض الذي تم تشخيصه سواء إلى الأطباء المتخصصين أو مساعدة المريض على تكملة ملفه الطبي. كما يساعده في الحصول على مواعيد للعلاج الكيماوي أو الاشعاعي. كما يقوم بتوفير بعض المستلزمات الطبية التي يكون المريض بحاجة إليها، عن طريق التنسيق مع الجمعيات الخيرية
والمؤسسات والمراكز الصحية، لربح وقت وجهد المريض.
– الشخص الذي يعاني من أعراض ولديه شكوك هل هو مصاب بالسرطان أم لا، يعرض نفسه على الطبيب الذي يقوم بفحصه ومتابعة حالته وتزويده بالمعلومات والنصائح أو توجيهه للأطباء المختصين.
– كما يقوم الطبيب باستقبال المحيطين بالمريض (الاهل، الأصدقاء والمقربين…) وهذا للاجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم وتوجيههم لكيفية التعامل معه.
كما تحتوي الخلية على أخصائي نفساني يعمل على تعزيز نوعية حياة المريض والمحيطين به في مراحل مختلفة من المرض، فهو يوفر الدعم العاطفي ومهارات التأقلم والادارة للتكيف مع المرض. كما يساعد الأخصائي المريض على التعبير عن المشاعر السلبية كمشاعر الخوف ومعالجة الاضطرابات العاطفية وتوفير الأدوات اللازمة للتمكن من العودة تدريجيا إلى الحالة الطبيعية.
وفي الختام، يبقى التشخيص المبكر ميزان الصحة النفسية والجسدية، لأن اكتشاف المرض مبكرا يزيد فرص الشفاء التام فلا نتهاون.
يعقوبي.ج