تبدأ مرحلة تنويع الأكل عند الرضيع بين 4 أشهر مكتملة و6 أشهر، تماشياً مع الدراسات التي أثبتت أنه كلما بدأنا تغذية الرضيع في سن مبكرة، كلما كان ذلك أحسن لتفادي أنواع الحساسية الغذائية، مما يجعل هذه المرحلة تكون أبكر.
لكن ما المقصود بمرحلة التنويع الغذائي بالضبط؟
هي ببساطة تحويل تغذية الطفل من تغذية معتمدة كليا على الحليب (100%) إلى تغذية متنوعة (الطعام الصلب ) وإدخال أطعمة أخرى جديدة عليه، مع الحفاظ على مصدر الحليب كغذاء أساسي له، سواء حليب الأم أو الحليب الاصطناعي. فيبدأ بذلك في تجربة أذواق جديدة بشكلٍ تدريجي.
على ماذا يعتمد التنويع الغذائي؟
تتغير الأطعمة التي نعطيها للرضيع حسب سنه، حيث نقوم بزيادة الكمية تدريجياً، إذ نبدأ بثلاث ملاعق إلى خمس يومياً، ثم حوالي 7 ملاعق على 4 وجبات حتي الشهر التاسع وتصل إلى 10 ملاعق تقريباً في عمر السنة. ويمكن أن تكون أكثر في كل مرة نرى فيها أن الرضيع متقبل للطعام ويطلب الزيادة. ومن المهم جداً ملاحظة مدى تقبل الرضيع لكل ذوق جديد، خاصةً في بداية التغيير ويمكن أن نغير كل يومين أو ثلاثة، إذا كان التقبل سريعاً ولم تظهر عليه أي من علامات الحساسية، لكن إذا رفض الرضيع نوعاً معينا من الأطعمة ننتقل مباشرة إلى نوع آخر دون الضغط عليه، لنعود ونحاول إعطاءه مرةً ثانية.
هذا ونتحكم في قوام الطعام ونغيره مع الوقت وهذا مرتبط بنمو الرضيع وتقبله للأكل وكذلك بظهور الأسنان. دائما ما نبدأ بأطعمة سائلة أو مرحية تماماً، ثم مهروسة بالفرشاة وننتقل بسرعة إلى قطع صغيرة تقريباً ما بين 6 و9 أشهر وبعدها إلى قطع كبيرة نوعاً ما، ثم الأطعمة الطازجة.
تحضير طعام الرضيع يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تطور الجهاز الهضمي عنده، فهو عند الولادة غير مكتمل ولا يمكنه هضم الطعام ولا امتصاص العناصر المهمة على مستوى الأمعاء لعدم اكتمال النمو وعدم تطور البكتيريا الحميدة في الأمعاء، إضافة إلى الإنزيمات والتي لها أهمية كبيرة في عمل الجهاز الهضمي، فإعطاؤنا لطعام لا يلائم عمر الرضيع ولا حالته الصحية، يمكن أن يسبب له مشاكل في الامتصاص، تشنجات، آلام معوية، إسهال وغيرها.
يرتبط اختيارنا لطعام الرضيع أيضاً بنموه واكتسابه للمهارات المختلفة وأول ما يجب أن تلاحظه الأم في ابنها، قدرته على إمساك رأسه كشرط أساسي لبدء التغذية، ثم يطور قدراته الحركية مع اعتياده على الأكل ويكتسب التوافق الحركي بين اليد والفم والعين بشكلٍ جيد، فنعطيه اختيارات أكثر مع الوقت.
كيف تكون مرحلة تنويع الطعام؟
مع تعود الرضيع على حليب أمه، تجد الأمهات بعض الصعوبات في إدخال الطعام والأغذية المختلفة عليه ويقلقن بشكلٍ كبير، خاصة في المرحلة الأولى، لكن يبرز هنا دور الطبيب ليبسط المفاهيم ويعطيها النصائح اللازمة التي تتناسب مع سن ابنها وحالته الصحية، إن كان يعاني من بعض المشاكل، لأن الهدف في المرحلة الأولى يقتصر فقط على تعود الرضيع على اكتشاف أذواق جديدة.
مواصلة الرضاعة :
أول ما ينصح به مواصلة الرضاعة، سواء كانت طبيعية أو اصطناعية ومختلطة وعدم التوقف عنها في مرحلة بدء إدخال الطعام على الرضيع وتكون بكميات كافية، بعدها يبدأ الطفل بتجربة أذواق جديدة وقوام مغاير عن الحليب الذي تعود عليه. وحسب منظمة الصحة العالمية، لا ينصح أبداً بالاكتفاء بالحليب كطعام وحيد للرضيع لأكثر من 6 أشهر.
نوع الطعام:
عادة ما نبدأ بإعطاء الخضر كغذاء أول للرضيع مثل الجزر والبطاطا، القرع أو الكوسة وبعدها يمكن أن نذيقه الفواكه بعد أسبوعين أو ثلاثة مثل التفاح، الإجاص، الموز، التمر وتكون طازجة أو مطبوخة (كومبيوت)، لكن مرحية جيداً أو على شكل عصير.
نحضر الأطعمة بشكلٍ منفرد في بداية الأمر، لنعطي للرضيع الفرصة لتمييز مذاق كل نوع على حدة، مع إمكانية المزج بينها فيما بعد وخلط أكثر من مذاق في الوجبة نفسها وأيضاً يمكن إعطاؤها سائلة، أي مزج الحليب أو الماء مع الخضر المهروسة، يتناولها داخل زجاجة الحليب، مع إمكانية إضافة الزبادي، بوتي سويس والجبن الأبيض للوجبة..
الدهون:
لا يجب نسيان الدهون أو المادة الدسمة لإضافتها للوجبة بعد الطبخ، فهي مادة أساسية لنمو الطفل ومصدر مهم للطاقة وأساسية لتكون الوجبة متكاملة، يمكن أن تكون عبارة عن زيت زيتون، من ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين في الوجبة.
البروتينات:
نضيف البروتينات الحيوانية منها أو النباتية، بعد شهر من ذلك، أي تقريباً في الشهر السابع أو الثامن وذلك عن طريق اللحوم البيضاء والحمراء الخالية من الدهون، بعدها البيض والأسماك، يتناولها مرحية جيداً مع الخضر.
هذه الأطعمة غنية أيضاً بالحديد، الفوسفور والفيتامين ب12 .
النشويات:
تدخل النشويات في الوجبة المتكاملة للطفل، مثلها مثل البروتينات كمصدر أساسي للطاقة ومهمة لنموه وتطور قدراته والتي يمكن تقديمها للرضيع ابتداءً من الشهر الثامن وأهم مصادرها هي الخبز، الأرز، العجائن، السميد والبطاطا.
نقاط مهمة يجب الاهتمام بها أثناء تحضير طعام الرضيع:
- عدم إضافة السكر والملح إلى الطعام.
- عدم إعطاء البقوليات في الأشهر الأولى من تغذية الرضيع فهي صعبة الهضم.
- في 6 أشهر الأولى لا يحتاج الرضيع إلى الماء ويعتمد كلياً على حليب الأم، إلا في حالة المرض كالإسهال الحاد والقيء والحمى أو عند ارتفاع درجات الحرارة مثلا في الصيف، نبدأ في إعطائه إياه مع الغذاء بشكلٍ تدريجي ويزداد حسب حاجة جسم الرضيع.
- الانتباه إلى الأغذية الصغيرة والتي يمكن أن تسبب انسدادا في المجاري التنفسية عن طريق الخطأ، مثل الفول السوداني، العنب وغيرها.
- استشارة الطبيب في حالة ظهور أعراض حساسية من بعض الأطعمة، خاصةً إذا كانت حالات حساسية عائلية متعددة.
د. لحرش .س