صحة جيدة لحياة أفضل

ترامادول… هل يجب الخوف من المواد الأفيونية؟ 

حرر : د. ابراهمي سعاد | دكتورة في الطب
19 يناير 2025

المواد الأفيونية مثل البريغابالين والترامادول وتريهكسيفينيديل (Trihexyphenidyl) ، هي أدوية مسكنة قوية، لكنها غالبًا ما ترتبط بمخاطر الإدمان، كما تحظى هذه الأدوية بشعبية كبيرة في الجزائر، حيث تلقى ملايين الجزائريين وصفات طبية لها، لكن مع تزايد حالات سوء الاستخدام والمخاطر الخطيرة الناجمة عن الاستعمال غير المناسب، تم اتخاذ قرار بتشديد القوانين، فمنذ فيفري 2024، أصبحت هذه الأدوية تخضع لوصفات طبية مؤمّنة، تمامًا مثل نظيراتها الأقوى مثل المورفين.

تم تصنيف البريغابالين والترامادول  و تريهكسيفينيديل (Trihexyphenidyl)على أنها مواد نفسية التأثير من قبل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ، وفي قرار مؤرخ بـ 14 فيفري 2024، نُشر في الجريدة الرسمية رقم 37 بتاريخ 5 جوان الماضي، أدرجت وزارة الصحة في قائمة المنتجات المصنفة كمواد نفسية التأثير بريغابالين، التي تُستخدم لعلاج الصرع، والترامادول وهو مسكن للألم، و و تريهكسيفينيديل (Trihexyphenidyl) المستخدم في علاج مرض باركنسون. 

ولكن هل ينبغي القلق بشأن وصفها؟ لا، طالما يتم استخدامها بشكل صحيح، فالنصائح المتعلقة بالاستخدام الآمن ضرورية لتجنب المخاطر مع الاستفادة من فعاليتها. 

تُستخدم المواد الأفيونية مثل الترامادول بشكل أساسي لعلاج الآلام الحادة المعروفة باسم حس الألم ( nociceptives ) الناتج عن إصابات الأنسجة المحيطية مثل الحروق، الصدمات، وما بعد العمليات الجراحية، ومع ذلك فهي ليست مناسبة لجميع أنواع الألم، وعلى سبيل المثال، يجب علاج آلام الأسنان أو آلام أسفل الظهر الحادة أولًا باستخدام أدوية مثل باراسيتامول (Paracétamol ) أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ،أما في حالة المغص الكلوي، فتُعتبر مضادات الالتهاب الستيرويدية أكثر فعالية من المواد الأفيونية.

بالإضافة إلى ذلك، لا تُعدّ المواد الأفيونية مناسبة لعلاج الصداع النصفي، كما يُوصى بتجنب الأدوية التي تحتوي على مسحوق الأفيون، مثل Lamaline وIzalgi ، حتى وإن لم تخضع بعد لنفس القيود المفروضة على الترامادول  و كودين .

بعض المواد الأفيونية الدوائية: 

  • الأوكسيكودون (Oxycodone
  • المورفين (Morphine
  • هيدرومورفين (Hydromorphone)
  • فينتانيل (Fentanyl
  • الكودين (Codéine
  • الميثادون (Méthadone)

على الرغم من أن المواد الأفيونية تُوصف غالبًا لعلاج الألم، إلا أن استخدامها قد ينطوي على مخاطر صحية، بما في ذلك الإدمان وخطر الجرعة الزائدة. وقد يؤدي الاستخدام غير المناسب حتى تحت إشراف طبي، إلى عواقب وخيمة على المستخدم. 

للحد من المخاطر المرتبطة باستخدام المواد الأفيونية الموصوفة، يجب اتباع الاحتياطات التالية: 

  • تجنب خلطها مع مثبطات أخرى مثل الكحول أو بنزوديازيبين  (Benzodiazépines). 
  • الالتزام التام بالجرعة والتوصيات الطبية، وإذا واجهت صعوبة في اتباعها، استشر طبيبك. 
  • الاحتفاظ بالأدوية في عبواتها الأصلية لمعرفة طبيعتها وتعليمات استخدامها. 
  • تخزين المواد الأفيونية في مكان آمن، بعيدًا عن متناول الأطفال والمراهقين. 
  • إعادة الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المستخدمة إلى الصيدلية لتجنب سوء استخدامها، ولا تتخلص منها في المرحاض أو المغسلة لحماية البيئة والصحة العامة. 

تحمل المواد الأفيونية المتوفرة في السوق غير الشرعية مخاطر أكبر نظرًا لاحتمال تلوثها وعدم وضوح مكوناتها، وقد يؤدي استهلاك هذه المواد حتى بشكل عرضي، إلى جرعة زائدة غير متوقعة، حتى دون تناول كميات كبيرة، كما تحدث الجرعة الزائدة عندما لا يتمكن الجسم من تحمل كمية المواد السامة التي يتم تناولها. 

يمكن تقليل مخاطر الجرعة الزائدة عند استهلاك المواد الأفيونية أو غيرها من المواد النفسية التأثير المتوفرة في السوق غير الشرعية، رغم أن المخاطر تظل مرتفعة، كما يمكن أن يساعد الاستخدام الحذر واللجوء إلى خدمات الدعم، مثل العلاجات البديلة أو المرافقة الطبية، في الوقاية من هذه المخاطر. 

وقد يؤدي الاستخدام غير الطبي المطوّل أو المفرط أو دون إشراف طبي لهذه الأدوية إلى الإدمان ومشكلات صحية أخرى. 

لا يتطور الإدمان خلال أيام قليلة لكن من الضروري الانتباه عند الاستعمال لفترات طويلة، فإذا كان الدواء يُستخدم لأغراض أخرى غير تسكين الألم، مثل تحسين النوم أو الشعور بالراحة، فمن الضروري استشارة الطبيب، كذلك إذا بدأ الشخص في زيادة الجرعات للحصول على تأثير أقوى، فهذا يعدّ إشارة تحذيرية. 

من جهة أخرى إذا كنت تتناول هذه الأدوية لأسابيع أو أشهر، فلا تتوقف عنها فجأة، فقد يؤدي الإيقاف المفاجئ إلى أعراض انسحاب حادة، مما قد يدفعك للعودة إلى الدواء وتعزيز الإدمان، لذا من الضروري استشارة طبيبك لوضع خطة انسحاب تدريجية. 

  • الالتزام بالوصفة الطبية: لا تتناول المواد الأفيونية إلا لعلاج الألم المحدد الذي وُصفت لك من أجله. 
  • عدم مشاركة الأدوية: لا تعطِ أدويتك لأي شخص آخر. 
  • استشارة الطبيب: إذا كنت تستخدم المواد الأفيونية لفترة طويلة، استشر مختصًا قبل إيقافها أو تعديل جرعتها. 

تُعدّ المواد الأفيونية مثل الكودين والترامادول فعالة في علاج بعض الآلام، لكنها تتطلب الحذر، كما يُعتبر الإشراف الطبي ضروريًا لتجنب مخاطر الإدمان. 

الكلمات المفتاحية : ترامادول ؛ المواد الأفيونية ؛ الدواء ؛ الصحة ؛ المواد نفسية التأثير ؛ الاستخدام الطبي ؛ الإدمان ؛ الألم.

مقالات في نفس الموضوع