بتاريخ 21 سبتمبر يحتفل العالم ” بالشهر العالمي للتوعية بزهايمر تحت شعار ˮليس سابقا لأوانه … ليس متأخراˮ ويهدف هذا الاحتفال لزيادة الوعي بهذا المرض والسعي لتخفيف آثاره والتعريف به وتقديم الدعم للمصابين وتعزيز الأبحاث العلمية في هذا المجال.
وبهذه المناسبة نظمت مخابر ” بيكر الجزائر” يوم دراسي حول مرض الزهايمر بالجزائر العاصمة، بحضور الأسرة الإعلامية.
وخلال هذا اليوم الدراسي أكدت البروفيسور سهيلة أمالو، رئيسة مصلحة مرض الزهايمر بقسم الأمراض العصبية، في مستشفى فرانس فانون البليدة، ان مرض الزهايمر يصيب غالبا كبار السن، وهو مرض عصبي تنكسي يؤثر على أجزاء معينة من الدماغ التي تتحكم ” بالفكر والذاكرة وحتى اللغة”، مما قد يؤدي الى فقدان الذاكرة أو التفاعل مع الأحداث المحيطة بالمريض، ويعتبر الزهايمر من أشهر أنواع الخرف.
وكشفت البروفيسور، الى ان هذا المرض عرف انتشار كبير في السنوات الأخيرة، حيث سجلت الجزائر إصابة 200 حالة زهايمر سنة 2018. وفيما يخص أسباب ظهور هذا المرض فقالت” لا يوجد سبب واضح للزهايمر ولكن توجد بعض العوامل التي تساهم في ظهوره، فالأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغط الدم، أمراض القلب، السكري، الكوليسترول، ومن لهم تاريخ عائلي للمرض، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالزهايمر، لهذا يفضل اجراء بعض الفحوصات عند ظهور أعراض المرض والمتمثلة في:
- فقدان الذاكرة
- مشاكل في الكلام
- تقلبات مزاجية وصعوبة أداء المهام اليومية
- تغيرات في الشخصية خاص للأشخاص فوق 65 سنة
- تكرار العبارات في الحديث
- نسيان أسماء العائلة
- الصعوبة فب التعبير عن نفسه
- الارتباك
- الصعوبة في البلع والمشي
كل هذه الأعراض ممكن ان تتفاقم لدى المصاب مع مرور الوقت، الا ان يمكن للتشخيص المبكر ان يساعد بالشكل كبير على التعامل بشكل أفضل مع هذه الحالة، رغم انه لا يوجد علاج للزهايمر حتى الان لكن ممكن للتدخل الطبي في الحالة الجديدة ان تساعد في إدارة الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض وعائلته.
عوامل الخطر
وحسب الدكتورة أمالو، فانه يجب التركيز على عوامل الخطر التي تكون مرتبطة بالخرف والحد منها، ويجب ان نتعرف على جميع عوامل الخطر المرتبطة بهذا المرض للتصدي لها.
على الرغم ان التقدم بالعمر يمكن ان يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، فان الخرف لا يعد جزءا من الشيخوخة وهذه نقطة جد مهم يجب ان يفهمها الجميع ويركز عليها، الخرف يمكن ان يصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية.
وأشارت البروفيسور الى ان هناك فرق بين ” الزهايمر”، و ” الخرف” وظن الجميع انهما مسمى واحد، وهذا غير صحيح بطبيعة الحال، لأن الخرف مصطلح عام يصف مجموعة من الاضطرابات التي تحدث للشخص والذي يؤدي الى تراجع في وظائف المخ ” ” الذاكرة واللغة”، أما الزهايمر يعتبر أحد أنواع الخرف، وغالبا ما يصيب من هم فوق عمر 60 سنة.
البروفيسور أمالو تدعو إلى ضرورة إشراك جميع أفراد العائلة في رعاية مرضى الزهايمر
شددت البروفيسور على أهمية مرافقة مرضى الزهايمر وإشراك جميع أفراد عائلتهم ودعمهم وتحسين نوعية حياتهم لتسهيل التعايش مع هذا المرض، وعدم ترك المسؤولية لفرد واحد فقط من العائلة لأن المريض بحاجة للجميع، خاصة في الحالات المتقدمة للمرض حين يفقد المصاب القدرة على اتخاذ القرار والتحكم في نفسه.
وفيما يتعلق بالأساليب الوقائية التي يمكن ان تساهم في تقليل خطر الزهايمر نصحت البروفيسور أمالو، م ممارسة النشاط البدني وتناول كميات معتبرة من الأسماك واتباع نظام غذائي صحي، وتعلم نشاطات جديدة للوقاية من الامراض خاصة ممارسة الأعمال الحرفية وحفض القران.
وفي هذا السياق، أكدت بدورها السيدة دليلة عبد اللي ، رئيسة الجمعية الوطنية لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، والتي انطلقت سنة2019، والتي كان لها الفضل قي توعية ودعم المرضى الجزائريين، وهذا سواء عن طريق نشاطاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي او حتى على ارض الواقع، وأكدت في حديثها ان المجموعة استطاعت ان تخلق جسر تواصل بين المريض والطبيب لمعرفة اخر التطورات وطرق الوقائية لهذه المرض.
ودعت رئيسة الجمعية الى ˮ تفعيل بعض النصوص القانونية لمساعدة المرضى وتوفير لهم العلاج المنزلي الذي أصبح ضروري وتغطية باقي التكاليف مثل الحفاظات، بعض الادوية، وتوفير مراكز متخصصة تقدم أنشطة تحفيزية معرفية ” لمرضى الزهايمر”.
عائشة و.ح