تعتبر فترة سن المدرسة هي الفترة التي يكون فيها التطور الفسيولوجي والنفسي سريعًا، لذلك يعتبر الغذاء مهم بشكل خاص في هذه المرحلة من الحياة ، كونه يوفر الطاقة والعناصر الغذائية اللازمة للنمو الجيد، والأهم من ذلك ، فإنه يمثل مصدرًا للمتعة والسعادة لأطفالنا.
ويعتبر الغذاء الصحي هو أحد التدابير الوقائية ضد حدوث الأمراض في سن البلوغ، مثل السمنة وداء السكري من النوع الثاني وكذا السرطان وهشاشة العظام ، بالإضافة الى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين ، ولكن كيف يمكن إقناع الأطفال بالأغذية الصحّية ؟
الأطعمة الغنية بالسكر
يستمتع معظم الأطفال بالأطعمة الغنية بالسكر والدهون، وكوالدين، يجب عليكم مساعدة أطفالكم على اكتساب عادات غذائية صحيحة، ذلك لأن تناول الطعام السليم يتم اكتسابه قبل كل شيء من داخل الأسرة، ويحتاج الأطفال إلى ثلاث وجبات (الفطور، الغداء، والعشاء) ووجبة أو اثنتين من الوجبات الخفيفة (صباحًا ومساء) حسب الحالة .
ويجب أن تتكون الوجبات من مجموعات غذائية مختلفة: النشويات (منتجات الحبوب الكاملة)، والخضروات والفواكه، والأطعمة المليئة بالبروتينات دون نسيان الماء، الذي يعتبر الشراب الوحيد الضروري لجسمنا، كما يجب أن تُعَد الوجبات في المنزل وذلك باختيار المنتجات الطازجة والكاملة وغير المصنعة.
وجبة فطور جيدة لنجاح العودة إلى المدرسة
يعتبر الفطور أهم وجبة في اليوم، حيث يوفر الإمداد الأول من الطاقة بعد 10 إلى 12 ساعة من الصيام في المتوسط، ويسمح للطفل تجديد مخزونه واحتياطه من الطاقة لتجنب الشعور بالجوع في الصباح.
ويمثل الفطور 20 إلى 25% من الإمدادات الطاقوية اليومية الضرورية لبدء يوم جيد وتركيز جيد في الصف، ومع وجود فطور صحي، يزيد تركيز الأطفال ومعدل نجاحهم المدرسي، فيما يزيد غياب الفطور من خطر السمنة لدى الطفل، خاصة وأن له تأثير على تنظيم الجلوكوز طوال اليوم وتأثير على الأداء المدرسي.
ما هو الفطور المتوازن؟
لفطور متوازن، ينصح بأربعة أنواع من الأطعمة:
- السوائل لإعادة ترطيب الجسم: مشروبات ساخنة أو باردة.
- منتجات الحبوب لتوفير الألياف والكربوهيدرات المعقدة: خبز كامل أو حبوب كاملة مثل الشوفان.
- منتجات الألبان: مصدر للكالسيوم والبروتين الحيواني.
- الفواكه : لتوفير الألياف والفيتامينات والمعادن.
يجب أن تعرف أن الجمع بين الألياف والبروتينات مفيد جدًا لأنه يساعد الطفل على الشعور بالشبع والحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم.
هل الوجبة الخفيفة فكرة جيدة أم سيئة؟
الوجبة الخفيفة ليست ضرورية، حتى لو كانت تتيح للأطفال الذين لا يتناولون وجبة فطور أن يكون لديهم شيء في المعدة ، ومن الناحية النوعية، فإنها لا تلبي الاحتياجات الغذائية ولا تتناسب مع الحاجة الفسيولوجية إلا في بعض الحالات.
لذلك من المهم التفكير في استبدال هذه الوجبة الخفيفة المكونة من البسكويت والعصير بالخضروات (الخيار أو الطماطم) أو الفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات ومنخفضة السعرات الحرارية، ذلك لأن الوجبة الخفيفة الغنية بالسعرات الحرارية تشوش على تناول وجبة الغداء وتعكر توازن تغذية الأطفال.
الوجبة الخفيفة، لحظة مهمة للأطفال
بالنسبة للأطفال فإن الوجبة الخفيفة هي لحظة مميزة تسمح بإعادة شحن الطاقة حتى وقت العشاء كما أنها لحظة مشاركة ودية للصغار والكبار على حد سواء.
يجب أن تتضمن تركيبة الوجبة الخفيفة المتوازنة منتجاً من الألبان وكذا منتجاً من الحبوب وفاكهة ايضا، مع تجنب المنتجات الحلوة والمالحة والدهنية.
وفي الختام، من الضروري تعليم أولادنا عادات صحية جيدة فيما يتعلق بالتغذية، وهي العادات التي ستبقى محفورة في ذاكرتهم وستكون لهم مرجعاً طوال حياتهم، لذلك من الضروري تناول مختلف الأطعمة مع اعطاء الأولوية للأطعمة ذات الكثافة الغذائية العالية بالاضافة الى توفير الفواكه والخضروات في كل وجبة مع والبروتينات والدهون عالية الجودة، وانتبه للإفراط في الأملاح.
نصيحة واحدة، اشرب الماء .. ودائما الماء.