
رغم أننا جميعًا نُقدّر فوائد الشمس مثل تأثيرها الإيجابي على المزاج ودورها في إنتاج فيتامين “د”، من المهم أن نتذكر أنها تنطوي أيضًا على مخاطر. ففي الجزائر تكون أشعة الشمس قوية بشكل خاص بين شهري ماي وأوت. لذلك سواء كنتم في حديقة منزلكم، على شرفة مقهى، على الشاطئ، في الجبل أو في الريف، تمارسون الرياضة أو تكتفون بالتنزه، احرصوا على حماية أنفسكم، وهذا ما يضمن أن تبقى الشمس مصدرًا للمتعة في جميع أنشطتكم الخارجية.
ولحمايتكم، تذكّركم مجلة “صحتي، حياتي” بالإجراءات الأساسية للاستمتاع بالشمس بأمان.
مجموعة من الاحتياطات لحماية فعّالة من مخاطر الشمس:
- ابحثوا عن الظل وتجنبوا التعرض المباشر للشمس بين الساعة 11 صباحًا و 4 مساءً: في هذه الأوقات تكون الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس في ذروتها، لذلك أثناء قيامكم بأنشطتكم الخارجية، ابحثوا عن أماكن مظللة ولا تنسوا أنه حتى على الشاطئ، تظل المظلة الشمسية مفيدة لكنها لا توفر حماية كاملة بسبب انعكاس أشعة الشمس على الرمال.
- احموا أنفسكم بارتداء قميص، نظارات شمسية وقبعة: الملابس (الجافة) حتى وإن كانت خفيفة، تُعد حاجزًا فعّالًا ضد الأشعة فوق البنفسجية وتُعتبر أفضل وسيلة للحماية من الشمس، كما أن النظارات الشمسية ضرورية، ويفضل أن تكون كبيرة تغطي جيدًا جوانب الوجه، مع التأكد من مطابقتها لمعيار CE (ويُفضل CE3 أو CE4) لضمان حماية حقيقية ، في حين أن القبعة تحمي العينين والوجه، ويفضل اختيار قبعة ذات حواف عريضة تغطي أيضًا الرقبة.
قوموا بوضع كريم واقٍ من الشمس بانتظام

- يجب وضع الكريم الواقي من الشمس بطبقة كافية على جميع أجزاء الجسم غير المغطاة بالملابس. يُنصح باختيار واقٍ بدرجة حماية عالية (عامل حماية 30 على الأقل، ويفضل 50 في الظروف القصوى)، ويجب أن يكون فعالًا ضد كل من الأشعة فوق البنفسجية B وA.
- كرروا وضع الكريم كل ساعتين، وبالطبع بعد كل سباحة.
- انتبهوا، فإن استخدام الكريم الواقي لا يعني أنه يمكنكم البقاء تحت الشمس لفترة أطول، فالحماية التامة لا يوفرها إلا اللباس.
احموا أطفالكم أكثر
- يُمنع تعريض الرضّع لأشعة الشمس نهائيًا.
- أما الأطفال والمراهقون فيجب أن يتخذوا احتياطات خاصة، لأن بشرتهم وعيونهم تبقى حساسة وهشة حتى سن البلوغ. فحروق الشمس والتعرض المتكرر لها خلال الطفولة تُعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطانات الجلد (مثل الميلانوما) في سن الرشد، كما أن عدسة العين التي تكون شفافة خلال الطفولة والمراهقة، لا تستطيع لعب دور الحاجز الطبيعي ضد الأشعة فوق البنفسجية.
فَهم المخاطر
- خطر الشمس الرئيسي يتمثل في الأشعة فوق البنفسجية (UV):
هذه الأشعة يمكن أن تصدر من مصادر طبيعية (مثل الشمس) أو صناعية (مثل مصابيح التسمير)، وهي غير مرئية للعين المجردة ولا تُسبب شعورًا بالحرارة.
ورغم أن مخاطر الأشعة فوق البنفسجية B معروفة منذ زمن، إلا أن خطر الأشعة A اكتُشف مؤخرًا. ومع ذلك فكلا النوعين خطيران لأنهما يخترقان الجلد ويمكن أن يُلحِقا الضرر بالعيون.
هذا وتشكل الأشعة A حوالي 95% من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض، وهي تمر بسهولة عبر الغلاف الجوي. أما الأشعة B فتُصفّى بشكل أفضل، لكن شدتها تزداد خلال ساعات النهار، وتكون أقوى كلما اقتربنا من خط الاستواء.
- التعرض للشمس يحمل مخاطر:
– على الجلد: حروق شمسية، شيخوخة مبكرة، حساسية، وفي أخطر الحالات، سرطانات الجلد (الميلانوما والسرطانات الأخرى).
– على العيون: قد تظهر إصابات خطيرة على المدى القصير مثل التهاب العين الحاد (وهو بمثابة “ضربة شمس” للعين)، أو على المدى الطويل مثل إعتام عدسة العين أو تنكس الشبكية.
الكل معني، لكننا لسنا متساوين في مواجهة الشمس:
أنت أكثر عرضة للخطر إذا:
- كانت بشرتك فاتحة، وشعرك أشقر أو أحمر، وعيناك فاتحتين، وتجد صعوبة في اكتساب السمرة؛
- لديك العديد من الشامات (أكثر من 50)؛
- لديك شامات خلقية أو غير نمطية (كبيرة، غير منتظمة الشكل)؛
- لديك تاريخ عائلي من الميلانوما؛
- تتناول أدوية قد تجعلك أكثر حساسية لأشعة الشمس (تُعرف بـ”التحسس الضوئي”).
توخَّ الحذر تحت الشمس، وافحص جلدك بانتظام عند طبيب عام أو أخصائي جلد، وإذا لاحظت وجود شامة أو بقعة غير منتظمة في الشكل أو تغيرت بشكل سريع (في الحجم أو اللون أو السماكة)، من الضروري استشارة الطبيب فورًا، فالميلانوما إن لم تُكتشف مبكرًا، قد تكون قاتلة بسبب انتشارها السريع في الجسم، كما أنه ورغم أهمية الوقاية، من الضروري أيضًا القيام بفحص سنوي لدى طبيب الجلد.
الكلمات المفتاحية: واقي شمسي؛ شمس؛ تسمير؛ أشعة فوق بنفسجية؛ بشرة؛ Venus.