بصفتي صيدليا و مالكا لصيدلية و بعد حوالي عشرين عاما من الممارسة، وجهت نظري نحو العلاج بالعطور، ثم ذهبت لأتلقى تكوينا بـ “مونتوبوليي”، و منذ ذلك الحين و شغفي بالزيوت الأساسية متمركز في قلب أعمالي .
بينما نلاحظ العودة المستمرة للأوبئة و الجوائح، و أمام مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، صار بحوزتنا تشكيلة حقيقية من الجزيئات العطرية، التي تتمتع بقدرات عظيمة في القضاء على الالتهابات المعدية و الباكتيرية، و القيام بتنشيط دفاعاتنا المناعية الطبيعية، كما تساعد في التخفيف من الآلام البسيطة للحياة اليومية.
و نظرا لخصائصها العلاجية القوية، تستحق الزيوت الأساسية المستخلصة من تقطير الأعشاب العطرية، احتلال مكانة مهمة في الطب المعاصر، لكن إذا ما تعلق الأمر بالأمراض الخطيرة، فالطبيب المعالج وحده بإمكانه الجزم بعد القيام بالتشخيص و اقتراح علاج ملائم لحالة كل مريض.
لقاء جميل جعلني أضاعف من اهتمامي بالطب البديل، و خاصة الذي تٌستعمل الزيوت العطرية فيه، و هو لقائي بـ “فرانسوا فول”، مولوع آخر بهذه الزيوت و يسمى بـ “تشي ڨيفارا الجيرانيوم”، و نحن مدينون له بعودة الشعبية التي يعرفها الطب البديل اليوم و إعادة إنتاج الزيوت الأساسية في الجزائر و التي اختفت منذ سنة 1970.
و زيادة على ذلك فقد اقترح علي المشاركة في إطلاق دورات تكوينية لفائدة الصيادلة، الأطباء و الطلاب في مرحلة التخرج، مما مكنني من إيصال شغفي بالزيوت الطبيعية للمشاركين في هذه الدورات، و دعوتهم إلى إعادة التركيز على الرفاهية و إكتساب الوسائل المساعدة على ايقاظ المشاعر الإيجابية في القلب، الجسم و الروح.
و قد لاحظت بصيدليتي في السنوات الأخيرة الطلب المتزايد من قبل المرضى الذين صاروا يلجؤون إلى مواد طبيعية لمعالجة مشاكلهم الصحية الأكثر شيوعا، مما دفعني إلى توسيع تشكيلتي و اقتراح علاجات عطرية، و بخلاف ذكري لضرورة الزيارات الطبية، فأنا أذكر دائما بإحتياطات استعمال الزيوت العطرية و مضاداته أيضا، كونها مواد غاية في التركيز و الفعالية كما تعد حلا طبيعيا و فعالا لكل مشاكل الصحة البسيطة، و ذلك سواء في إطار عفوي أو من باب النصيحة.
أظن أن الوقت قد حان للعودة إلى الأساس و الإلمام بالقدرات الخفية للزيوت الأساسية، و التي تحسن من توازن الجسم و العقل و توفر حلولا مكملة للطب الشعبي، تماما مثل استخدام العلاجات العطرية لجلب السعادة و الرفاهية.
د. ايت عمار. س