صحة جيدة لحياة أفضل

متلازمة التعب المزمن (الوهن ) : متى يجب استشارة الطبيب؟ 

حرر : شعبان بوعريسة | صحفي
15 ديسمبر 2024

قد يكون التعب علامة على مرض، لذا إذا كنت تشعر بالإجهاد المستمر من المهم استشارة الطبيب، ففي نهاية العام يشعر العديد من الأشخاص بهذه الإحساس بالتعب، الذي قد يكون عاديًا أو مقلقًا أكثر، وأحيانًا يكون الإرهاق مصدرًا للضغط النفسي، خاصة عندما لا يتم تحديد السبب، أين يوضح الأخصائيون أنه “غالبًا ما يأتي قلق المرضى من هذه الحالة من عدم اليقين” .

الجميع يشعر أحيانًا بالتعب، سواء كان جسديًا أو نفسيًا ، وهو أمر طبيعي عندما يكون له سبب يمكن التعرف عليه، مثل بعد بذل جهد بدني مكثف أو فترة من النشاط المهني المكثف، وفي هذه الحالات يكفي الراحة وعدد من ليالي النوم لتخفيفه عادة، أما من ناحية أخرى، عندما يستمر الإرهاق رغم الراحة، ويبدو عميقًا ولا يخففه النوم، يصبح غير طبيعي، وهذا ما يُعرف بالوهن.

مصطلح “الوهن” مشتق من اليونانية “ἀσθένεια”، التي تعني “نقص القوة”، وهذه الحالة من التعب تختلف عن الشعور البسيط بالإرهاق المؤقت، أين يمكن أن يتطور الإرهاق تدريجيًا أو يظهر فجأة، لكنه يبقى مستمرًا ولا يخفف مع الراحة، وقد يكون له عدة أسباب ويتجلى بطرق مختلفة.

  • الوهن الوظيفي: يشير الإرهاق الوظيفي إلى التعب المستمر الذي يؤثر على الحياة اليومية للشخص، ولكن لا يزال سبب هذا التعب غير مفسر، ورغم غياب سبب قابل للتحديد، فإن هذا التعب لا يخفف بالراحة.
  • الوهن المزمن (متلازمة التعب المزمن): الوهن المزمن، المعروف أيضًا بمتلازمة التعب المزمن، هو نوع من التعب المستمر الذي يستمر لأكثر من ستة أشهر، وهذا التعب العام لا يتلاشى مع الراحة وغالبًا ما يزداد سوءًا بعد جهد بدني أو عقلي، وقد يظهر فجأة ويستمر لعدة سنوات، كما يؤثر بشكل رئيسي على النساء، رغم أن الرجال يمكن أن يتأثروا أيضًا.
  • الوهن العضلي: يظهر الوهن العضلي كإرهاق عضلي لا ينجم عن جهد بدني، وقد يرتبط بسبب نفسي، مثل التوتر أو الاضطرابات العاطفية، وقد يصحبه ألم عضلي دون سبب ظاهر.
  • الوهن التفاعلي: غالبًا ما يرتبط الإرهاق التفاعلي بالتوتر والتعب الزائد، فيما ينجم عن إجهاد عاطفي أو مهني مستمر، وعلى عكس التعب العادي فإنه لا يتحسن بالراحة، ويمكن أن يصبح مزمنًا إذا استمر التوتر.
  • الوهن الشديد: الإرهاق الشديد هو شكل من أشكال التعب الشديد، يحدث دون جهد مسبق ولا يزول مع الراحة، وقد يرتبط باضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب، أو بأمراض جسدية خطيرة، كما أن هذا النوع من الإرهاق يمكن أن يؤثر بشكل عميق على جودة الحياة ويتطلب رعاية طبية.

هناك بعض الأعراض “المحددة” التي يجب أن تنبه الشخص وتدفعه لاستشارة الطبيب، فعلى سبيل المثال، إذا كان الإرهاق مصحوبًا بحمى، سعال ، إسهال، آلام شديدة أو صعوبة في التنفس، يجب استشارة الطبيب، كما يوصي المحترفون بإجراء فحص سريري شامل وتحليل دم لتحديد سبب الإرهاق، وفي حالة النساء، يجب أيضًا أخذ اختبار الحمل في الاعتبار.

  • متلازمة الاكتئاب، الاكتئاب، نقص في المشاريع والرغبة في ممارسة الأنشطة التي كانت محبوبة سابقًا. 
  • صعوبة في التركيز والانتباه. 
  • نقص في الطاقة والدافع. 
  • العصبية، القلق، التسرع، والانزعاج. 
  • شعور بالضعف وآلام عضلية. 
  • تعب عام في الجسم: العيون، الساقين تبدو متعبة، الأكتاف مشدودة. 
  • شعور بعدم الراحة أو عدم الارتياح. 
  • شعور بالملل.
  • نعاس. 

يمكن أن يكون الوهن ناتجًا عن عوامل مختلفة، سواء كانت مرتبطة بأسلوب الحياة أو العلاجات الطبية أو الأمراض الكامنة، أين يعتبر الأطباء أن الحالة هي إرهاق عندما تستمر الأعراض رغم التغييرات في النظام الغذائي، والنشاط البدني، وعادات النوم أو تناول الأدوية.

بعض السلوكيات والعادات يمكن أن تكون سببًا في الإرهاق المستمر:

  • التغذية غير المتوازنة: نقص أو سوء التوازن في التغذية يمكن أن يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية، مما يسبب الوهن. 
  • الاستهلاك المفرط للكحول والمخدرات: هذه المواد تؤثر على الجهاز العصبي ويمكن أن تؤدي إلى الإرهاق. 
  • التوتر المستمر: التوتر المستمر أو غير المُدار يمكن أن يستنزف الجسم، مما يؤثر على الصحة العقلية والبدنية. 
  • الكسل: نقص النشاط البدني هو سبب شائع للإرهاق، لأنه يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية وضعف العضلات.

قد تؤدي اضطرابات النوم إلى تعب شديد ومستمر:

  • الأرق: عدم القدرة على النوم بشكل كافٍ ومرتاح يمكن أن يسبب الإرهاق العام. 
  • انقطاع التنفس أثناء النوم: الانقطاعات في التنفس خلال النوم تؤثر على جودة الراحة، مما يؤدي إلى شعور بالإرهاق طوال اليوم. 
  • الناركوليبسيا ( النوم المرضي ): هذا الاضطراب في النوم يسبب فترات من النعاس المفرط والإرهاق المستمر.

بعض الأدوية قد تسبب الإرهاق كأثر جانبي:

  • مضادات الهستامين: تُستخدم لعلاج الحساسية، وقد تتسبب في النعاس. 
  • أدوية ضغط الدم: بعض العلاجات التي تهدف إلى خفض ضغط الدم قد تؤثر على طاقة المريض، مما يؤدي إلى شعور بالإرهاق.

بعض العلاجات الطبية، خاصة تلك الموجهة لمكافحة الأمراض الخطيرة، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الوهن:

  • العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي: هذه العلاجات ضد السرطان معروفة بأنها تسبب تعبًا شديدًا ومستمرًا. 
  • الأدوية المثبطة للمناعة: يمكن أن تؤدي إلى التعب نتيجة لتقليل نشاط الجهاز المناعي.

هناك العديد من الأمراض والاضطرابات التي يمكن أن تكون مسؤولة عن الوهن، ومن بين الأمراض الأكثر شيوعًا:

  • السرطان: يمكن أن تؤدي علاجات السرطان وكذلك المرض نفسه، إلى تعب شديد. 
  • أمراض الكلى : الفشل الكلوي وغيره من اضطرابات الكلى يمكن أن تؤثر على مستويات الطاقة. 
  • كثرة الوحيدات العدوائية: هذه العدوى الفيروسية تسبب تعبًا مستمرًا. 
  • فيروس نقص المناعة البشرية : الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية قد يعانون من الوهن المزمن، الذي يرتبط عادة بالعدوى نفسها أو بعلاجها. 
  • الإنفلونزا وكوفيد-19: هذه العدوى الفيروسية قد تسبب الإرهاق المستمر، أحيانًا حتى بعد المرحلة الحادة.
  • الاكتئاب: الوهن هو عرض شائع للاكتئاب، ويؤثر على القدرة على أداء المهام اليومية. 
  • القلق: يمكن أن يؤدي التوتر والقلق المزمن إلى تعب شديد.

العديد من الأمراض المناعية الذاتية مرتبطة بالوهن، مثل:

  • السكري: يمكن أن يؤدي السكري غير المسيطر عليه إلى شعور بالتعب المستمر. 
  • الذئبة: هذه الحالة المناعية الذاتية يمكن أن تسبب إرهاقًا عامًا. 
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: التهاب المفاصل يمكن أن يصاحبه تعب شديد. 
  • التصلب المتعدد: هذه الحالة العصبية يمكن أن تسبب نوبات من التعب الشديد.

يمكن أن تؤدي الاضطرابات الهرمونية إلى الوهن، بما في ذلك:

  • قصور الغدة الدرقية: ضعف وظيفة الغدة الدرقية هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للإرهاق المزمن. 
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: رغم أنها أقل شيوعًا، فإن فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب شعورًا بالتعب بسبب اختلالات هرمونية.
  • متلازمة التعب المزمن: هذه المتلازمة تؤدي إلى تعب مستمر يدوم أكثر من ستة أشهر، مع أعراض أخرى مثل آلام العضلات والمفاصل. 
  • الألم العضلي الليفي: هذه الحالة تسبب آلامًا عامة وإرهاقًا عميقًا.

الإرهاق شائع في الأمراض القلبية والرئوية:

  • أمراض القلب: اضطرابات القلب مثل فشل القلب يمكن أن تسبب تعبًا، خاصة عند بذل جهد بدني. 
  • متلازمة تسرع القلب الانتصابي الوضعي : هذا الاضطراب يؤثر على تنظيم ضغط الدم ويؤدي إلى التعب. 
  • داء الانسداد الرئوي المزمن وانتفاخ الرئة: هذه الأمراض التنفسية غالبًا ما تؤدي إلى نقص الطاقة. 
  • فشل القلب الاحتقاني: هذا النوع من فشل القلب يمكن أن يسبب تعبًا شديدًا.

بعض النواقص الغذائية مسؤولة عن الوهن:

  • فقر الدم: نقص الحديد هو سبب شائع للتعب، حيث يفتقر الجسم إلى خلايا الدم الحمراء لنقل الأوكسجين. 
  • نقص الفيتامينات: نقص الفيتامينات مثل D وB12 أو فيتامينات أساسية أخرى يمكن أن يؤدي إلى تعب عام. 
  • الجفاف: نقص الترطيب يمكن أن يؤثر على وظائف الجسم ويسبب شعورًا بالتعب.

مشاكل الوزن أو اضطرابات الأكل يمكن أن تكون أيضًا سببًا في الإرهاق:

  • فقدان الشهية والشره ( النهام ) المرضي: هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى نقص التغذية وتعب شديد. 
  • السمنة: زيادة الوزن يمكن أن تجعل الجسم أكثر تعبًا وتؤثر على الطاقة. 
  • النحافة المفرطة: الوزن المنخفض يمكن أن يؤدي إلى نقص المغذيات الأساسية والإرهاق.

يمكن أن يكون للوهن أسباب متعددة، تتراوح من العادات السيئة البسيطة إلى الأمراض الخطيرة، وإذا استمر التعب رغم تغيير نمط الحياة أو العلاج، فمن الضروري استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق ورعاية مناسبة.

إذا أصبح التعب مستمرًا ولم يتم التخلص منه بالراحة، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب الأساسي، أين يمكن أن يكون الإرهاق علامة على مرض أكثر خطورة، والتشخيص المبكر يمكن أن يسهل اتخاذ تدابير علاجية أكثر فعالية.

على الرغم من أن متلازمة التعب المزمن لا تسبب مضاعفات خطيرة، إلا أن علاجها يظل معقدًا، أين كشف الخبراء أنه لا يوجد علاج موحد، ولكن طرقًا مثل العلاج السلوكي المعرفي ، والأنشطة البدنية التدريجية (المشي، السباحة، ركوب الدراجات)، والعلاجات العرضية مثل مسكنات الألم أو مضادات الاكتئاب غالبًا ما يتم اقتراحها .

في بعض الأحيان، يظل سبب التعب غير الطبيعي غير معروف، حيث ينصح الخبراء أنه وبعد إجراء الفحوصات وفي غياب الأعراض المتعلقة بالقلب أو الجهاز التنفسي أو السرطان، من الضروري تجنب استمرار التحقيقات غير الضرورية ، ومن المهم حسبهم عدم وضع تصنيف “مشكلة غير سريرية” والتي قد تؤدي إلى بحث مستمر عن الأسباب، مما يجعل العلاج أكثر تعقيدًا، كما يجب أن نعرف متى نوقف الفحوصات ونطمئن المريض.

وفي بعض الحالات يمكن أن يتم استعادة الطاقة من خلال تغييرات بسيطة ولكن مستدامة في نمط الحياة، حيث أكد الخبراء على ضرورة تعلم كيفية إدارة الطاقة، وتقليل القلق والتوتر، وممارسة النشاط البدني المنتظم وهي أمور أساسية .

لمعالجة الوهن والإرهاق، يركز الطبيب على تشخيص المرض أو الاضطراب المسبب لهما، ويعتمد بروتوكول العلاج على الحالة الصحية للمريض، حيث قد يشمل مزيجًا من الأدوية، والنشاط البدني، والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى العلاج النفسي في حالات الإرهاق الناتج عن أسباب نفسية، أما إذا كان الوهن مرتبطًا بعلاج مزمن لمرض معين، فسيقيّم الطبيب الجدوى من تعديل العلاج أو استبداله بعلاج آخر بناءً على الفوائد والمخاطر.

الكلمات المفتاحية: الوهن، الارهاق، الصحة، الدواء، المتلازمة، العلاج.