لا تُعدّ صورة الرنين المغناطيسي للدماغ وفقًا لبعض المختصين، إجراءً منهجيًا ضروريًا للنساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل المحتوية على مادة “ديزوغيسترل”. فرغم أنه تمّ رصد خطر ضئيل جدًا للإصابة بورم السحايا لدى النساء فوق سنّ 45 عامًا اللواتي يستخدمن هذه “ micropilule ” لفترة طويلة، إلا أن هذا الخطر يبقى أقل مقارنة بأنواع أخرى من البروجستينات.
الرنين المغناطيسي للدماغ: أداة أساسية لتشخيص الاضطرابات العصبية
تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي هو فحص طبي متقدّم يتيح الحصول على صور دقيقة ومفصّلة للدماغ والبُنى المحيطة به.لكن متى يُطلب إجراء هذا الفحص؟
يُوصى بالرنين المغناطيسي للدماغ في العديد من الحالات الطبية، منها:
– تحديد أسباب نوبات الصرع: من خلال البحث عن البؤر المسؤولة عن التشنجات.
– استكشاف آلام الرأس المزمنة: للكشف عن أسباب كامنة مثل الأورام أو تمدد الأوعية الدموية أو التشوّهات الوعائية.
– رصد الجلطات والنزيف الدماغي: حيث يساعد التصوير على إظهار المناطق المتضررة وتقييم مدى الأضرار.
– تشخيص أورام الدماغ: لتحديد موقع الورم وحجمه وطبيعته.
– متابعة الأمراض العصبية التنكسية: مثل مرض ألزهايمر أو باركنسون أو التصلّب اللويحي.
– تقييم إصابات الرأس: لتحليل الأضرار بعد التعرّض لصدمة قوية.
خطر منخفض لكن تحت المراقبة
تشمل الحبوب المعنية بهذه الملاحظة التجارية أسماء مثل: Optimizette، Cérazette، Antigone، Lactinette، Elfasette، Clareal، Desopop، إضافة إلى العديد من النسخ الجنيسة.
وقد كشفت دراسة نُشرت نهاية عام 2024 من قبل “مجموعة إبي-فار” (Epi-Phare) أن الاستخدام المطوّل (أكثر من خمس سنوات) لمادة ديزوغيسترل بجرعة 75 ميكروغرامًا بمفردها قد يزيد من خطر الإصابة بورم السحايا لدى النساء فوق سن 45. ورغم أن هذا الورم يُعتبر حميدًا، إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات عصبية خطيرة إذا تطوّر.
الرنين المغناطيسي: فحص يُوصى به فقط عند ظهور الأعراض

وفقًا لهؤلاء المختصين لا ينبغي اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي الدماغي إلا في حالات محددة منها:
- عند ظهور أعراض توحي بإمكانية وجود ورم السحايا، مثل الصداع المستمر، اضطرابات في الرؤية، أو في النطق.
- عند الشروع في تناول دواء “ديزوغيسترل”: إذا كانت المريضة قد استعملت سابقًا ولمدة تتجاوز السنة، نوعًا أو أكثر من البروجستينات المصنّفة ضمن الأدوية عالية الخطورة.
أما بالنسبة للبروجستينات التي تُعتبر ذات خطر مرتفع للإصابة بورم السحايا، مثل: أندروكور (Androcur)، لوتينيل (Lutényl)، لوتيران (Lutéran)، كولبرون (Colprone)، وديبو بروفيرا (Depo Provera)، فيُوصى بإجراء رنين مغناطيسي بشكل منهجي كإجراء وقائي.
إعادة تقييم وسيلة منع الحمل بعد سن الـ45
ويشدّد المختصون على أهمية أن تُعيد النساء، خصوصًا بعد بلوغ سن 45، تقييم وسيلة منع الحمل المستعملة بانتظام مع الأخذ بعين الاعتبار:
- العمر والتاريخ الطبي
- نمط الحياة وتفضيلات المرأة
- الفوائد والمخاطر المرتبطة بوسائل منع الحمل الهرمونية
ويأمل هؤلاء المختصون أن يتم التنبيه إلى هذه المخاطر في النشرات المرافقة للعلب الدوائية الخاصة بالحبوب المعنية.
ديزوغيسترل وسنّ اليأس: استخدام غير موصى به
وفي الختام، يُؤكَّد أن مادة ديزوغيسترل لا ينبغي استخدامها كعلاج هرموني لانقطاع الطمث (سن اليأس)، إذ أن استعمالها مخصّص فقط لمنع الحمل، ولا تصلح لإدارة الأعراض المرتبطة بمرحلة ما بعد انقطاع الدورة الشهرية.
رغم أن خطر الإصابة بورم السحايا المرتبط بـ”ديزوغيسترل” يُعد ضعيفًا، فإن التحلي بدرجة عالية من اليقظة يبقى ضروريًا، خاصة لدى النساء فوق 45 سنة. وتُعد إعادة التقييم السنوي لوسيلة منع الحمل أمرًا جوهريًا لتكييف العلاج حسب الاحتياجات الفردية والعوامل الصحية المحتملة.
الكلمات المفتاحية: حبوب منع الحمل؛ المرأة؛ وسائل منع الحمل؛ منع الاستخدام؛ الرنين المغناطيسي؛ الصحة؛ سن اليأس.