سلطت عدة دراسات الضوء على الآثار الضارة للديون على صحة الأفراد، أين كشفت أحد البحوث حول الروابط بين الثروة والتفاوتات الاجتماعية المتعلقة بالصحة على أن المستوى المرتفع من الديون مرتبط بزيادة ضغط الدم، والسمنة ومشاكل الصحة العقلية، وتدهور الحالة الصحية العامة، ولأجل هذا تتناول معكم “صحتي، حياتي” هذا الموضوع الذي يمس عددًا كبيرًا من الأفراد.
مستوى التوتر يصل إلى 9.8/10 لدى المدينين
يُعترف على نطاق واسع بأن التوتر المرتبط بالديون هو المساهم الرئيسي في المشاكل الصحية، حتى عندما لا يواجه الأفراد المدينون أي عقبات في سداد ديونهم، أين يشير الخبراء إلى أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في السداد يكونون عرضة لمستوى توتر أعلى بكثير.
ووفقًا للأبحاث، يصل مستوى التوتر المرتبط بالديون في المتوسط إلى 2.9 على مقياس من 1 إلى 10، حيث يمثل 1 “لا توتر” و10 يمثل “توتر شديد للغاية”، أما بالنسبة لأولئك الذين يواجهون صعوبة في الوفاء بالتزاماتهم المالية، يرتفع هذا الرقم إلى 9.8، في حين يلاحظ الباحثون أن هذا المستوى المرتفع من التوتر مرتبط بعواقب صحية ضارة متنوعة، كما يمكن أن يشعر الأفراد بإحساس بالعجز تجاه وضعهم المالي، مما قد يؤدي إلى نوبات من الضيق العاطفي وانخفاض في جودة الحياة.
الديون والاضطرابات العقلية والنفسية
يمكن أن يساهم الضغط المالي في مشاكل الصحة العقلية مثل:
- القلق
- الاكتئاب
- اضطرابات مرتبطة بالضغط النفسي ما بعد الصدمة
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة: حيث أنه وتحت تأثير التوتر، يحدث انخفاض في تدفق الدم والنشاط الكهربائي في الفص الجبهي والقشرة الأمامية الجبهية، بينما تزداد في أجزاء الدماغ التي تنظم وظائف البقاء مثل اللوزة الدماغية، ونظرًا لأن هذه المناطق من الدماغ تساهم في القدرات مثل حل المشكلات، التركيز، التخطيط والتحكم في الاندفاعات، فإن خللها يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة.
- الأفكار الانتحارية.
الديون وتقليل الروابط الاجتماعية (العار)
من جهة أخرى ، أكد الباحثون أن حالة المديونية يمكن أن تكون مصحوبة بوصمة اجتماعية معينة، مما يدفع الأفراد إلى إخفاء وضعهم، حيث يمكن أن يؤدي هذا الإخفاء إلى تقليل الروابط الاجتماعية، مما قد يساهم في دوامة من الصعوبات، لأن نقص الدعم الاجتماعي يمكن أن يزيد أيضًا من تفاقم مشاكل الصحة العقلية ويزيد من التوتر.
الديون والآثار الجسدية على الجسم
كما حذر الباحثون من الآثار الضارة للتوتر على الصحة، مشيرين إلى أن التوتر يمكن أن يصبح ضارًا بشكل خاص عندما تكون مدته طويلة أو شدته مرتفعة.
ويرتبط التوتر المزمن بشكل خاص بزيادة خطر الإصابة بالأمراض:
- القلبية الوعائية
- اضطرابات الجهاز الهضمي
- اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي
- السكري
- تدهور الوظائف المعرفية
- الصداع
- اضطرابات النوم
- مشاكل الصحة العقلية
- زيادة مخاطر حوادث العمل
- إضعاف الدفاعات المناعية مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للأمراض والعدوى.
الديون والعادات السيئة ونمط الحياة
يمكن أن يؤثر الضغط المالي أيضًا على السلوكيات المتعلقة بالصحة، فعلى سبيل المثال، قد يكون الأفراد تحت الضغط المالي أكثر عرضة لاعتماد سلوكيات غير صحية يمكن أن تزيد من تفاقم مشاكلهم الصحية مثل:
- الإفراط في استهلاك الكحول
- تعاطي المخدرات
- استهلاك العقاقير النفسية
- التدخين
- نظام غذائي غير متوازن.
لا تدعوا المشاكل المالية تدمر صحتكم
عندما تواجه صعوبات مالية، قد تبدو الحالة ميؤوسًا منها ، ومما لاشك فيه أن أن العثور على حل في مثل هذه الظروف ليس أمرا سهلا ، خاصة لأولئك الذين يجدون صعوبة في تغطية نفقاتهم ،ومع ذلك، هذا لا يعني أنك وحدك في مواجهة مشاكلك.
- اطلب النصيحة: إذا كنت تشعر بالإرهاق بسبب مشاكلك المالية ولا تعرف من أين تبدأ، يمكن لنصيحة من قريب أو من مختص أن تساعدك على التجاوز .
- ابحث عن آليات دفاع صحية: عندما تستمر أعراض التوتر ، يفاقم هذا الأمر أعراضنا الجسدية والعقلية عبر اتباع عادات صحية غير صحيحة ، لهذا السبب من الضروري إيجاد طرق بسيطة وصحية لإدارة التوتر، بالإضافة إلى البحث عن مساعدة المختصين ، جرب أنشطة مثل:
– الرياضة: الجري، السباحة، إلخ.
– الفن: الرسم، الموسيقى، إلخ.
– الطبخ
– الصلاة
– التأمل أو أي نشاط استرخائي آخر يمكن أن يساعدك في تهدئة توترك والتركيز.
- اتبع العلاج: إذا لاحظت أن صحتك النفسية تتدهور بسبب المشاكل المالية والتوتر، فكر في متابعة العلاج، إذ يمكن للمعالج أن يوفر لك مساحة آمنة لمشاركة مخاوفك ويقدم لك علاجًا مناسبًا، كما أن هناك طرق لجعل تكلفة العلاج أكثر سلاسة، مثل البحث عن معالجين يقدمون أسعارًا مخفضة أو خيارات دفع مرنة، أو استكشاف خدمات العلاج عبر الإنترنت التي قد تكون أقل تكلفة.
لذا من المهم التعرف على مشاكل الديون والتعامل معها بشكل استباقي للحفاظ على صحة ورفاهية الأفراد المعنيين.
ش.ب