صحة جيدة لحياة أفضل

الضغط والقلق: كيف نساعد الأطفال على تجاوز الدخول المدرسي؟

حرر : جنات يعقوبي | أخصائية في علم النفس السريري
14 سبتمبر 2025

غالباً ما يُنظر إلى الدخول المدرسي على أنه لحظة مثيرة: لقاءات جديدة، تعلم جديد، وروتين جديد. لكن بالنسبة للعديد من الأطفال والمراهقين ترافق هذه المرحلة الانتقالية مشاعر من التوتر والقلق وأحياناً اضطرابات في النوم، ما قد يؤثر على صحتهم النفسية وأدائهم الدراسي.

فكيف يمكن التعرف على إشارات الإنذار ومرافقة الصغار بأفضل طريقة خلال هذه المرحلة المفصلية؟مجلة “صحتي، حياتي” تقدم لكم قائمة التحقق الخاصة بالصحة النفسية.

  • مرحلة الطفولة المبكرة (3 – 7 سنوات): الانفصال عن الوالدين يبقى المصدر الأساسي للقلق. كما أن المجهول (مدرسة جديدة، وجوه جديدة، بيئة مختلفة) قد يثير البكاء والرفض.
  • مرحلة التعليم الابتدائي (7 – 11 سنة): الاندماج الاجتماعي يصبح أمراً أساسياً. يخشى الأطفال من عدم تقبّل زملائهم لهم أو خذلان معلميهم، كما تبدأ الضغوط الدراسية بالظهور.
  • مرحلة المراهقة والشباب (12 – 18 سنة): تصبح المخاوف أكثر تعقيداً: ضغط الامتحانات والتوجيه الدراسي، البحث عن الهوية، الخوف من حكم الآخرين، والرغبة في الاستقلالية كلها عوامل تغذي توتراً قد يصعب التحكم فيه.

تختلف المظاهر من طفل لآخر، لكن بعض الأعراض تستدعي الانتباه:

  • جسدية: اضطرابات النوم، صداع، آلام في البطن، خفقان، فقدان أو زيادة في الشهية.
  • عاطفية: عصبية، بكاء متكرر، حزن، انعزال اجتماعي، فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
  • سلوكية: تجنب الحديث عن المدرسة، التسويف، رفض الذهاب إلى الصف، زيادة التعلق بالوالدين.

لذا فإن الكشف المبكر عن هذه العلامات يساعد على التدخل قبل أن يتحول القلق إلى مشكلة مستمرة.

  • تعزيز التواصل الإيجابي: الإصغاء دون أحكام، تشجيع التعبير عن المشاعر، وتطمين الطفل عبر تقبل مخاوفه.
  • وضع روتين ثابت: مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة، طقوس صباحية واضحة، والتحضير المسبق للدخول المدرسي.
  • تقوية الثقة بالنفس: تثمين الجهود، الإشادة بالنجاحات الصغيرة، واقتراح أنشطة مريحة (رياضة، رسم، موسيقى، تأمل).
  • ضبط استخدام الشاشات: خصوصاً قبل النوم لتشجيع نوم صحي.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: التنفس العميق، التناسق القلبي، اليوغا للأطفال أو حتى فترات استراحة بسيطة قد تقلل من القلق.

إذا بقي القلق شديداً أو مستمراً رغم هذه الإجراءات يُنصح باللجوء إلى مختص:

  • الأخصائي النفسي أو المعالج: للعمل على إدارة العواطف، تعزيز الثقة بالنفس، وتعلم تقنيات الاسترخاء.
  • طبيب نفس الأطفال (الطبيب النفسي للأطفال): عند تعارض القلق مع الدراسة أو الحياة اليومية (رهاب مدرسي، اكتئاب، وسواس قهري)، حيث يمكنه تقديم متابعة طبية وأحياناً علاج دوائي.
  • طبيب الأطفال: لاستبعاد الأسباب الطبية للأعراض الجسدية (آلام، اضطرابات النوم).
  • هيئوا أطفالكم تدريجياً للدخول المدرسي: زيارات للمدرسة، أحاديث إيجابية، لقاءات مع الزملاء الجدد.
  • شجعوا على التغذية السليمة والترطيب المنتظم: النظام الغذائي الجيد يساعد في مواجهة التوتر.
  • حافظوا على نشاط بدني منتظم: يحسن النوم، يقلل القلق ويحفز التركيز.
  • انتبهوا لمشاعركم أنتم أيضاً: فالتوتر عند الأهل قد ينتقل إلى الأطفال، لذا تصرفوا بهدوء وثقة لتكونوا قدوة.

إن الدخول المدرسي ليس مجرد خطوة أكاديمية، بل تحدٍ عاطفي كذلك، لذا التعرف على علامات التوتر مع خلق مناخ من الثقة واللجوء إلى مختص عند الحاجة كلها مفاتيح أساسية لمساعدة الأطفال والمراهقين على عبور هذه المرحلة براحة وطمأنينة.

الكلمات المفتاحية: توتر؛ دخول مدرسي.

مقالات في نفس الموضوع