صحة جيدة لحياة أفضل

التهاب الزائدة الدودية: في أي جهة؟ 

حرر : د. سماح صخاري | دكتورة في الطب
2 ديسمبر 2024

التهاب الزائدة الدودية هو التهاب حاد في الزائدة، وهي عضو صغير يقع في قاعدة الأمعاء الغليظة، ورغم أن هذه الحالة شائعة بين الأطفال والشباب، إلا أن تشخيصها قد يكون صعبًا أحيانًا. 

التهاب الزائدة الدودية هو التهاب مفاجئ للزائدة، وهي بروز صغير يشبه الأنبوب في بداية الأمعاء الغليظة ، وتلعب الزائدة دورًا في الدفاعات المناعية للجسم لأنها جزء من الأعضاء اللمفية، مثل العقد اللمفية، ويحدث الالتهاب غالبًا عندما تُسد الزائدة بسبب فضلات البراز أو الطفيليات أو الجراثيم، مما يؤدي إلى العدوى. 

يتخذ التهاب الزائدة الدودية شكلين: 

  1. التهاب الزائدة الحاد: يظهر بشكل مفاجئ مع آلام شديدة في البطن ويتطلب تدخلًا سريعًا، وهو أكثر شيوعًا بين سن 10 و30 عامًا، مع ذروتين بين 10-14 عامًا و25-34 عامًا. 
  2. التهاب الزائدة المزمن: أقل شيوعًا، يتمثل في ألم بطني مستمر لكنه متقطع، كما أن تشخيصه أكثر صعوبة لأن أعراضه تكون أقل وضوحًا. 

عادةً، تقع الزائدة الدودية في “الحفرة الحرقفية اليمنى”، فوق طية الفخذ مباشرة، ولذلك تظهر آلام التهاب الزائدة الحاد في هذه المنطقة، ومع ذلك، توجد اختلافات تشريحية تشمل: 

  • زائدة تحت الكبد: في بعض الحالات قد تكون الزائدة تحت الكبد، لكنها تظل في الجهة اليمنى. 
  • زائدة خلف الأعور: قد تكون الزائدة خلف الأعور، مما يؤدي إلى انتشار الألم بشكل أكثر في أسفل البطن. 

وعليه رغم أن الألم يكون عادةً في الجهة اليمنى، إلا أن التهاب الزائدة قد يسبب ألمًا منتشرًا أو يظهر في الجهة اليسرى في بعض الحالات النادرة. 

الأعراض النموذجية لالتهاب الزائدة الحاد تشمل: 

  • ألم بطني مستمر: غالبًا في الجزء السفلي من البطن قرب السرة أو في الجهة اليمنى أعلى الفخذ. 
  • حمى خفيفة : (حوالي 38.5 درجة مئوية). 
  • غثيان وقيء. 
  • فقدان الشهية. 
  • إمساك أو أحيانًا إسهال. 
  • ألم عند الضغط على البطن (دليل على تهيج الغشاء البريتوني). 

وفي حالة ظهور هذه الأعراض، من الضروري الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب، والاتصال بطبيب فورًا أو طلب الطوارئ. 

لا يجب تناول الملينات، لأنها قد تزيد من خطر تمزق الزائدة. 

يرتبط التهاب الزائدة غالبًا بانسدادها بسبب بقايا الطعام، أو الفضلات، أو الطفيليات أحيانًا، أين يهيئ هذا الانسداد بيئة مناسبة للعدوى. 

أما إذا تمزقت الزائدة، فقد تنتشر البكتيريا الموجودة فيها إلى التجويف البطني، مما يؤدي إلى التهاب الغشاء البريتوني. 

ورغم أن الأسباب الدقيقة للانسداد غير معروفة غالبًا، لكن التهاب الزائدة يصيب بشكل رئيسي الأطفال والشباب، ربما بسبب النشاط الأكبر لجهاز المناعة لديهم. 

يمكن تأكيد التشخيص من خلال: 

  1. ارتفاع خلايا الدم البيضاء: ارتفاع عدد الكريات البيضاء يشير إلى وجود عدوى. 
  2. البروتين المتفاعل-C: ارتفاعه يدل على وجود التهاب. 
  3. الأشعة المقطعية للبطن: هي الأكثر دقة لتشخيص التهاب الزائدة، حيث توضح الزائدة الملتهبة وعلامات العدوى في الأنسجة المحيطة. 
  4. الموجات فوق الصوتية للبطن: أقل دقة من التصوير المقطعي، لكنها تستخدم غالبًا للنساء الحوامل والأطفال لتجنب التعرض للإشعاع. 

علاج التهاب الزائدة الدودية يكون عادة جراحيًا، فالعملية المعروفة بـ”استئصال الزائدة” هي الإجراء القياسي، اين يمكن إجراء هذه العملية إما عن طريق الجراحة المفتوحة التقليدية أو باستخدام تقنية “تنظير البطن”، التي تُعد أقل توغلاً وتسمح بالتعافي بشكل أسرع. 

وفي 90% من الحالات، يتم علاج التهاب الزائدة باستخدام “تنظير البطن”، حيث تُجرى ثلاث شقوق صغيرة لإزالة الزائدة باستخدام كاميرات وأدوات دقيقة، كما تتميز هذه الطريقة بتقليل الندوب وتسريع وقت التعافي. 

إذا تم علاج التهاب الزائدة بسرعة، تكون المخاطر محدودة، لكن إذا تمزقت الزائدة وانتشرت العدوى، فقد يؤدي ذلك إلى ”التهاب الغشاء البريتوني”وهو التهاب خطير للغشاء الذي يغطي الأعضاء البطنية، كما تتمثل أعراض التهاب الغشاء البريتوني في آلام شديدة في البطن، ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وعلامات صدمة. 

أما في حالة التهاب الغشاء البريتوني، يكون التدخل الجراحي الطارئ ضروريًا، وعادة ما يصاحبه علاج مكثف بالمضادات الحيوية، ورغم أن التهاب الغشاء البريتوني يُعد حالة طارئة خطيرة، فإنه يُعالج بشكل جيد في البلدان المتقدمة، خاصة عند التدخل في الوقت المناسب. 

التهاب الزائدة الدودية حالة شائعة، خاصة بين الأطفال والشباب، وفي حالة الشعور بآلام مفاجئة في البطن مصحوبة بغثيان وحمى، من الضروري استشارة الطبيب فورًا لتجنب مضاعفات خطيرة، كما أن عملية استئصال الزائدة تُعتبر بسيطة عند إجرائها بتنظير البطن، وتكون النتائج جيدة إذا تم التعامل مع العدوى في وقت مبكر. 

الكلمات المفتاحية: التهاب الزائدة الدودية؛ ألم؛ علاج؛ تنظير البطن؛ مرض؛

مقالات في نفس الموضوع