صحة جيدة لحياة أفضل

دهون البطن: الرياضة الأكثر فعالية لفقدان الكرش

حرر : د. أسامة محمد ابراهيمي | دكتور في علوم الرياضة
18 أكتوبر 2025

تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي المنشورات التي تعد بـ”بطن مسطح في 7 أيام”. ففيديو واحد ينتشر بسرعة، مع بضع حركات من البيلاتس، يُقال إنه كافٍ لتحويل الجسم إلى قوام مشدود ومثالي. لكن هذه الخطابات المبسطة التي يروّج لها مؤثرون يملكون أجسامًا غير واقعية، تنقل فكرة خاطئة ومضللة عن فقدان دهون البطن.

الوعود الوهمية لـ”البطن المسطح” على وسائل التواصل الاجتماعي

هذه الرسائل ليست مضللة فحسب بل أيضًا خطيرة لأنها تزرع الشعور بالذنب، خاصة لدى النساء. فمفهوم “البطن المسطح” مجرد كليشيه إعلاني، لا يستند إلى أي أساس فسيولوجي واقعي. فالمرأة البالغة ليست مهيأة بيولوجيًا لأن تمتلك بطنًا مسطحًا تمامًا، خصوصًا بعد مرحلة البلوغ.

يتغير حجم البطن باستمرار:

  • بعد الوجبات،
  • خلال عملية الهضم،
  • وفقًا لمراحل الدورة الشهرية،
  • أو كردّ فعل على التوتر.

بمعنى آخر وجود بطن منتفخ قليلًا هو أمر طبيعي ومحاولة إبقائه “مسطحًا” أو إخفائه بأي ثمن قد تؤدي إلى توتر مزمن… وهو ما يزيد بشكل متناقض من الانتفاخات.

كلما ركز الشخص أكثر على بطنه شعر بأنه أكثر انتفاخًا، فهذا التركيز المفرط والسيطرة القهرية تأتي بنتائج عكسية.

إضافة إلى ذلك ومع التقدم في العمر، يصبح الحفاظ على قوة عضلات البطن أصعب، خصوصًا مع اقتراب سنّ اليأس. لذلك من الضروري تحديد أهداف واقعية ومستدامة بعيدًا عن الوعود التسويقية.

أسطورة أخرى شائعة: أن ممارسة تمارين عضلات البطن تذيب دهون البطن وهذا غير صحيح. فتقوية عضلات البطن لا تجعل الدهون الموجودة فوقها تختفي. حتى الرياضيات المحترفات اللواتي يملكن عضلات قوية قد يظهر لديهن بطن صغير.

والتفسير بسيط: لا يمكن تحديد مكان فقدان الدهون بإرادتنا ولا يمكن اختيار منطقة معينة للتخلص من الدهون فيها حتى عند استهداف عضلاتها. لذلك يجب العمل على كامل الجسم.

لا يوجد تمرين “سحري”، بل مزيج إستراتيجي من أنشطة بدنية متكاملة:

1. تمارين الكارديو لحرق الدهون:

المشي السريع، الجري، ركوب الدراجة، السباحة كلها أنشطة تزيد من استهلاك الطاقة وتُحدث عجزًا في السعرات الحرارية، وهو شرط أساسي لفقدان الدهون، بما في ذلك دهون البطن.

2. تقوية العضلات لشدّ الجسم وتنظيمه:

تمارين عضلات البطن مهمة، لكن يجب أيضًا تقوية الظهر والذراعين والساقين لتحقيق توازن عضلي أفضل. كما تُعدّ تمارين التثبيت (مثل البلانك والجسور) فعالة للغاية.

3. البيلاتس لتحسين القوام وتقوية مركز الجسم:

هذه الطريقة اللطيفة ولكن المكثفة تُحسّن الوضعية وتقوّي العضلات العميقة، وتعمل على حزام البطن الداخلي عبر تقنيات تنفس منخفضة الضغط وأخرى طبيعية.

يكفي اختبار بسيط لإثبات ذلك: إذا تركت جسدك مسترخيًا، وأملت الحوض للأمام، وأرخيت الكتفين، فسيبدو بطنك بارزًا فورًا. أما إذا اعتدلت ومددت عمودك الفقري وشددت عضلات البطن فستبدو أنحف دون أن تفقد غرامًا واحدًا.

الوضعية الجيدة تغيّر المظهر الخارجي للبطن. لذا يساعد البيلاتس على تقوية عضلات الحوض والظهر وتمديد القامة… وكل هذا يؤثر إيجابيًا على شكل القوام.

التنفس عنصر أساسي وغالبًا ما يُهمل أثناء تمارين البطن وهذه طريقة بسيطة يُنصح باتباعها:

  • أثناء الشهيق: أرخِ البطن ودعه ينتفخ طبيعيًا.
  • أثناء الزفير: شدّ عضلات الحوض واسحب السرة نحو العمود الفقري وارفَع صدرك.

هذه التقنية تقوّي مركز الجسم بلطف دون خلق ضغط مفرط على الأعضاء الداخلية.

رغم الانتقادات المنتشرة على مواقع التواصل، فإن الكرانش تبقى فعالة بشرط تنفيذها بطريقة صحيحة:

  • عدم شد الرقبة.
  • إبقاء أسفل الظهر ملتصقًا بالأرض.
  • سحب السرة عند الصعود.
  • رفع الكتفين نحو السقف وليس نحو الركبتين.

يُعتبر التدليك البطني مهمًا، خاصة بعد الولادة أو خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث. سواء بالتدليك الذاتي أو المهني فهو يساعد على:

  • تحسين الدورة الدموية
  • تسهيل عملية الهضم،
  • استعادة مرونة الجلد،
  • تقليل التوتر والانزعاج الهضمي.

لا يمكن فقدان دهون البطن دون تعديل النظام الغذائي.

ليس المقصود اتباع حمية صارمة بل الالتزام ببعض القواعد التي تساعد على تقليل الانتفاخ بشكل دائم:

  • تجنب الأطعمة المعالجة والمليئة بالسكريات الخفية، والملح، والدهون المشبعة.
  • تفضيل وجبات فطور مالحة (بيض، خضار، خبز كامل الحبوب) بدل الفطور السكري.
  • تناول كمية كافية من البروتين للحفاظ على الكتلة العضلية.
  • إدخال البقوليات والمكسرات والدقيق الكامل أو شبه الكامل في النظام الغذائي.
  • تحديد الأطعمة المسببة للانتفاخ (كاللاكتوز أو الخضروات النيئة) وتكييف النظام الغذائي وفقًا لذلك.

لا توجد طريقة سريعة لفقدان دهون البطنن أما السر فيكمن في اتباع مقاربة شاملة تجمع بين:

  • نشاط بدني متنوع،
  • تغذية متوازنة،
  • انتباه للوضعية،
  • تنفس صحيح،
  • علاقة صحية ومتزنة مع الجسم.

الأهم هو تحديد أهداف واقعية تتناسب مع العمر ونمط الحياة والتاريخ الهرموني، والأهم من ذلك: عدم مقارنة النفس بمعايير غير واقعية.

الكلمات المفتاحية: الرياضة، البطن، الهرمونات، الدهون، عضلات البطن، البيلاتس، القوام، البطن المسطح.

مقالات في نفس الموضوع