صحة جيدة لحياة أفضل

هل يمكن إعطاء البروبيوتيك للرضيع؟

حرر : البروفيسور إدير بيطام | باحث ومدير مركز أبحاث
14 يوليو 2025

يمكن أن يكون البروبيوتيك مفيدا للرضع خاصةً في حالات المغص، الإسهال أو بعد تناول المضادات الحيوية، فهذه الكائنات الحية الدقيقة تساعد على إعادة التوازن إلى الفلورا المعوية، المعروفة باسم الميكروبيوتا، والتي تُعد ضرورية لصحة الجهاز الهضمي والمناعة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يعرف البروبيوتيك بأنه “كائنات حية دقيقة، وعندما تُستهلك بكميات كافية، يكون لها تأثيرات إيجابية على الصحة، تتجاوز الفوائد الغذائية التقليدية”.

ويستخدم البروبيوتيك بشكل خاص من أجل:

  • تحسين الهضم
  • تقوية المناعة
  • الوقاية أو التخفيف من بعض الاضطرابات المعوية مثل المغص، الإمساك أو الإسهال

الميكروبيوتا هي مجموعة من البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، وتلعب دورًا محوريًا في عدة وظائف حيوية منها:

  • إنتاج الفيتامينات (خاصة فيتامين K)
  • تخمير بقايا الطعام غير المهضومة
  • امتصاص المغذيات من خلال إنزيمات لا ينتجها الجسم
  • الحماية من البكتيريا الممرِضة
  • الحفاظ على صحة الغشاء المخاطي المعوي
  • تنظيم حركة الأمعاء (منع التهابات القولون، الإمساك، الإسهال)
  • تحسين أداء الجهاز المناعي

يولد الطفل بدون فلورا معوية، وتبدأ عملية استعمار أمعائه بالبكتيريا مباشرة بعد الولادة:

  • الولادة الطبيعية: يتعرض الطفل لبكتيريا المهبل والعجان لدى الأم، ما يعزز بناء ميكروبيوتا سليمة.
  • الولادة القيصرية: يتأخر تطور الفلورا المعوية بسبب عدم تعرض الطفل للبكتيريا الواقية من الأم.

تتطور الميكروبيوتا تدريجيًا بعد الولادة من خلال:

  • الرضاعة الطبيعية أو الصناعية
  • البيئة العائلية
  • عوامل أخرى كالموقع الجغرافي

  ويصل إلى النضج ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات.

بوجه عام لا تكون البروبيوتيك ضرورية إذا كان الطفل بصحة جيدة ويتغذى بشكل متوازن، لكن توجد حالات تستدعي استخدامها مثل:

  • تناول المضادات الحيوية: التي تقضي على البكتيريا الجيدة أيضًا، مسببة خللًا في التوازن (اختلال الميكروبيوم)
  • التهاب المعدة والأمعاء أو مشاكل هضمية متكررة
  • الولادة القيصرية
  • تاريخ عائلي من الحساسية

نصيحة طبية مهمة: من الضروري استشارة الطبيب قبل إعطاء البروبيوتيك للرضيع.

بطانة أمعاء الرضيع لا تزال غير ناضجة، لذا لا يُنصح باستخدام البروبيوتيك قبل عمر 3 أشهر، إلا بأمر من الطبيب.

عادةً ما تكون فترة علاج من 3 إلى 4 أسابيع كافية لاستعادة التوازن بعد اضطراب في الفلورا المعوية.

يتوفر البروبيوتيك في أشكال مختلفة مناسبة للرضع:

  • أكياس تذوب في القليل من الماء أو الحليب
  • نقاط فموية
  • حليب أطفال مدعم بالبروبيوتيك (مثل لاكتوباسيلوس أو بيفيدوباكتيريوم)

يحتوي حليب الأم طبيعيًا على بروبيوتيك (مثل البيفيدوباكتيريا) وعلى مواد مغذية لها (البريبيوتيك)، مما يعزز فلورا معوية صحية ويقي من الالتهابات الهضمية، لذا يبقى حليب الأم أفضل وسيلة طبيعية لدعم الميكروبيوتا لدى الطفل.

  • لتخفيف المغص: الذي يظهر على شكل بكاء شديد بعد الرضاعة مع الغازات، وقد أثبتت سلالة Lactobacillus reuteri فعاليتها في تقليل مدة البكاء وتحسين راحة الطفل.
  • للوقاية من الإسهال بعد المضادات الحيوية: حيث يمكن للطبيب وصف سلالات مثل Saccharomyces boulardii أو Lactobacillus rhamnosus أو Bifidobacterium lactis.
  •  معالجة الإمساك: أظهرت دراسات أن سلالات مثل Lactobacillus casei rhamnosus أو Lactobacillus reuteri تساعد على تحسين العبور المعوي.
  •  متلازمة القولون العصبي: عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل مزمنة مثل الانتفاخ وتناوب الإسهال والإمساك، يمكن لسلالات مثل Bifidobacterium longum أو Lactobacillus helveticus أو Streptococcus thermophilus أن تخفف الانزعاج.
  • تقليل خطر الحساسية (الإكزيما، التهاب الجلد التأتبي): في الحالات العائلية المعرضة للحساسية، قد يكون للبروبيوتيك دور وقائي، لكن النتائج تختلف من طفل لآخر.

باختصار يمكن أن يكون البروبيوتيك مفيدة للرضيع خاصةً في حالات اضطرابات الجهاز الهضمي أو بعد المضادات الحيوية، لكن يجب استخدامها فقط تحت إشراف طبي، ويظل حليب الأم المصدر الأفضل لدعم الميكروبيوتا منذ الولادة.

الكلمات المفتاحية: رضيع، بروبيوتيك، صحة، حساسية، قولون عصبي، أمعاء، إمساك، حليب

مقالات في نفس الموضوع