سلط اختتام الأيام الدولية التاسعة عشر للهيئات الطبية في منطقة عنابة الضوء على عدة توصيات هامة لتحسين أخلاقيات المهنة الطبية، أين تهدف هذه التوصيات، المستوحاة من نص “المسؤولية الطبية: تحدٍ متعدد التخصصات وأخلاقي”، إلى تعزيز التعاون بين المهنيين الصحيين ومواجهة التحديات الأخلاقية والقانونية والتقنية التي يطرحها الطب الحديث.

الرعاية متعددة التخصصات والمسؤولية المشتركة

وأبرز اللقاء أهمية الرعاية متعددة التخصصات، التي تتطلب تبادلًا مستمرًا للمعلومات بين مختلف المهنيين الصحيين لضمان الجودة المثلى للرعاية، حيث أن كل طبيب مسؤول عن قراراته وأفعاله، فيما يمكن أن تكون المسؤولية مشتركة في حالة اتخاذ قرار جماعي يسبب ضررًا للمريض، كما يعتبر التواصل المفتوح والشفاف بين المهنيين الصحيين ومع المرضى أمرا ضروريًا لضمان استمرارية فعالة للرعاية وتجنب الأخطاء الطبية.

التمييز بين الخطأ الطبي العادي والخطأ الطبي الجسيم

وتم خلال اللقاء مناقشة الفرق الواضح بين الخطأ الطبي العادي والخطأ الطبي الجسيم، حيث ينتج الخطأ الطبي العادي غالبًا عن قرار كان مبررا في البداية ولكنه بعد ذلك لم يكن مناسبا فيما بعد ، بينما ينتج الخطأ الطبي الجسيم عن إهمال فادح أو انتهاك لمعايير الرعاية، وهذا التمييز مهم لتحديد المسؤولية الجنائية للأطباء، خاصة في حالات الأخطاء التشخيصية الواضحة أو الوصفات الطبية غير المناسبة.

المسؤولية الجنائية للأطباء

من جهتها ، تهدف المسؤولية الجنائية للأطباء إلى معاقبة السلوكيات الخاطئة، سواء كانت متعمدة أو غير مقصودة، حيث يجب على الأطباء احترام الالتزامات المتعلقة بالوسائل ، وتقديم الرعاية بعناية ووفقًا للمعايير العلمية، ومع ذلك، فهم غير ملزمين بتحقيق نتيجة معينة، إلا في بعض المجالات المحددة مثل الجراحة التجميلية، في حين تستخدم المحاكم الخبرات التقنية لتحديد مسؤولية الأطباء والمؤسسات الصحية.

مسؤولية وصف الأدوية النفسية

تطرح وصفات الأدوية النفسية تحديات خاصة نظرًا لتعقيد الاضطرابات العقلية والمخاطر المرتبطة بها، إذ يجب على الأطباء اتباع توصيات مبنية على الأدلة العلمية مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والقانونية والاقتصادية، كما أنه من الضروري إجراء تقييم دقيق للمخاطر والفوائد المتعلقة بالعجالات، بالإضافة إلى التواصل الشفاف مع المرضى.

توصيات للمهنيين الصحيين

·       التواصل والشفافية: الحفاظ على تواصل واضح ومفتوح بين المهنيين الصحيين ومع المرضى.

·       التدريب المستمر: المشاركة بانتظام في التدريبات للبقاء على اطلاع على آخر التطورات وأفضل الممارسات الطبية.

·       الأخلاقيات والمهنية : ضرورة احترام المبادئ الأخلاقية والمعايير المهنية، خاصة فيما يتعلق بالسرية والموافقة المستنيرة.

·       تقييم المخاطر: تقييم دقيق لكل من فوائد ومخاطر كل قرار طبي ، خصوصًا عند وصف الأدوية النفسية.

·       التعاون متعدد التخصصات: تشجيع التعاون بين مختلف التخصصات الطبية لتقديم رعاية شاملة ومتناسقة للمرضى.

وأخيرا ، تعتبر المسؤولية الطبية مجالا معقدا يتطلب فهمًا عميقًا للجوانب القانونية والأخلاقية والتقنية، حيث يجب على المهنيين الصحيين العمل معًا لضمان تقديم رعاية عالية الجودة مع احترام حقوق وكرامة المرضى، كما أن التوصيات الناتجة عن هذا اللقاء ضرورية جدا لتوجيه الممارسات المستقبلية وتحسين جودة الرعاية الطبية في الجزائر.

الكلمات المفتاحية : الهيئة؛ طبيب؛ عنابة؛ المسؤولية؛ الطبية؛ الأخلاقية؛ القانونية؛