كشفت دراسة جديدة عن وجود صلة بين العمل لساعات طويل غير منتظمة والاصابة باضطرابات النوم، مما تظهر لديهم عدة أعراض تؤثر سلبًا على أدائهم المهني وتُعرضهم لمخاطر صحية عديدة.
وأشارت الدراسة لمجلة ” بلوس ون” التي نشرت في موقع مؤسسة النوم الأمريكية في بداية شهر أفريل الجاري، أن العمل لساعات طويلة واضافية خارج ساعات العمل التقليدية من 9 الى 5 مساء يمكن أن يؤثر سلبا على الصحة العقلية والبدنية الحياة العائلية للعمال.
وتظهر الدراسة ان اضطراب العمل وهو حالة تحدث بسبب تعرض الشخص الفرد لنمط غير منتظم للعمل، مثل عمل ساعات إضافية أو النوبات الليلة، وتتضمن أعراض هذا الاضطراب في ظهور نوبات الإرهاق النهاري، وصعوبة النوم أو البقاء نائما أثناء النهار، اكتئاب وقلق، وصعوبة في التركيز والانتباه، والتقلبات المزاجية، والشعور بالإجهاد العقلي والجسدي.
الدكتورة ” Wen Gui Han “، أستاذة في قسم العمل الاجتماعي بجامعة نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية، قامت بإجراء هذه الدراسة الحديثة على نوعية النوم.
وقامت الدكتورة بتحليل البيانات من المسح الوطني للشباب فيسنة 1979باستخدام أكثر من 7300 مشارك في الدراسة، 50بالمائة من البشرة البيضاء، و 33 بالمائة من البشرة السود، وكذا 19 بالمائة من ذوي الأصول الاسبانية، وهذه العينة تعد تمثيلية على المستوى الوطني وسط الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 22 عام.
وتوصلت هذه الدراسة الى ان العمل لساعات قياسية مبكرة والانتقال الى جدول متقلب بين 22 و 49 سنة، ارتبط بشكل كبير بتدهور الحالة الصحية لديهم، وتم الإبلاغ عن أعراض عديدة وظهور اكتئاب وسط الافراد الذين يبلغون سن الخمسين، وحسب النتائج المتحصل عليها فان العمل غير منتظم أسوأ من نتائج الناتجة عن البطالة.
كما وجدت الدراسة أن:
• 26 ℅ من المشاركين الذين عملوا لمدة ساعات قياسية ثابتة.
• 35 ℅ عملوا ساعات قياسية.
• 17℅ عملوا لساعات قياسية في سن العشرينات بعدها انتقلوا الى برنامج غير منظم ومتقلب.
• بينما عمل 12 بالمائة عملوا في البداية لساعات قياسية بعدها تحولوا الى ساعات متغيرة.
• بالنسبة 10℅ المتبقية من المشاركين لا يعملون.
بالنسبة للأشخاص الذين يملكون جدول عمل غير منتظم لفترة قصيرة كانت نوعية نومهم أقل جودة، بينما كانوا أكثر عرضة للإصابة باكتئاب في سنة الخمسينات بالمقارنة مع المشاركين الذين عملوا خلال ساعات النهار التقليدية طوال حياتهم. وبخصوص المجموعة التي كان عملها مستقر في سن العشرينيات ثم انتقلوا الى ساعات عمل غير منتظمة في سن الثلاثينيات كان حجم التأثير كبير عليهم.
وأكدت صاحبت الدراسة ان العمل المتقلب يرتبط بسوء النوم والتعب الكبير والارهاق وظهور عدة مشاكل صحية عديدة، وتسبب في ظهور اضطرابات في النوم وفي الأداء المهني للعامل وكذا تعرضه لاحتمالية الوقوع في الخطأ وعدم التركيز.
سلبيات عدم انتظام ساعات العمل
حسب التصنيف الدولي الصادر عن الاكاديمية الامريكية لطب النوم” AASM ” فإن الاعراض الأساسية للعمل بنظام متقلب هي:
• النعاس المفرط
• الأرق
• تعب شديد
• اضطراب النوم
• الاكتئاب
• ضعف الذاكرة
• ارتفاع خطر الحوادث في العمل
ينصح خبراء الصحة باتباع بعض الاستراتيجيات للتخفيف من الأثار السلبية، مثل تغيير الجداول الزمنية لعمل وهذا لتجنب ساعات العمل الإضافية، الحرص على استخدام طرق الاسترخاء في مكان العمل، والتركيز على نظام غذائي صحي والفيتامينات لتعويض الضرر المحتمل، تنظيم ساعات النوم خلال الأسبوع، النشاط والحركة.
وإذا كانت الوظيفة تتطلب ساعات غير منتظمة، مثل النوبات الليلة او التناوب فيجب وضع مخطط عمل يتوافق مع جدول زمني وإعطاء الأولية للصحة.
عائشة و.ح