صحة جيدة لحياة أفضل

التوعية بالارتجاجات الدماغية لفريق كرة القدم النسائي 

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
12 ديسمبر 2024

شاركت لاعبات المنتخب الوطني النسائي لكرة القدم في جلسة توعية حول “الارتجاجات الدماغية”، والتي عُقدت بقاعة المؤتمرات في المركز التقني الوطني بسيدي موسى، أين جاءت هذه المبادرة بإشراف أعضاء من اللجنة الطبية للاتحاد الجزائري لكرة القدم، وهدفت إلى تعزيز “التعرف على الأعراض” المرتبطة بهذه الإصابة وتشجيع الممارسات الآمنة للعودة إلى اللعب بعد الإصابة بارتجاج. 

وأدار الجلسة كل من الدكتور ”عبد الجليل بوتوت”، طبيب الاتحاد الجزائري لكرة القدم، والدكتورة ”إيمان خداش” طبيبة المنتخب الوطني النسائي، ووفقًا لبيان صادر عن الاتحاد، ركزت الجلسة بشكل أساسي على “توعية اللاعبات” بمخاطر الارتجاجات الدماغية وتعليمهن كيفية التعرف على العلامات المبكرة لهذه الإصابات. 

وأتاحت الجلسة للاعبات فرصة طرح العديد من الأسئلة على الأطباء لفهم المخاطر المرتبطة بالارتجاجات الدماغية بشكل أفضل، والتعرف على أفضل السبل لتقليل هذه المخاطر، كما كان الهدف من ذلك ليس فقط رفع الوعي، ولكن أيضًا توفير معلومات عملية حول كيفية التعامل مع هذه الإصابة في سياق كرة القدم النسائية. 

الارتجاج الدماغي هو نتيجة لصدمة على الرأس تؤثر على الدماغ، ورغم أن الجمجمة والسحايا والسائل الشوكي يفرون بعض الحماية للدماغ، إلا أنه يبقى معرضًا للخطر، كما يحدث الارتجاج عندما يصطدم الدماغ بعنف بجدار الجمجمة، مما قد يتسبب في إصابات متفاوتة الخطورة على الأنسجة الدماغية. 

تتنوع أسباب الارتجاج الدماغي وتشمل: 

  • الصدمات المباشرة: حوادث الطرق، السقوط، الضربات المباشرة، الحوادث الرياضية (مثل الرغبي والملاكمة)، أو الإصابات الناتجة عن الأسلحة النارية. 
  • الصدمات غير المباشرة: الحوادث التي تؤثر على الرقبة أو الجسم أو الوجه، أو التسارعات أو التباطؤات المفاجئة (مثل ما يحدث مع سائقي الفورمولا 1)، مما يؤدي إلى موجة صدمية تصل إلى الدماغ. 

ويمكن أن تؤدي هذه الصدمات إلى تغيير في وظائف الدماغ وإحداث إصابات في أنسجته. 

تختلف الأعراض حسب خطورة الإصابة وشدة الموجة الصدمية: 

  • ارتجاج خفيف: فقدان وعي قصير، ارتباك، صداع، دوار، غثيان، وأحيانًا قيء. 
  • ارتجاج شديد: فقدان وعي طويل، غيبوبة، نزيف من الأنف أو الأذن في حال حدوث كسر في الجمجمة، وعند استعادة الوعي قد يعاني المريض من القيء، الصداع، اضطرابات في النطق، الذاكرة، التوازن، وأحيانًا فقدان الإحساس في الأطراف. 

يمكن أن تظهر أعراض الارتجاج الدماغي حتى 72 ساعة بعد التعرض لصدمة، فيما تشمل هذه الأعراض الصداع، الغثيان، اضطرابات التوازن، الرؤية، الذاكرة، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والتركيز، لذا يجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض مغادرة الملعب فورًا واستشارة الطبيب في غضون 24 ساعة.

الارتجاج الدماغي لا يظهر في الفحوصات التصويرية العادية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية أو التصوير المقطعي، كما يتم تشخيصه بملاحظة التغيرات في طريقة تفكير الشخص وشعوره. 

يمكن أن تؤثر الأعراض على: 

  • الجسم (جسديًا) 
  • التفكير 
  • المشاعر 
  • النوم 

تختلف عواقب الارتجاج الدماغي وتتطلب مراقبة دقيقة لمدة 48 ساعة، ومن بين المضاعفات المحتملة: 

  • إصابات في أنسجة الدماغ (تمزقات دقيقة). 
  • اضطراب في تزويد الدماغ بالأكسجين. 
  • اختلالات في العمليات الأيضية والكيميائية ومستويات الغلوكوز، بالإضافة إلى تنشيط غير طبيعي للخلايا العصبية. 

تشير الدراسات إلى أن الارتجاج الدماغي لا يظهر بنفس الطريقة لدى النساء والرجال، كما أن عملية التعافي تختلف بين الجنسين. 

يسهم فهم هذه الاختلافات في مساعدة المختصين في تحسين الوقاية، التشخيص، والعلاج. 

يعتمد التشخيص على عدة خطوات: 

  • الفحص السريري: تقييم حالة الوعي، الارتباك العقلي، ردود الفعل العصبية وغيرها من العلامات العصبية. 
  • التصوير الطبي: إجراء التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الإصابات، النزيف، أو الكسور. 
  • اختبار الدم: البحث عن بروتين S100 β، وهو مؤشر على معاناة الدماغ. 
  • الفحص العصبي: تقييم الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة، الكلام، والتركيز. 
  • تخطيط كهربية الدماغ (EEG): قياس النشاط الكهربائي للدماغ. 

يبدأ العلاج عادةً بالراحة التامة لمدة 48 ساعة، كما تختفي معظم الأعراض بين 10 أيام وشهر، ومع ذلك في حالات الارتجاجات الشديدة أو المتكررة، قد تستمر الأعراض لفترة أطول، مما يؤثر على الجوانب الجسدية والنفسية والإدراكية للمريض. 

وتأتي هذه الجلسة في إطار الحملة العالمية للتوعية التي أطلقتها الفيفا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ، أين تسلط الحملة التي تحمل شعار “اشتبه بالإصابة وبادر بالحماية: تجنّب الخطر أهم بكثير من أي مباراة” ، الضوء على أهمية الوقاية من الارتجاجات الدماغية واحترام صحة اللاعبات، خاصةً في رياضة تتكرر فيها إصابات الرأس. 

وتهدف الحملة إلى تحسين التعرف على الأعراض بين اللاعبين، المدربين، الطاقم الطبي، والجمهور العام، كما تقدم نصائح للعودة الآمنة إلى اللعب بعد الإصابة بارتجاج. 

وتمتد هذه المبادرة على مستوى العالم، حيث توفر موارد تعليمية موجهة إلى 211 اتحادًا عضوًا في الفيفا لتعزيز سلامة اللاعبين على جميع مستويات كرة القدم، من المحترفين إلى الهواة. 

وأكد رئيس الفيفا ”جياني إنفانتينو” على أهمية صحة اللاعبين، بينما شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور ”تيدروس أدهانوم غيبريسوس” على ضرورة اتخاذ إجراءات أكبر للتصدي للارتجاجات الدماغية في الرياضة. 

الكلمات المفتاحية: منظمة الصحة العالمية؛ الفيفا؛ الارتجاجات؛ الدماغية؛ كرة القدم النسائية؛ الصحة؛ الاتحاد الجزائري لكرة القدم؛