يعتبر الصداع النصفي أحد الأمراض الشائعة التي يعاني منها الكثير، ويتسبب هذا النوع من الصداع في شعور بالألم الشديد على مستوى نصف الرأس، وحدوث تشنجات في العينين والوجه والرقبة. ومن الملاحظ أن العديد من النساء تعاني من هذه المشكلة خلال فترة الدورة الشهرية وهذا راجع الى انخفاض في مستوى الأستروجين.
وتشير عدة دراسات ان الصداع النصفي المتكرر أثناء فترة الحيض يمكن أن يكون ناتجا عن التغيرات الهرمونية في جسم المرأة، بحيث يزيد إفراز الهرمونات الأنثوية خلال هذه الفترة، وهذا يمكن أن يؤثر على النظام العصبي ويتسبب في تضيق الأوعية الدموية في الدماغ والرأس. لهذا من المهم معرفة الأسباب المحتملة للصداع النصفي المتكرر لتحديد العلاج المناسب.
وكشفت دراسة جديدة الى ان نوبات الصداع النصفي المتكرر أثناء الدورة الشهرية عند المرأة راجع لتقلب مستويات الهرمونات ترتفع_ وتنخفض أيضا مستويات نوع من البروتينات ” ببتيد” ( CGRP) المرتبط بالصداع، عند انخفاض مستوى “الاستروجين” تزيد مستويات ” الببتيد” المرتبط بجينات الكالسيتونين، وقدمت هذه الدراسة العلمية التجريبية دليلا فيما يتعلق بأسباب حدوث نوبات الصداع النصفي عند النساء أثناء الدورة الشهرية، ولماذا تنخفض نسبة هدا الصداع بعد انقطاع الطمث.
خطوات الدراسة
تم اختيار 180 امرأة للدراسة ممن يعانين ” من 3 نوبات صداع خلال الشهر السابق للدراسة”، وقسم الباحثون بالتساوي الى 3 مجموعات مختلفة:
- المجموعة الأولى:
تتكون من النساء اللواتي لديهن دورة شهرية منتظمة
- المجموعة الثانية:
النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل
- المجموعة الثالثة:
النساء الذين ممرن بمرحلة انقطاع الطمث
كما تمت مشاركة مجموعة أخرى من النساء اللواتي لم يصبن بمشكلة الصداع النصفي، لتقييم مستويات CGRP المرتبط بجينات ” الكالسيتونين”، قام أصحاب الدراسة بتحليل عينات الدم والدموع للمشاركات خلال فترة الحيض وأيضا في الاباضة عندما تكون مستويات الهرمون منخفضة او مرتفعة.
أما بخصوص مجموعة النساء اللاتي يتناولن أدوية منع الحمل، فقد تم جمع عينات الدم والدموع في اليوم 4 تقريبا من الفترة الخالية من تناول الدواء، وجمعت أيضا العينات خلال الأيام ” 7_14″ من تناول الدواء، اما النساء اللاتي انقطع عليهن الطمث فتم اخذ العينات مرة واحدة فقط.
نتائج الدراسة
حسب نتائج الدراسة فان مستوى CGRP المرتبط بجينات ” الكالسيتونين” :
- عند النساء المصابات بالصداع النصفي عاليا في دمهن أثناء فترة الحيض وقدر بـ 5.95 بيكوغرام في الميلتر.
- أما النساء اللواتي لم يصبن بصداع فقدر بـ 4.61 بيكوغرام في الميلتر.
وفي فترة الإباضة، لوحظ انخفاض مستويات CGRP المرتبط بجينات ” الكالسيتونين” لديهن وتوقف نوبات الصداع النصفي بعد الحيض.
اما المشاركات اللواتي يتناولن موانع الحمل لم تظهر زيادة في مستويات CGRP المرتبط بجينات ” الكالسيتونين”، سواء عانين من قبل من صداع نصفي ام لا.
وحسب نتائج الدراسة التي توصل لها الباحثون فانه يمكن للنساء اللواتي يعانين من نوبات الصداع النصفي أثماء الدورة الشهرية من استخدام بعص الادوية التي تثبط انتاج CGRP.
تحتاج المرأة في هذه المرحلة عندما تصاب بصداع نصفي متكرر لمعرفة العوامل المحفزة والانتباه لها، لان يمكن ان يكون التشخيص الجذري له مهما للغاية ويسمح للوصول لنتائج جيدة.
أثناء الدورة الشهرية
هناك أعراض عديدة تأتي مصحوبة مع الصداع النصفي، وربما يكون علاجها عن طريق تغيير بعض أنماط الحياة، وإدخال أفكار وسلوكيات جديدة، واتباع نظام غذائي يساعد جسم المرأة في هذه الفترة، فيمكن ممارسة اليوجا، واتباع بعض التدابير الوقائية لتجنب آلام الصداع النصفي والمتمثلة في:
الحرص على النوم الجيد
ان اضطرابات النوم تعتبر من المحفزات القوية المسببة للصداع النصفي، فيجب الحرص على تنظيم أوقات النوم والاسترخاء.
التقليل من الكافيين
حتى ولو كانت مادة الكافيين تعالج الصداع النصفي لفترة مؤقتة، لكن يمكن ان تحدث مشكلة عندما يحصل جسمكِ على كمية كبيرة منها ويكون محفزا لحدوث الصداع النصفي لهذا يجب التعامل مع الكافيين بحذر.
الابتعاد عن التوتر والقلق
ممكن لفترة الحيض ان تأتي مصحوبة ببعض الاضطرابات مثل القلق والتوتر، لهذا يجب وضع خطة صحية طيلة أيام الحيض يمكن تناول أكل صحي وشرب المياه بكميات مناسبة لتجنب الإصابة بالجفاف، والحصول على قسط كاف من الراحة الجسدية.
الابتعاد عن مسببات الصداع
حاولِي الابتعاد عن كل الأصوات العالية، الأضواء، بعض الروائح، التعب الشديد.
العلاج الطبيعي بالتدليك
يمكن لتدليك الرقبة والكتفين والظهر ان يعمل على استرخاء العضلات ويقلل من آلام الظهر والضغط النفسي.
العلاج بالأدوية
تناول بعض الأدوية المسكنة أو العلاج بالهرمونات البديلة لعلاج صداع الدورة وهذا باستشارة طبيبكِ المعالج.
سيدتي إذا كنتِ تعانين من نوبات الصداع النصفي المتكرر في الشهر الواحد، فيمكن ان يوصف الطبيب بعض الادوية باستخدام مضادات الالتهاب الخاصة بهذه الحالة. أما إذا كانت دورتكِ منتظمة فمن الأفضل تناول أدوية الصداع قبل عدة أيام من الدورة الشهرية.
وإذا كنتِ تعانين من غثيان وقيئ وآلام شديدة فانتي في هذه الحالة بحاجة الى زيارة طبيب لان الصداع يمكن ان يكون ناجما عن أسباب أخرى أكثر خطورة.
عائشة و.ح