هذا العنصر الصغير الأساسي يعمل بعمق لتنظيم وإصلاح وحماية البشرة
هل تعانين من بشرة باهتة، حبوب مستمرة وشفاء بطيء؟ ماذا لو كان مفتاح البشرة المتوازنة يكمن في معدن متواضع لكنه ضروري: الزنك، أين يوجد بكمية قليلة في الجسم، فيما يلعب هذا العنصر الصغير دورًا رئيسيًا في صحة الجلد، الجهاز المناعي، والتمثيل الخلوي، أين يعمل من الداخل والخارج كمنظم، مضاد للأكسدة، ومصلح في الوقت نفسه، كما أنه حليف للجمال وللصحة.
ما هو الزنك؟ معدن متواضع لكنه حيوي
الزنك عنصر صغير أساسي، أي معدن موجود بكميات قليلة جدًا لكنه يشارك في مئات الوظائف البيولوجية، أين يوضح أطباء الجلدية أن : « جسم الإنسان يحتوي على حوالي 2 إلى 3 غرامات من الزنك، وتمثل البشرة المخزن الثالث بعد العضلات والعظام».
أما في الجلد فيتركز بشكل رئيسي في البشرة والخلايا المناعية في الأدمة.
- كقائد أوركسترا جزيئي حقيقي يشارك الزنك في أكثر من 1000 تفاعل إنزيمي و2000 عامل نسخ.
- ينظم تخليق الحمض النووي، يدعم الدفاع المناعي، يعزز الشفاء، ويضبط إنتاج الزهم.
- كما يقلل من الإجهاد التأكسدي المسؤول عن الشيخوخة المبكرة، ويقوي الحواجز الطبيعية للجسم.
الزنك: حليف الجمال من الداخل والخارج

الحصول على بشرة متوازنة يعتمد بنفس القدر على التغذية كما يعتمد على العناية الموضعية، لذا يعمل الزنك على عدة مستويات:
- تنظيم الزهم والوقاية من حب الشباب
يحد الزنك من الإفراز المفرط للزهم، يقلل الالتهابات ويمنع ظهور البثور، ويؤكد العلم فعاليته إذ أظهرت دراسة سريرية أن تناول مكملات الزنك (30 ملغ/يوم على شكل أسيتات) كان بنفس فعالية مينوسايكلين (مضاد حيوي شائع بجرعة 100 ملغ/يوم) في تقليل الآفات الالتهابية لحب الشباب بعد ثلاثة أشهر من العلاج، مع ملف تحمل أفضل، وفي حالة نقصه يزداد تحويل التستوستيرون إلى الديهدروتستوستيرون (DHT) — الهرمون الذي يحفز إنتاج الزهم — مما يزيد من ظهور حب الشباب.
- تأثير مضاد للالتهاب
يخفف الزنك الاحمرار وتهيج الجلد ولدى المصابين بالصدفية غالبًا ما تكون مستويات الزنك في الدم منخفضة. ويمكن أن تحسن مكملات الزنك المناسبة الأعراض، وأحيانًا تجعلها تختفي، من خلال تقليل إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهاب.
- تسريع الشفاء
يلعب الزنك دورًا رئيسيًا في إصلاح الأنسجة بعد الجروح أو الحروق أو نوبات حب الشباب. وسواء على شكل كريم أو مكمل، يحفز تكاثر الخلايا الجلدية ويقلل وقت الشفاء.
- الحماية من الأكسدة وتأخير الشيخوخة
بفضل خصائصه المضادة للأكسدة، يحمي الزنك الخلايا من الجذور الحرة ويبطئ شيخوخة الجلد، أين تشير بعض الدراسات إلى أن الكريمات الغنية بالزنك قد تكون فعالة مقارنة بفيتامين C أو E في الحفاظ على شباب البشرة.
- الزنك وتوحيد لون البشرة (مضاد للبقع)
يساهم الزنك في الحصول على لون بشرة أكثر توحدًا وإشراقًا. فهو عامل مساعد أساسي للإنزيمات التي تنظم تخليق الميلانين، الصبغة المسؤولة عن البقع البنية. من خلال تعديل إنتاج الميلانين، يمكن أن يساعد في تلاشي البقع الداكنة ومنع ظهورها، مما يكشف عن لون بشرة أفتح وأكثر تجانسًا.
العناية بالبشرة تبدأ بتغذية الجسم
عندما تفتقر البشرة إلى الزنك
غالبًا ما تظهر أعراض نقص الزنك بشكل واضح:
- حب شباب مستمر، تفاقم الإكزيما أو الصدفية؛
- جفاف، تهيج، تقشر؛
- جروح أو بثور تلتئم ببطء
- التهابات جلدية متكررة؛
- بشرة باهتة، أظافر هشة، شعر ضعيف.
وفقًا للأخصائيين، «نقص الزنك يظهر أيضًا على شكل تعب مزمن وبطء في آليات الدفاع وفي الحالات الشديدة، قد تظهر طفح يشبه الإكزيما مع فقاعات وحويصلات، يُعرف بالتهاب الجلد المعوي (Acrodermatitis enteropathica).»
إذا ظهرت عدة من هذه العلامات، يمكن لتحليل الدم تأكيد التشخيص.
أين يمكن العثور على الزنك؟

أفضل مصدر للزنك يبقى من خلال تغذية متوازنة:
- غنية بالزنك: المحار، المأكولات البحرية، اللحوم الحمراء، الأحشاء، الكبد.
- مصادر نباتية: العدس، الحمص، المكسرات، اللوز، بذور اليقطين أو السمسم.
- مكملات غذائية: منتجات الألبان والبيض.
لكن يجب الانتباه: الأنظمة الغذائية الغنية بالحبوب الكاملة قد تقلل من امتصاص الزنك، كما يمكن لبعض اضطرابات الهضم أن تؤثر عليه، كما أن كل من الأشخاص النباتيون، النساء الحوامل، كبار السن أو من يعانون من إدمان الكحول هم الأكثر عرضة للنقص.
الاحتياجات اليومية الموصى بها: 8 ملغ للنساء و11 ملغ للرجال، وفقًا للتوصيات الغذائية الفرنسية.
متى يُنصح بمكملات الزنك؟
يمكن التفكير في المكملات في حالات عدة:
- نقص مؤكد عن طريق تحليل الدم،
- حب شباب شديد أو مقاوم للعلاج،
- بطء التئام الجروح بعد عملية جراحية أو حرق.
تتراوح الجرعات المعتادة بين 15 و30 ملغ يوميًا للبالغين، وفي الحالات الشديدة، قد يكون العلاج عن طريق الوريد ضروريًا، ولكن فقط تحت إشراف طبي.
التفاعل مع المغذيات الأخرى
يمكن أن تتأثر امتصاصية وفعالية الزنك بعناصر غذائية أخرى، فعلى سبيل المثال فيتامين C وB6 يمكن أن يعززا امتصاصه، في حين أن الاستهلاك العالي للحديد أو الكالسيوم في نفس الوقت قد يقلل الامتصاص قليلاً ، لذلك يُفضل تناول مكملات الزنك بعيدًا عن وجبات غنية بهذه المعادن، أو مع كوب من عصير البرتقال (فيتامين C).
تحذير من العلاج الذاتي:
الإفراط في الزنك قد يسبب غثيانًا، إسهالًا ويعيق امتصاص النحاس، مما يضعف المناعة، لذا لا تتجاوز 30 ملغ يوميًا بدون استشارة طبية.
أي نوع من الزنك تختار؟
ليست كل الأنواع متساوية:
- بيجليسينات الزنك: امتصاص ممتاز وتحمل جيد.
- غلوكونات الزنك: مستخدم على نطاق واسع، خصوصًا في الجلدية.
- بيدولات الزنك: فعال للبشرة الدهنية أو المصابة بحب الشباب.
تشير الدراسات إلى أن بيجليسينات الزنك هو الأكثر توافرًا حيويًا، وبالتالي أفضل امتصاصًا للجسم.
الزنك في مستحضرات التجميل: عناية ذات تأثير مزدوج
الزنك أيضًا مكوّن أساسي في العناية الموضعية، ويوجد في:
- الكريمات المساعدة على الشفاء والمراهم للتهيج،
- كريمات ومحاليل مضادة لحب الشباب،
- الواقيات الشمسية المعدنية القائمة على أكسيد الزنك،
- منتجات العناية بالأطفال ضد الطفح الجلدي في منطقة الحفاض.
يعمل أكسيد الزنك كحاجز واقٍ ومهدئ، بينما الغلوكونات أو البيدولات ينظمان إنتاج الزهم ويخففان العيوب الجلدية، لذا فالزنك ليس مجرد معدن إضافي، بل حليف حقيقي للصحة والجمال، إذ يحمي البشرة، يسرع إصلاحها ويساهم في الحصول على بشرة مشرقة وموحدة اللون.
وللاستفادة من فوائده، من الأفضل اتباع نظام غذائي غني ومتنوع، والاكتفاء بالمكملات فقط بعد استشارة طبية.
باختصار يعمل الزنك كقائد أوركسترا بيولوجي، فسواء في طبقك أو في منتجات العناية، يضمن لك التوازن، الإصلاح وجمال بشرتك
.الكلمات المفتاحية: صحة؛ بشرة؛ زنك؛ جلدي؛ بيولوجي؛ تجميل؛ معدن؛ جمال