صحة جيدة لحياة أفضل

ساقان ثقيلتان، بشرة على شكل قشرة البرتقال، وانتفاخ يشبه الأعمدة: ما يجب معرفته عن مرض الوذمة الشحمية

حرر : د. سعاد ابراهيمي | دكتورة في الطب
9 نوفمبر 2025

الليبوديما (الوذمة الشحمية) هو مرض مزمن يصيب النساء تقريبًا بشكل حصري، وعلى عكس السمنة، يتميز بتراكم غير طبيعي للدهون تحت الجلد، خاصة على مستوى الساقين والذراعين، مما يمنح الجسم مظهرًا يشبه «الأعمدة» مع بشرة ذات ملمس حبيبي تُعرف بـ«قشرة البرتقال». تشير التقديرات إلى أن امرأة واحدة من بين كل عشر نساء قد تكون مصابة به، غير أن الليبوديما لا يزال مرضًا مجهولًا إلى حد كبير وغالبًا ما يُخلط بينه وبين زيادة الوزن العادية.

مرض أنثوي لا يزال غير معروف جيدًا

يقول المختصون: « الليبوديما مرض غير معروف على نطاق واسع، ولم يبدأ الحديث عنه إلا منذ نحو عشر سنوات فقط». وقد شهدت الاستشارات الطبية حول هذا المرض ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.

تشمل العلامات التي يجب مراقبتها ما يلي:

  • تضخم الساقين والذراعين مقارنة ببقية الجسم.
  • الشعور بثقل أو تعب في الأطراف السفلية.
  • ألم عند الضغط وظهور كدمات متكررة.
  • صعوبة في فقدان الدهون رغم اتباع نظام غذائي أو ممارسة النشاط البدني.

وعلى عكس السمنة لا تؤثر الليبوديما على منطقة الجذع، كما أن توزع الدهون يكون متماثلًا على الجانبين. وقد تظهر البشرة بشكل غير مستوٍ أو متكتل، وأحيانًا يكون ذلك مصحوبًا بتورم أو اضطرابات في الدورة الدموية الوريدية.

يجب عدم الخلط بين الليبوديما وهذه الحالات:

  • السمنة تصيب الجسم بأكمله وترتبط عادة بأمراض أيضية مثل السكري وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
  • الوذمة اللمفية تتمثل في تراكم السوائل داخل الأنسجة، بينما الليبوديما ناتج عن تراكم الدهون تحت الجلد.

ومع ذلك يمكن أن يتطور الليبوديما في بعض الحالات إلى وذمة لمفية ثانوية تُعرف باسم الوذمة الشحمية اللمفية.

يتطور مرض الليبوديما عادة عبر أربع مراحل:

1. المرحلة الأولى: تكون البشرة ناعمة، مع ظهور عُقد دهنية صغيرة تحت الجلد، مصحوبة بألم وكدمات خفيفة.

2. المرحلة الثانية: تصبح البشرة حبيبية ومتكتلة مع وجود انبعاجات واضحة.

3. المرحلة الثالثة: تتكوّن كتل دهنية كبيرة، وتتشكّل طيات جلدية عميقة، وتظهر الساقان بشكل «أعمدة»، مع ضعف في الحركة، فقدان لمرونة الجلد، واضطراب في الدورة اللمفية.

4. المرحلة الرابعة: ظهور الوذمة اللمفية الثانوية بسبب تراكم السوائل في الأنسجة.

تظهر الليبوديما تقريبًا فقط عند النساء، وغالبًا ما تبدأ في مرحلة البلوغ أو عند حدوث تغيّرات هرمونية مثل الحمل أو سنّ اليأس، كما أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير معروفة، لكن يُشتبه في وجود عوامل وراثية وهرمونية والتهابية تساهم في تطوّره.

يعتمد التشخيص على الفحص السريري وأحيانًا على الفحوصات التصويرية مثل:

  • الموجات فوق الصوتية (الإيكوغرافيا) لمراقبة الأنسجة تحت الجلد.
  • فحص DEXA لقياس كثافة الجسم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) لتحديد توزيع الدهون.
  • الفحص اللمفي (Lymphoscintigraphie) لتقييم حالة الأوعية اللمفية.

ويبقى الفحص السريري الأداة الأساسية، ويُستكمل بفحوص أخرى لاستبعاد أمراض مشابهة.

لا يوجد علاج شافٍ للليبوديما ، بل تهدف خطة العلاج إلى تخفيف الأعراض، الحد من تقدّم المرض، وتحسين جودة الحياة.

الأساليب غير الجراحية

  • الضغط الطبي: باستخدام الجوارب أو الألبسة الضاغطة المصممة خصيصًا لدعم الدورة الدموية وتقليل التورّم.
  • النشاط البدني الخفيف: مثل السباحة، ركوب الدراجة، أو المشي للحفاظ على الحركة وتقوية العضلات.
  • التصريف اللمفي اليدوي والعلاج إزالة الاحتقان المركّب.
  • العناية بالبشرة والترطيب المستمر.
  • اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات للحد من الالتهاب وإبطاء تطور المرض.

العلاجات الجراحية

في الحالات المتقدمة أو عند فشل العلاجات التحفظية، يمكن اللجوء إلى:

  • شفط الدهون بتقنية الماء (Liposuccion assistée par jet d’eau) لإزالة التكتلات الدهنية مع الحفاظ على الأوعية اللمفية، أين يساعد هذا الإجراء على تحسين الحركة، تخفيف الألم، وتقليل احتمال الانتكاس، لكنه لا يشفي المرض نهائيًا.

تُجرى حاليًا دراسات حول العلاجات الهرمونية والأساليب المستهدفة للسيطرة على المرض بشكل أفضل.

  • آلام مزمنة وإرهاق عضلي.
  • ضعف في الحركة ومشاكل في التوازن.
  • زيادة خطر الإصابة بالوذمة اللمفية الثانوية.
  • تأثيرات نفسية تشمل القلق، الاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات.
  • مراجعة الطبيب المختص في حال استمرار الأعراض.
  • عدم الاعتماد فقط على الحميات الغذائية القاسية.
  • ارتداء ملابس ضغط طبية مناسبة.
  • المحافظة على نشاط بدني منتظم ومعتدل.
  • متابعة متعددة التخصصات تشمل طبيب الأوعية، أخصائي العلاج الطبيعي، وأخصائي التغذية.

بعد أن ظلّ طويلاً مرضًا مجهولًا بدأ الليبوديما اليوم يكتسب شهرة واهتمامًا متزايدين بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وجمعيات المريضات، لذا فإن نشر الوعي يساعد على تشخيص مبكر وعلاج أنسب، ما يُحسّن بشكل كبير نوعية حياة النساء المصابات.

الكلمات المفتاحية: الليبوديما ، الصحة ، الطبيب ، الدهون ، تحت الجلد ، المرأة ، المرض.

مقالات في نفس الموضوع