المشي: هذا النشاط البسيط والمجاني والمتاح للجميع، يبدو كحل مثالي لإنقاص الوزن، لكن هل هو فعلاً فعال؟
المشي: هل هو وسيلة فعالة لإنقاص الوزن؟
في حين أن المشي يوفر فوائد صحية عديدة بشكل عام، خاصة لصحة القلب والدورة الدموية، فإن قدرته على إذابة الدهون تعتمد على عدة عوامل. فرغم أنه يساهم في حرق السعرات الحرارية، إلا أن فقدان الوزن يتطلب توازناً بين النشاط البدني والإدارة الجيدة للنظام الغذائي. وبالتالي حتى وإن لم يكن المشي وحده كافياً لتحقيق فقدان كبير في الوزن، فإنه يمكن أن يشكل نقطة انطلاق ممتازة، خصوصاً إذا تم دمجه في نمط حياة أكثر نشاطاً واقترن بعادات غذائية صحية.
الإنفاق الحراري: عامل مهم في فقدان الوزن
أثناء المشي السريع لمدة 30 دقيقة يحرق الشخص ذو الوزن المتوسط ما بين 150 و200 سعرة حرارية. ومع ذلك يمكن أن تختلف هذه الكمية المحروقة حسب عدة عوامل، من بينها الوزن، سرعة المشي، وطبيعة الأرض التي تم قطعها. فعلى سبيل المثال المشي في أرض غير مستوية أو صعودًا يزيد من عمل العضلات وبالتالي من استهلاك الطاقة مقارنة بالمشي على أرض مستوية.
ورغم أن هذا الإنفاق الحراري قد يبدو بسيطًا في البداية، إلا أنه يتراكم بسرعة إذا تم المشي بانتظام. وعندما يُقترن بنظام غذائي متوازن، يصبح المشي أداة فعالة لتعزيز فقدان الوزن، إذ تساهم كل جلسة مشي في خلق عجز حراري، وهو مبدأ أساسي في عملية خسارة الوزن، وهذا ما يجعل من المشي نشاطًا في متناول الجميع، وفعالاً على المدى الطويل بفضل انتظامه وجهده المعتدل.
المبدأ الأساسي لفقدان الوزن
المفتاح في خسارة الوزن هو خلق عجز حراري أي إنفاق سعرات حرارية أكثر من التي يتم استهلاكها. يمكن أن يُساهم المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا في تحقيق هذا العجز، لكن بشرط مراعاة بعض العوامل:
- شدة المشي: المشي البطيء لا يُجهد الجسم كما يفعل المشي السريع، وعند زيادة الوتيرة (5 إلى 6 كم/س)، يتم تحفيز الجهاز القلبي الوعائي أكثر، ويُحرق عدد أكبر من السعرات.
- التمثيل الغذائي الأساسي: يختلف من شخص لآخر حسب العمر، الجنس، بنية الجسم (نسبة العضلات إلى الدهون) والعوامل الوراثية، فالشخص الذي يمتلك كتلة عضلية أكبر يستهلك سعرات أكثر حتى في وضع الراحة.
- النظام الغذائي: المشي 30 دقيقة دون تعديل النظام الغذائي لا يكفي. فمثلًا حرق 200 سعرة في المشي يمكن أن يُلغى بتناول وجبة خفيفة غنية بالسكريات أو الدهون، لذا فالغذاء المتوازن ضروري لرؤية نتائج ملموسة.
لذلك يمكن القول أن المشي 30 دقيقة يوميًا بإمكانه أن يُساعد في فقدان الوزن، لكنه لا يُعد كافيًا لوحده لتحقيق نتائج كبيرة. ولزيادة فعالية الحرق الحراري يُنصح بزيادة مدة المشي أو دمج صعود المرتفعات، وممارسة التمارين العضلية المرافقة، واعتماد نظام غذائي صحي يقلل من السكريات المكررة مع التركيز على الألياف والبروتينات.
الكلمات المفتاحية: المشي؛ الوزن؛ الصحة؛ الغذاء؛ خسارة؛ الأيض؛ السعرات الحرارية.
