يفرض علنا مجتمعنا اليوم نمط حياة صعب ومتواصل فعند الكثير من الاشخاص وبعد انقضاء ساعات دوامهم الرسمية يجدون انفسهم يواصلون ما تبقى لهم من أعمال والتي يتوجب عليهم انهاءها في فترة زمنية محددة في منازلهم ولساعات متأخرة ليلا خاصة اذا كان لهذا الشخص التزامات عائلية واجتماعية دون أن ننسى وقته الذي يخصصه للعالم الافتراضي الذي أصبح جزء لا تجزء من يومه . ومن جهة اخرى لم يسلم الطلاب ايضا من هذا الجحيم فهم يقضون يومهم بين الدروس الجامعية والبحوث التي يتعين عليهم تسليمها ومراجعة دروسهم لساعات متأخرة ليلا كما أن البعض منهم يعمل بدوام جزئي لسد حاجاته اليومية من مصاريف. وبالتالي فكل أفراد المجتمع سواءً كانوا طلابا ام عمالا يعانون من هذا النمط الجحيمي الذي يتخلون فيه عن راحتهم بما في ذلك ساعات النوم اللازمة خاصة وأن النوم وظيفة حيوية يحتاجها الجسم للتخلص من السموم وتقوية المناعة.
اذن كيف تعرف ما اذا كنت لا تأخذ قسط كاف من النوم؟ أو بالأحرى هل عدد ساعات النوم التي تحصل عليها كافية لجسمك؟ أو بمعنى آخر ما هي أعراض قلة النوم؟
يمكنك معرفة ذلك من خلال عدة أعراض منها قصيرة المدى واخرى بعيدة المدى .
اعراض قصيرة المدى:
• التعب: ويكون على شكل وهن جسدي يعاني منه الشخص بسبب افتقاره للنوم العميق والمريح والذي النوم المجدد كونه يشحن الجسم بالحيوية والطاقة. كما يمكن أن تؤثر قلة النوم على حياتك المهنية بشكل سلبي فالجسم الذي يعاني من قلة النوم يكون غير قادر على العمل بشكل سليم.
• قلة التركيز: حيث تؤثر قلة النوم على أدائك المعرفي ويظهر ذلك على شكل صعوبة في التركيز والحفظ. فاذا ظهرت عليك هذه الأعراض توجب عليك أخذ قسط كافٍ من الراحة. فهذه الأخيرة ستؤثر بشكل سلبي على ادائك في العمل من خلال ارتكابك لعدة أخطاء عملية. بالنسبة للطلاب أيضا سيكون من المؤسف عليهم أن يقضوا ليلة كاملة بلا نوم من أجل التحضير لامتحان مصيري وفي النهاية لا يستطيعون التركيز وتقديم أفضل ما لديهم في ذلك اليوم بسبب تضحيتهم بالنوم في الليلة السابقة.
• النعاس: هي الحالة التي يكون فيها الانسان بين النوم واليقظة وبإمكانه أن يغفو في أي لحظة ويصل الانسان لهذه الحالة عند التعب الشديد. وقد يكون لهذه الحالة عواقب وخيمة خاصة اثناء السياقة وبالتالي عليك أخذ كافٍ من الراحة عند الشعور بالتعب لتجنب الأسوأ.
• فرط الانفعال : إن الشخص الدي يعاني من قلة النوم والتعب يكون أكثر حساسية وانفعالا من غيره. اذ لا يمكنه التحكم في مشاعره فيبكي بدون سبب ويبكي لأتفه الأسباب. وقد أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم تبدو وجوههم متجهمة.
• التوتر: إن عدم نومك ليلا يبقي الدورة الهرمونية لليقظة في حالة نشاط فتفرز هرمونات تكون سببا في التوتر. كما أن التوتر في حذ ذاته يسبب الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل جيد وبالتالي فان لم تعدل من نوك منذ ظهور الأعراض الاولى فستكون عرضو لعدة مخاطر.
أعراض بعيدة الأمد
اذا لم تزد عدد ساعات نومك عند ظهور الأعراض المذكورة اعلاه فستظهر عليك أعراض اخرى على المدى الطويل وهي :
• نزلات البرد المتكررة: ليكن في علمك أن عدم الحصول على ساعات النوم الكافية يضعف من جهاز مناعتك وبالتالي يصبح جسمك عاجز على الدفاع عن نفسه وبالتالي يكون عرضة لأنواع عديدة من الفيروسات والبكتيريا. اذن في حالة مرضك بنزلات البرد بشكل دوري يتوجب عليك مراقبة نومك فقد أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون أثر من 6 ساعات ليلا أقل عرضة للإصابة بالمرض من أولئك الذين ينامون لمدة تتراوح بين 4 الى 5 ساعات ليلا.
• زيادة الوزن: أظهرت العديد من الدراسات أن قلة النوم يمكن أن تكون سببا في زيادة الوزن، ويفسر ذلك بحدوث خلل في نظام الأيض الداخلي مما يؤدي للإفراط في تناول الأطعمة والتي تكون في أغلب الحالات غير صحية كالحلويات التي تتحول الى دهون غير مرغوب فيها.
• تساقط الشعر: أي تساقط الشعر بكميات كبيرة وغير اعتيادية وتبدأ عملية التساقط أولا بتهيج فروة الرأس ثم جفاف على مستوى البويصلات أما بالنسبة للشعر فيصبح أقل كثافة ويبد أفي التساقط.
• مشاكل صحية حادة: لقد أكدت العديد من الدراسات العلمية أن اضطراب التواتر اليومي بسبب قلة النوم أو الأرق المزمن يؤدي لاختلال كل من نظام الأيض الداخلي والمستويات الطبيعية للهرمونات مسببا بذلك ما يعرف بالإجهاد التأكسدي والذي يؤدي بدوره الى عدة أمراض متعلقة بالتغذية كالسكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني بالإضافة الى أمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام ناهيك عن الأمراض العصبية نحو الخرف المبكر والزهايمر.
• انخفاض الرغبة الجنسية: إن الشعور بالتعب والنعاس لا يتولد عنه سوى الرغبة الملحة في الاستلقاء والدخول في نوم عميق وهذا ما يغطي على الرغبة الجنسية عند هؤلاء الاشخاص ويجعلها أقل فالجسم منهك ومتعب ولا يقوى على شيء كما أن الرجال الذين يعانون من قلة النوم تنخفض لديهم مستويات هرمون التستوستيرون.
في المجمل، لقلة النوم عواقب وخيمة على صحتنا الجسدية والعقلية وبالتالي يتوجب علينا تعلم عادة النوم الجيد وعدم التفريط في ساعات الراحة الازمة . كما أن جسمنا ينبهنا الى انه لا يأخذ قسط كاف من الراحة من خلال عدة مؤشرة فما علينا سوى معرفة هذه الأخيرة والمسارعة في أخذها بعين الاعتبار قبل فوات الأوان.
ص.ب.
