صحة جيدة لحياة أفضل

التمر: فاكهة جافة غنية بالبوتاسيوم، مثالية للكليتين

حرر : د. سعاد إبراهيمي | أخصائية في أمراض الكلى
27 يناير 2025

تعتبر الفواكه الجافة المركزة بالمواد الغذائية بفضل تجفيفها، حليفاً مهماً للصحة، ومن بين هذه الفواكه، تبرز فاكهة التمر بشكل خاص لفوائدها على الكليتين، فقد كشفت دراسة نشرت في مجلة “Food Bioscience” أن هذه الفاكهة الجافة تشكل حماية حقيقية للكليتين.

يمتلك التمر خصائص قوية مضادة للأكسدة، فهو غني بالمغنيسيوم، الفلافونويدات، متعدد الفينول ، الأنثوسيانين وأشباه الكاروتينات ، أين تحمي هذه المركبات الكليتين عن طريق تقليل الالتهابات وتحسين وظيفتها في تصفية السموم، كما يؤخر التمر الإصابة بالفشل الكلوي ويمنع تكون الحصوات، بالإضافة إلى هذه الفوائد فإنه ينظف المسالك البولية، مما يجعله علاجاً طبيعياً حقيقياً للكليتين.

يعد التمر مهماً بشكل خاص بفضل محتواه من البوتاسيوم، حيث توفر حصة من ثلاث تمرات حوالي 350 ملغ من البوتاسيوم أي حوالي 10% من احتياجات الشخص البالغ اليومية، وهذا المعدن أساسي لأنه يساعد على التخلص من النفايات ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض الكلوية المزمنة، وقد أظهرت دراسة أجريت في عام 2019 بمشاركة أكثر من 5000 شخص، أن النظام الغذائي الغني بالبوتاسيوم مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض الكلوية.

ويعتبر البوتاسيوم ضروري لوظيفة الخلايا والأعصاب والعضلات، لذا من المهم للجسم الحفاظ على مستوى البوتاسيوم في الدم ضمن حدود ضيقة، فقد يؤدي مستوى البوتاسيوم المرتفع جداً (فرط بوتاسيوم الدم) أو المنخفض جداً (نقص بوتاسيوم الدم) إلى عواقب كبيرة، حيث يتم تخزين كمية كبيرة من البوتاسيوم داخل الخلايا ويمكن للجسم استخدامها للحفاظ على مستوى ثابت من البوتاسيوم في الدم.

يجب الحفاظ على توازن البوتاسيوم، وخاصة من خلال التحكم في كمية البوتاسيوم التي يتم تناولها وكمية التي يتم التخلص منها، أين يتم امتصاص البوتاسيوم بشكل رئيسي من الطعام والشراب ويتم التخلص منه أساساً عبر المسالك البولية، كما يتم فقدان كمية صغيرة أيضاً في الجهاز الهضمي والعرق.

على الرغم من أن التمر مفيد لمعظم الأشخاص، من المهم الاعتدال في تناوله في حالة الفشل الكلوي، فالإفراط في تناول البوتاسيوم قد يجهد الكليتين، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في وظائف الكلى، بالمقابل بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل كلوية، يعتبر تناول ثلاث تمرات يومياً آمناً تماماً.

يتراوح المدخول اليومي المتوسط من البوتاسيوم بين 40 و 120 ملي مول، فالكليتان مسؤولة عن تنظيم توازن البوتاسيوم، حيث تقومان بتصفية حوالي 800 ملي مول من البوتاسيوم يومياً، لذا يجب أن يتراوح مستوى البوتاسيوم في الدم، أو الكاليميا، بين 3.5 و 4.5 ملي مول/لتر لدى البالغين الصائمين.

الكميات اليومية الموصى بها من البوتاسيوم هي كما يلي:

  • 750 ملغ للأطفال من 7 إلى 12 شهراً 
  • 800 ملغ للأطفال من 1 إلى 3 سنوات 
  • 1100 ملغ للأطفال من 4 إلى 6 سنوات 
  • 1800 ملغ للأطفال من 7 إلى 10 سنوات 
  • 2700 ملغ للأطفال من 11 إلى 14 سنة 
  • 3500 ملغ للمراهقين بدء من 15 سنة 
  • 4000 ملغ (4 غرامات) للنساء المرضعات

يمكن أن تختلف احتياجات البوتاسيوم وفقاً للعمر، الحالة الصحية، ووجود حالات طبية مثل الفشل الكلوي.

التمر لذيذ بمفرده كوجبة خفيفة، ولكن يمكن أيضاً إضافته إلى العديد من الأطباق، أين يضيف لمسة حلوة إلى الزبادي، الحلويات، أو الأطباق المالحة مثل الطواجن، الكسكس، أو اللحوم المطبوخة في الصلصة.

باختصار يعتبر التمر خياراً ممتازاً للحفاظ على صحة الكليتين، ولكن كما هو الحال مع أي طعام يجب تناوله بحذر.

مقالات في نفس الموضوع