يمثل انقطاع الطمث مرحلة فيزيولوجية لا مفر منها في حياة النساء، وغالبًا ما تكون مصحوبة بسلسلة من التغيرات الهرمونية والجسدية، على الرغم من أنه عملية طبيعية، إلا أنه يترافق مع العديد من الأعراض التي قد تؤثر على جودة الحياة.
من بين الأعراض الأكثر شيوعًا نجد الشعور المفاجئ بالحرارة، اضطرابات النوم، التقلبات المزاجية، وصعوبات في الذاكرة، ومع ذلك تتجاوز هذه الأعراض المباشرة لتشمل هذه الفترة الانتقالية أيضًا زيادة في مخاطر الصحة المتعلقة بالعظام والعضلات والقلب والأوعية الدموية والأيض.
تأثير انقطاع الطمث على الصحة: مسألة متعددة العوامل
من أكثر النتائج المقلقة لانقطاع الطمث هو فقدان كثافة العظام تدريجيًا، ومع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، تكون النساء معرضات لخطر متزايد للإصابة بهشاشة العظام، وهو مرض صامت يضعف العظام ويزيد من خطر الكسور، بالإضافة إلى ذلك، يصاحب الانخفاض الهرموني انخفاض في الكتلة العضلية، مما قد يؤدي إلى فقدان القوة الجسدية وزيادة القابلية للإصابة.
وبالتوازي، تتزايد مخاطر القلب مع ارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وهي التغييرات( إلى جانب انخفاض الحساسية للأنسولين ) تزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل الأيض مثل مرض السكري من النوع الثاني.
النشاط البدني: وسيلة أساسية للوقاية
وأمام هذه التحديات، يصبح تبني الممارسات الجيدة خاصة فيما يتعلق بالنشاط البدني، أمرًا بالغ الأهمية، حيث تُظهر العديد من الدراسات أن التمارين المنتظمة تلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من الأمراض المرتبطة بانقطاع الطمث.
وفي الواقع، فإن تمارين التحمل مثل المشي السريع و السباحة أو ركوب الدراجات، تساهم في تقوية الجهاز القلبي الوعائي، كما تساهم في إدارة الوزن وتحسين الرفاهية العامة.
من جهتها ، تساهم الأنشطة التي تعزز القوة العضلية مثل رفع الأثقال الخفيفة أو التمارين باستخدام وزن الجسم، في الحفاظ على الكتلة العضلية والعظمية، مما يحد من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام، كما أن الممارسة المعتدلة ولكن المنتظمة تساعد على تقليل الشعور بالتعب مع تحسين جودة النوم وتعزيز التوازن النفسي.
قلة النشاط البدني وانقطاع الطمث: ثنائي يجب تجنبه
للأسف، فهذه المرحلة من الحياة غالبًا ما تتميز بزيادة في قلة الحركة ، حيث أن كل من الشيخوخة والتغيرات الهرمونية وآلام العضلات أو المفاصل قد تثبط عزيمة العديد من النساء لمواصلة ممارسة النشاط البدني بانتظام، ومع ذلك فإن قلة النشاط تزيد من المخاطر المرتفعة بالفعل للإصابة بهشاشة العظام، أمراض القلب والأوعية الدموية وكذا اضطرابات الأيض.
لذا ، يجب تشجيع النساء على دمج روتين يتناسب مع إيقاعهن وقدراتهن، فقد تُحدث أنشطة مثل المشي اليومي أو المشاركة في أنشطة جماعية فرقًا كبيرًا في الصحة النفسية والجسدية.
التحسيس ونشر الوعي: قضية تتعلق بالصحة العامة
ولأجل هذا من الضروري أن تكون النساء على علم بفوائد النشاط البدني خلال فترة انقطاع الطمث، أين يلعب محترفو الصحة وخاصة الأطباء العامون وأطباء النساء وأخصائيو العلاج الطبيعي، دورًا حيويًا في الترويج لهذه الممارسات، كما يجب أن تُقام حملات توعية، وورش تعليمية صحية، وبرامج وقائية مناسبة لتشجيع النساء على البقاء نشيطات واتباع نمط حياة صحي خلال هذه الفترة الانتقالية.
عيش انقطاع الطمث: الرفاهية والوقاية في متناول اليد
يعتبر انقطاع الطمث مرحلة طبيعية، لكنه لا ينبغي أن يكون مرادفًا للاستسلام.
ومع التوصيات المناسبة والرعاية الشاملة، يمكن للنساء ليس فقط تخفيف أعراض انقطاع الطمث المزعجة، بل أيضًا الوقاية من العديد من المضاعفات الصحية على المدى الطويل.
يعتبر تبني نشاط بدني منتظم، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن ومتابعة طبية ملائمة، بمثابة استراتيجية فعالة للعيش بطريقة صحية خلال مرحلة انقطاع الطمث.
الكلمات المفتاحية: انقطاع الطمث؛ المرأة؛ الانتقال؛ طبيعي؛ الصحة؛ المرأة؛ النشاط؛ البدني