صحة جيدة لحياة أفضل

طقوس الجمال القادمة من اليابان: أيّها يجب اعتمادها وأيّها يجب تجنّبها؟

حرر : د. سعاد ابراهيمي | دكتورة في الطب
12 أكتوبر 2025

بحركات وعادات متوارثة من التقاليد القديمة أعادت مستحضرات التجميل الحديثة إحياءها، لتجذب اهتماماً متزايداً في الغرب. لكن بين الوعود والبهرجة التسويقية ما مدى فعالية هذه الطقوس اليابانية فعلاً؟ أطباء الجلد وخبراء التجميل يقدّمون حكمهم العلمي.

الفكرة : يتم التنظيف على مرحلتين لضمان نظافة تامة، المرحلة الأولى دهنية (زيت، حليب أو بلسم) تذيب الزهم، المكياج وواقي الشمس. المرحلة الثانية مائية (رغوة، جل أو لوشن) تزيل العرق، الملوثات والبكتيريا.

رأي أطباء الجلد: مفيد للبشرة كثيرة المكياج أو المعرضة لواقي الشمس، لكنه غير ضروري دائماً، فيما يحذر الأطباء :  «على البشرة الجافة أو الحساسة أو التي ليس بها أي مستحضرات تجميل ، يكفي تنظيف لطيف واحد» .

رأي خبراء التجميل: «الفعالية تعتمد على اختيار المنتجات المناسبة» .

  • للبشرة الدهنية والمختلطة: زيت خفيف غير مسبب لانسداد المسام + جل لطيف.
  • للبشرة الجافة: حليب منظف + كريم غسول مغذٍ.

  التوصية الطبية: لا تتجاوزي تنظيفين في اليوم، فالإفراط يضعف حاجز البشرة ويزيد الجفاف والتهيج.

الفكرة: أداة حجرية ملساء تحفّز الدورة الدموية واللمفاوية، ترخي عضلات الوجه وتحسن أكسجة الجلد، ما يمنح مظهراً مرتاحاً وبشرة نضرة.

رأي أطباء الجلد: «عند استخدامه بزاوية 45 درجة وبرفق، يساعد الغواشا في تنشيط الدورة الدقيقة ويعمل كمضاد توتر طبيعي»، لكن لا يجب توقع معجزات ضد التجاعيد.

رأي خبراء التجميل: يجب استخدامه دائماً على بشرة مدهونة بالزيت لتجنّب الاحتكاك المهيّج. ويُنصح بالحذر بعد الحقن أو في حال وجود جرح حديث، فيما يشيرون إلى أن «التأثير مشرق فعلاً لكنه مؤقت»

التوصية الطبية: لا تضغطي بشدة، ويفضّل استخدامه من 5 إلى 10 دقائق، بمعدل 2 إلى 3 مرات أسبوعياً. التدليك وسيلة للعناية لا علاج طبي.

الفكرة: في اليابان يُستخدم واقي الشمس طوال السنة حتى في الأيام الغائمة، لأن 80 إلى 90٪ من الأشعة فوق البنفسجية تخترق الغيوم وتسرّع الشيخوخة الجلدية.

رأي أطباء الجلد: «الأشعة فوق البنفسجية مع التلوث تولّد إجهاداً أكسيدياً خطيراً، لذا يجب الحماية فور التعرض، حتى داخل المدينة».

رأي خبراء التجميل: «مؤشر الحماية 30 يكفي شتاءً، لكن يجب استعمال SPF 50 صيفاً. وتحققي دوماً من وجود رمز UVA داخل دائرة».

التوصية الطبية: ضعي كمية كافية (2 ملغ/سم²)، وجدديها كل ساعتين عند التعرّض ، كما أن كل من البشرة الفاتحة، والأطفال، ومن لديهم تاريخ مع سرطان الجلد يجب أن يكونوا أكثر حذراً.

الفكرة: قناع ليلي غني بالمكونات المرطبة والمجددة، يُوضع قبل النوم ويُغسل صباحاً.

رأي أطباء الجلد: «فعاليته ليست أفضل من القناع العادي المستخدم لساعة واحدة، فالبشرة لا تمتص أكثر بعد حدّ معين».

رأي خبراء التجميل: «مناسب للبشرة الجافة أو الناضجة شرط وضع طبقة رقيقة فقط، لأن الإفراط قد يسد المسام ويسبب العيوب للبشرة العادية أو المختلطة».

التوصية الطبية: استخدميه مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً فقط، واغسلي الوجه جيداً صباحاً لتجنب تراكم البقايا.

بعيداً عن اليابان تبرز الهند في الساحة العالمية للجمال بفضل الطقوس الأيورفيدية التي تجمع بين الطبيعة والنهج الشمولي. الكركم، النيم، الأشواغاندا… مكونات قديمة ذات خصائص مهدئة ومجددة أصبحت جزء من روتين الجمال الغربي.

كما أدركت شركات كبرى ذلك: Estée Lauder استثمرت في Forest Essentials، وPuig استحوذت على Kama Ayurveda، وSephora تعرض الآن مجموعات مستوحاة من الأيورفيدا.

  • يُعتمد دون تردد: الواقي الشمسي على مدار السنة.
  • يُمارس باعتدال: التنظيف المزدوج (عند الحاجة) وتدليك الغواشا (برفق).
  • يُستخدم كإضافة: قناع النوم، خصوصاً للبشرة الجافة أو الناضجة.
  • يُراقب بحذر: الوعود التسويقية المبالغ فيها، لأن أي طقس تجميلي لا يغني عن أسلوب حياة صحي، غذاء متوازن، ومتابعة طبية منتظمة.

يبقى الجمال في اليابان كما في أي مكان آخر مسألة توازن واستمرارية. وبين التقاليد والعلم يظل الأساس هو احترام البشرة… وعدم تصديق المعجزات.

الكلمات المفتاحية: الجمال، اليابان، البشرة، العلم، طبيب الجلد، خبير التجميل.

مقالات في نفس الموضوع