قد يؤدي الصيام من الفجر حتى الغروب خلال شهر رمضان إلى حدوث آثار مختلفة، وقد يشعر الموظفون الذين يمارسون الصيام بزيادة في التعب وصعوبة التركيز، بالإضافة إلى ذلك، قد يشعرون بمستوى أعلى من التوتر ويكونون أكثر عرضة الى الاضطرابات ، من جهته يمثل الجفاف أيضًا خطرًا خصوصًا في الأيام الحارة، ومع ذلك فإن التوقف عن تناول الطعام والشراب خلال جزء من اليوم لا يمنع أي شخص من مواصلة حياته اليومية كالمعتاد، فكيف يمكن العمل وأداء الصيام في نفس الوقت؟ ولأن بعض الناس يفضلون العمل والبعض الآخر لا، فما هي الشروط لتحقيق ذلك؟.
“صحتي، حياتي” تجيب عن هذه الأسئلة حتى تتمكن من مواصلة العمل بشكل آمن ومنتج بينما تظل متحمسًا خلال شهر رمضان، نتمنى لكم رمضانًا سعيدًا ومباركًا.
بعض الإجراءات المؤقتة
تعتبر إقامة علاقات قوية واحترام متبادل بين الزملاء أمر أساسي للحفاظ على جو عمل هادئ ومتناغم ، و من خلال إجراء تكيفات بسيطة، يمكن لكل شخص مواصلة أنشطته المهنية بطريقة آمنة ومنتجة وممتعة، حتى خلال شهر الصيام بأكمله وذلك عن طريق إقامة اتفاقات جيدة واحترام احتياجات الجميع، كما يمكن تجنب المشاكل المحتملة والمخاطر في العمل ، ولأداء مهامك بفعالية مماثلة وتحقيق أهدافك، من الضروري تكييف نشاطك المهني على النحو التالي:
بصفتك موظفًا:
• قم بتنظيم نفسك
قم بتخطيط أيامك من خلال تنظيم الاجتماعات والمكالمات الهاتفية وجعلها في أقرب وقت ممكن من بداية اليوم وذلك عندما تكون طاقتك ويقظتك في أعلى مستوى لهما،فعلى سبيل المثال، تنخفض قدرتك على التركيز في نهاية اليوم لذلك من الأفضل تنفيذ المهام الأكثر أهمية في الصباح، وترك الأنشطة التي لا تتطلب تركيزًا كبيرًا أو المهام الآلية لفترة ما بعد الظهر.
• إدارة الوقت بفعالية
استخدم تقنيات إدارة الوقت وذلك عبر تقسيم يومك إلى فترات عمل مع فترات استراحة قصيرة، وتجنب الانخراط في الأنشطة التي تهدر وقتك وطاقتك، حيث يمكن أن يساعدك ذلك في الحفاظ على طاقتك وتحسين تركيزك.
• تجنب المهام الإضافية إذا كان عملك مجهدًاجسديًا
خلال شهر رمضان، من المهم أن تأخذ في اعتبارك المتطلبات الجسدية لعملك، فإذا كان عملك يتضمن أنشطة جسدية مكثفة، من الأفضل تقليل المهام الإضافية التي قد تزيد من عبء عملك وتعبك، فالصيام قد يكون تحديًا بالفعل لجسدك من حيث الطاقة والقدرة البدنية، ومن خلال تجنب المهام الإضافية، فإنك بذلك تضمن عدم تحميل جسدك فوق طاقته والحفاظ على صحتك خلال هذه الفترة، لذلك فإن تقديم الأولوية لصحتك وسلامتك في العمل خلال شهر رمضان ضروري.
• خذ استراحات منتظمة طوال اليوم
امنح نفسك بعض الوقت للاسترخاء بانتظام لتستعيد طاقتك، وقد يساعد التوقف لفترة والتنفس بالهواء الطلق في تجديد نشاطك ومساعدتك على التعامل بشكل أفضل مع بقية اليوم.
• كن صبورًا
تذكر خلال شهر رمضان أهمية البقاء هادئًا وصبورا ومتسامحا أيضا ، لذلك من الضروري السيطرة على النفس خاصة في المكتب مع تجنب الانفعال إذا لم يرد أحد الزملاء على رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية الخاصة بك على الفور.
• إدارة التوتر
قد يكون الصيام والعمل مجهدًا خلال شهر رمضان، لذلك من الضروري ممارسة تقنيات إدارة التوتر مثل التنفس العميق للبقاء هادئًا ومركزًا.
• العمل بعد الإفطار
قد يكون العمل بعد الإفطار مفيدًا لأسباب عدة، فبعد أن تفطر يتم إعادة تغذية جسمك ومنحه الطاقة، مما يجعلك تشعر بمزيد من اليقظة والتركيز، ونتيجة لذلكستكون أكثر قدرة على المشاركة بشكل كامل في مهامك المهنية والحفاظ على مستوى عالٍ من الإنتاجية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفطار عادة ما يصاحبه شعور بالارتياح والرضا، مما قد يشكّل حالة ذهنية إيجابية ومحفزة للعمل ، وبالتالي تكون أكثر استعدادًا لمواجهة مسؤولياتك بحماس والتزام.
يمكن أيضًا أن يوفر العمل بعد الإفطار فرصًا للتعاون والتفاعل الاجتماعي مع زملائك في العمل. يمكن أن تحفز هذه التفاعلات بيئة عمل ديناميكية ، مما يمكن أن يشجع بدوره تركيزك وتحفيزك.
باختصار، يمكن أن يساعدك العمل بعد الإفطار في تحقيق أقصى استفادة من إمكانياتك المهنية من خلال الاستفادة من طاقتك المتجددة وحالتك الذهنية الإيجابية والفرص الاجتماعية التي تقدمها بيئة العمل.
• عليك بالنوم جيدا
لتحقيق أقصى درجات الراحة خلال شهر رمضان، يجب عليك تجنب السهر واستغل فترة الليل للنوم وإعادة شحن طاقتك، حيث يبقى النوم أكثر الطرق فعالية لشحن الطاقة والبقاء نشطًا.
• تجنب الجفاف
من الضروري في فترات الطقس الحار، اتخاذ تدابير وقائية لتجنب الجفاف ، فتأكد من البقاء مترطبًا من خلال شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، حتى قبل أن تشعر بالعطش ، كما يوصي الأطباء ضرورة تناول ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا، أو أكثر في حالات الطقس الحار.
علاوة على ذلك، حاول تقليل تعرضك المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات النهار الأكثر حرارة التي تكون عادة بين الساعة العاشرة صباحًا والساعة الرابعة عصرًا، أما إذا كان عليك الخروج ، فعليك ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون، بالإضافة إلى ارتداء قبعة ونظارات شمسية لحماية نفسك من الأشعة فوق البنفسجية.
كما ينبغي التخطيط لأنشطة بدنية خفيفة وتجنب المجهود الشديد خلال فترات الحر الشديد، وإذا كنت تعمل في الهواء الطلق أو في بيئة غير مكيفة، فابحث عن وسائل لتبريد نفسك بانتظام، مثل أخذ استراحات في الظل، واستخدام مروحة أو مكيف هواء محمول إذا كان ذلك ممكنًا، مع ارتداء ملابس تسمح بالتهوية.
وأخيرًا، كن حذرًا من علامات الجفاف مثل العطش المفرط والفم الجاف والدوخة، والارهاق الشديد والصداع، فإذا شعرت بهذه الأعراض، اتخذ الإجراءات اللازمة للترطيب على الفور وابحث عن المساعدة الطبية إذا لزم الأمر.
• تواصل مع جهة العمل
تواصل بصراحة مع جهة عملك إذا لزم الأمر لمناقشة أي تعديلات مطلوبة في جدول عملك أو مسؤولياتك خلال شهر رمضان من أجل تسهيل تركيزك في العمل.
• تناول الطعام، النوم، والراحة
تناول وجبة متوازنة للإفطار سيمكنك من قضاء اليوم التالي بدون مشاكل، ابدأ بتقليل استهلاكك للقهوة والسكر قبل أيام قليلة من شهر رمضان، وبذلك ستكون أول أيام رمضان أسهل، بالإضافة إلى ذلك، امنح الأولوية للراحة، أين ستكون أكثر تركيزًا ولن تشعر بالرغبة في التناول المفرط للطعام وشرب القهوة ولن تكون بحاجة إلى تناول الحلويات إذا كنت مستريحًا بشكل جيد .
• دفعة قوية
عليك بأخذ الفيتامينات قبل صلاة الفجر، أين تعتبر الفيتامينات مهمة للغاية لصحة الجسم حتى عندما لا نصوم .
بصفتك مسؤولًا :
• قم بالمناقشة مع الموظفين إلى أي حد يمكن تنظيم جداول عملهم، بحيث يبدؤون في العمل في وقت مبكر في الصباح عندما يكونون أكثر نشاطًا .
• • إعادة تنظيم المهام الوظيفية: توزيع المهام التي تشكل مخاطر.
• قدّم للموظفين الذين لا يمكنهم العمل من المنزل أقل قدر ممكن من المهام في الأحوال الجوية الحارة أو اتخذ احتياطات إضافية لتجنب الجفاف.
• كن متساهلا فيما يتعلق بالفواصل الزمنية، فبالنسبة للشخص الصائم، تكون بعض الفواصل القصيرة طوال اليوم أكثر فائدة من فاصل طويل في منتصف النهار.
• قم بدمج الموظفين الذين يصومون والذين لا يمكنهم العمل من المنزل في فريق عملٍ مع العمال الذين لا يصومون، ستتجنب بذلك حالات الخطر أو الأخطاء إذا كانوا أقل يقظة.
• هل يعمل موظفوك كفريق؟ قم بمناقشة مع باقي الفريق ما إذا كان يمكن لزملاء العمل الصائمين الانضمام إلى فرق العمل الليلية لأنهم أكثر إنتاجية في ذلك الوقت.
• إذا لم تكن تصوم لسبب أو لآخر، فيرجى إذا أمكن أن تتناول الطعام والشراب بعيدًا عن أعين الزملاء المشاركين.
• تمنى لزملائك في العمل صومًا مباركًا بقول “رمضان مبارك”، “صحة فطوركم”.