ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة البروفيسور كمال بوزيد، عميد الطب الأورام في الجزائر، أين يعدّ رمزًا بارزًا في مكافحة السرطان، فيما خلّف وراءه إرثًا علميًا وإنسانيًا عظيما، تاركًا بصمة لا تُمحى في قطاع الطب بالجزائر.
وبصفته رئيس قسم الأورام بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في أمراض السرطان بيار وماري كوري.، كرس البروفيسور بوزيد مسيرته لتحسين رعاية مرضى السرطان في البلاد، حيث أدخل بروتوكولات علاجية مبتكرة وحرص على توعية المجتمع والعاملين في المجال الصحي بأهمية الكشف المبكر، خاصة للأمراض مثل سرطان الثدي الذي يؤثر بشكل متزايد على الشابات.
وكان هذا النهج عزيزًا عليه، حيث كان يعلم أن 80٪ من الحالات تُشخّص في مراحل متقدمة في الجزائر، وهو واقع دفعه لقيادة حملات توعوية، خاصة حول السرطانات الوراثية المرتبطة بالعادات الثقافية والاجتماعية.
إلى جانب مساهماته السريرية، لعب البروفيسور بوزيد دورًا حاسمًا في تكوين أجيال جديدة من أطباء الأورام، مما يضمن تواصل مسيرة الكفاح من أجل تحقيق التميز في رعاية المرضى الجزائريين، كما كان يطالب بشدة بوضع خطة وطنية لمكافحة السرطان، وهو المشروع الذي كان يرى أنه يتطلب إرادة سياسية قوية لتنفيذه بفعالية وبشكل متاح للجميع.
وفي مقابلة له عام 2009، عبّر البروفيسور بوزيد عن حلمه بوجود شبكة من مراكز الكشف والعلاج التي تكون متاحة ومجهزة جيدًا، ليحصل كل جزائري على تشخيص سريع ورعاية ذات جودة، كما كان يأمل أيضًا أن يسهم القطاع الخاص بشروط معينة، في تعزيز خدمات علاج الأورام مع الالتزام بالمعايير الصارمة.
رحيله سيترك فراغًا هائلًا في الساحة الطبية الجزائرية، كما ستظل ذكرى هذا الرجل المخلص الذي قادته الرحمة والعلم، تلهم الأجيال القادمة، فليستمر إرثه في النضال والصمود، ولترقد روحه في سلام.
إنا لله وإنا إليه راجعون