الصدفية هي مرض التهابي مزمن يظهر على الجلد على شكل بقع أو لويحات حمراء بارزة جدًا، محددة ومغطاة بقشور بيضاء. في معظم الحالات، يكون هذا المرض حميدًا، ولكن وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 20% من الأشخاص سيعانون من أشكال حادة مرتبطة بضرر عام و/أو التهابات مؤلمة في المفاصل. يتطور المرض على شكل “نوبات”، أي يتخلل الأعراض فترات من الهدوء.
تصيب الصدفية بشكل رئيسي الأشخاص الذين لديهم قابلية وراثية ويمكن أن تحدث نتيجة مجموعة من العوامل. وهي تصيب الجنسين بنسبة متساوية، وتكون أكثر ظهوراً عند الأشخاص ذوي البشرة البيضاء. يمكن أن يكون للصدفية تأثير كبير على نوعية حياة الأشخاص المصابين، لأنه اعتمادًا على المنطقة المصابة، يمكن أن تكون الاصابة مؤلمة وتسبب الحكة، ومن هنا ينتج ضررها النفسي.
الصدفية، مرض التهابي…
لا يزال السبب الرئيسي للصدفية غير معروف، لكنه يرتبط بالتهاب مزمن في الجلد، يتميز بوجود خلايا الدم المناعية والخلايا الليمفاوية في الجلد. يسبب هذا الالتهاب نموًا مفرطًا لخلايا الجلد السطحي، والتي تسمى الخلايا الكيراتينية. فبدلاً من تجديد نفسها بشكل طبيعي خلال 28 يومًا، تجدد هذه الخلايا نفسها خلال 3 أيام فقط، مما يؤدي إلى تطور غير طبيعي للخلايا.
الصدفية مرض وراثي، يلاحظ في 30% من الحالات، مما يشير إلى قابلية وراثية. فقد تم تحديد العديد من الجينات، على الرغم من أن مدى ارتباطها المباشر بالمرض لم يتحدد بعد. ويبدو أن المرض ينتج عن التفاعل بين عامل وراثي محدد وعوامل بيئية مختلفة.
عوامل عديدة مسببة للمرض
تشمل العوامل البيئية المعروفة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالصدفية أو تفاقمها مثل: الإجهاد، الصدمة العاطفية, بعض الأدوية ( bêta-bloquants, lithium,…)، التعرض للشمس، بعض عوامل العدوى، وكذلك الكحول والتبغ.
الصدفية، أشكال سريرية متباينة
يمكن أن تتخذ الصدفية العديد من الأشكال المختلفة، بدءًا من ظهور بقع بسيطة تختفي تلقائيًا، إلى أشكال أكثر خطورة، ترتبط أحيانًا بمشاكل صحية أخرى. تكون معظم الحالات حـميدة و20% منها تعتبر متوسطة إلى شديدة، ولها تأثير كبير على الحياة اليومية للمصاب.
أ-الأشكال الكلاسيكية: والتي تشمل الصدفية اللويحية، التي تتميز ببقع حمراء بارزة و محددة ومغطاة بقشور سميكة، غالبًا على المرفقين والركبتين، منطقة أسفل الظهر، فروة الرأس والأظافر.
هناك أيضًا صدفية فروة الرأس، والتي يمكن أن تحدث إصابات محدودة أو طبقة سميكة من القشور دون التسبب في تساقط الشعر، وكذلك صدفية الأظافر، والتي تصيب الأظافر على شكل تشوهات، انفصال الظفر أو سماكة الجلد تحت الظفر.
ب- أشكال أخرى: أقل شيوعاً وقد تشمل:
• الصدفية العكسية التي تظهر في ثنايا الجلد وتتميز بإصابات التهابية أكثر منها بالقشرة.
• صدفية الأغشية المخاطية والتي يمكن أن تخلق بقعا حمراء غير مؤلمة دون قشرة.
• صدفية اليد والقدمبن والتي تتميز بجلد سميك ومتشقق على راحة اليدين وأخمص القدمين؛
• صدفية الوجه على الرغم من ندرتها، يمكن أن تصيب الوجه، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمرضى.
ج- الأشكال الحادة من الصدفية: والتي غالبًا ما ترتبط بمساحات كبيرة من الجلد المصاب، العجز اليومي أو مظاهر معينة، مثل الصدفية الحمراء أو الصدفية البثرية أو التهاب المفاصل الصدفي أو الصدفية لدى الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري ( VIH ).
الصدفية الحمراء هي شكل خطير يؤثر على أكثر من 90٪ من الجلد، ويسبب قشرة كثيفة واحمرارًا في الجلد بسبب العلاجات، مما قد يؤدي إلى مضاعفات.
الصدفية هي مرض يحتاج إلى فهم أفضل وتشخيص مبكر. إذا ظهرت بقع حمراء، فمن الضروري استشارة طبيب الأمراض الجلدية للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب. في الجزائر، كما هو الحال في بلدان أخرى، من الضروري زيادة التوعية حول هذه الأمراض الجلدية لتحسين نوعية حياة الأشخاص المتضررين الذين يحتاجون أحيانا إلى الدعم النفسي.
د. عيساني م.ط