صحة جيدة لحياة أفضل

الصحة الطبيعية: توازن شامل للرفاهية

حرر : البروفيسور مختار قيسوس |
29 ديسمبر 2024

لا تقتصر الصحة على غياب المرض، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، تشمل الصحة الرفاهية الجسدية والعقلية والاجتماعية، حيث إنها حالة ديناميكية من التوازن يجب الحفاظ عليها يوميًا، فالعودة إلى الممارسات الطبيعية تتجاوز كونها مجرد موضة، خاصة في مجال الصحة، كما أن كل من العلاج بالطبيعة، العلاج بالروائح، العلاج بالأعشاب… عبارة عن أساليب تقليدية تندمج بشكل متزايد مع الطب التقليدي، لذا دعونا نكتشف ما تعنيه هذه الأساليب وكيف يمكنها المساهمة في تحسين رفاهيتك. 

قد تضر عوامل مثل التغذية السيئة، والتوتر، وقلة النشاط البدني بالصحة حتى في غياب مرض واضح، لذلك من الضروري إدراك تأثير عاداتنا على رفاهيتنا الشاملة. 

– طبيعي مقابل ذو أصل طبيعي؟ 

المادة الطبيعية هي تلك المستخرجة من الطبيعة دون أي تحويل كيميائين وعلى النقيض من ذلك، فالمادة ذات الأصل الطبيعي تكون خضعت لتحويل معين، لكنها ما زالت تأتي من الطبيعة. 

– معايير المنتج الطبيعي 

يُعتبر المنتج طبيعيًا إذا كان يحتوي على ما لا يقل عن 95% من المكونات الطبيعية، أما إذا كانت النسبة أقل من ذلك، يُمكن فقط وصف المكونات بأنها طبيعية. 

– الانتباه إلى الالتباسات 

مصطلح “طبيعي” غير مُنظَّم، على عكس “عضوي” الذي يحميه ملصق AB، لذلك من المهم أن تكون حذرًا عند اختيار المنتجات. 

طبيعي / غير ضار: حتى المنتجات الطبيعية قد تنطوي على مخاطر، لذا لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تحل محل الاستشارة الطبية، ولكن يمكن استخدامها كإضافة مكملة.

تركز الصحة الطبيعية على نهج وقائي، فهي لا تقتصر على علاج الأعراض بعد ظهورها، بل تسعى لفهم السبب الجذري للاضطرابات ومعالجته، والهدف هو الحفاظ على رفاهية شاملة ومنع المشكلات قبل ظهورها، أين أصبحت الأساليب الوقائية الطبيعية معروفة في الوقت الحاضر وتُستخدم بشكل شائع.

العلاج بالطبيعة هو نهج طبيعي وشامل يهدف إلى تعزيز دفاعات الجسم واستعادة التوازن الجسدي والعاطفي، أين يعتمد على أساليب طبيعية مثل التغذية، العلاج بالأعشاب، تحسين نمط الحياة، وتقنيات الاسترخاء لمعالجة أسباب الاضطرابات بدلاً من الاكتفاء بعلاج الأعراض. 

العلاج بالطبيعة هو طب تقليدي يسعى إلى استعادة وتقوية قدرات الجسم الذاتية على الشفاء باستخدام أساليب طبيعية، حيث يأخذ هذا النهج بعين الاعتبار الفرد ككل، بما في ذلك عاداته الحياتية، بيئته، وتاريخه الطبي. 

وبعد إجراء تقييم شامل، يقدم المعالج بالطبيعة حلولا مخصصة قد تشمل تعديلات غذائية، تقنيات لإدارة التوتر، بالإضافة إلى مكملات غذائية أو نباتات طبية. 

الزيوت العطرية هي مستخلصات مركزة من النباتات تُستخدم لفوائدها العلاجية، تُعد جزءً من العلاج بالروائح الذي يهدف إلى تخفيف الأعراض، الوقاية من الأمراض، أو تحسين الشعور العام بالرفاهية. 

ونظرًا لتركيزها العالي، يجب استخدام الزيوت العطرية بحذر، خاصة عند الأطفال والحوامل، كما ينبغي الالتزام بأسلوب الاستخدام المناسب (تناول عن طريق الفم، تطبيق موضعي، أو استنشاق) لتجنب أي مخاطر. 

يعتمد العلاج بالأعشاب على استخدام النباتات لفوائدها العلاجية والوقائية، ويمكن أن تؤثر مستخلصات النباتات، سواء كانت على شكل شاي عشبي أو مغلي، بشكل كبير على الصحة. 

الزعتر: يُستخدم في شاي الأعشاب لتسهيل عملية الهضم. 

الهندباء البرية: تُستهلك غالبًا كمغلي لتخفيف الإمساك. 

يعتمد العلاج بالنحل على استخدام منتجات خلية النحل، مثل العسل، العكبر، الغذاء الملكي، وحبوب اللقاح لتحسين الصحة، فهذه المنتجات معروفة بخصائصها المضادة للميكروبات، المضادة للالتهابات ، فعلى سبيل المثال يستخدم العسل لخصائصه المهدئة والمساعدة على التئام الجروح، في حين يساعد العكبر في تعزيز جهاز المناعة ومكافحة العدوى. 

تركز التغذية العلاجية على تعديل النظام الغذائي لدعم الصحة والوقاية من الأمراض، أين تعتمد على استخدام أطعمة محددة لتعزيز الدفاعات الطبيعية، ومعالجة اضطرابات مثل السكري أو مشاكل الجهاز الهضمي، وتحسين توازن الميكروبيوم المعوي. 

وأمثلة ذلك تعتبر الخضار الصليبية والأوميغا-3 والكركم ذات فوائد كبيرة للصحة الجسدية والعقلية. 

تركز التغذية الدقيقة على توفير الكميات المثلى من الفيتامينات، المعادن، الأحماض الدهنية الأساسية، وغيرها من العناصر الغذائية اللازمة لعمل الجسم بشكل سليم، كما تهدف إلى تصحيح النواقص الغذائية والوقاية من الأمراض عبر تخصيص المكملات الغذائية لتناسب احتياجات كل فرد. 

تفضل مستحضرات التجميل الطبيعية استخدام المكونات النباتية والمعدنية لتطوير منتجات العناية بالبشرة الخالية من المواد الكيميائية والبارابين، حيث تعتمد على الزيوت العطرية، الزبدة النباتية، ومستخلصات النباتات لتغذية البشرة وترطيبها وحمايتها بلطف، كما أنها غالبًا ما تكون أكثر مراعاة للبيئة ومناسبة للبشرة الحساسة. 

تساعد تقنيات مثل السيوفولوجيا (Sophrologie)، والتأمل، واليوغا، والتنفس العميق في إدارة التوتر بالاضافة الى تحسين جودة النوم وتعزيز الثقة بالنفس، أين تساهم هذه الأساليب في تحقيق الاسترخاء الجسدي والذهني، تقليل التوتر وزيادة القدرة على التكيف مع صعوبات الحياة اليومية من خلال تحقيق توازن بين العقل والجسم. 

يستخدم العلاج بالتنويم المغناطيسي للوصول إلى اللاوعي ومعالجة الاضطرابات العاطفية والسلوكية مثل القلق، الرهاب، الإدمان، أو اضطرابات النوم، ومن خلال التنويم بالايحاء، يساعد هذا العلاج على تعديل السلوكيات والمشاعر السلبية لتعزيز الشعور بالرفاهية وإدارة التوتر. 

تقدم الصحة الطبيعية نهجًا شاملاً يهدف إلى الحفاظ على توازن الجسم والعقل، حيث يجمع هذا النهج بين أساليب الوقاية والعلاجات الطبيعية لتحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض، وكتكملة للعلاجات الطبية التقليدية، توفر هذه الممارسات بديلاً مستدامًا للعناية بالنفس، ومع ذلك من الضروري استشارة متخصص صحي مؤهل قبل تبني هذه الأساليب لضمان سلامتها وفعاليتها. 

الكلمات المفتاحية: الصحة؛ الطبيعة؛ طبيعي؛ عضوي؛ العناية؛ العلاج؛ التغذية؛ النباتات. 

مقالات في نفس الموضوع