يمكننا وصف الحساسية بأنها ردة فعل غير ملائمة ومبالغ فيها ومحددة من قبل الجهاز المناعي للجسم عند تعرضه لمسببات الحساسية، وتكون بأشكال مختلفة: حساسية الجهاز التنفسي، حساسية غذائية والحساسية الجلدية.
تعتبر حساسية الجهاز التنفسي الأكثر شيوعا، وتحدث بعد التعرض لمسببات الحساسية الهوائية مثل: حبوب اللقاح والغبار وعث الغبار والعفن أو وبر الحيوانات، وتنتشر كل هذه المواد المسببة للحساسية الهوائية في الهواء الداخلي للمنازل.
إن الهواء الموجود داخل المنزل أقل جودة من الهواء الخارجي الذي نتنفسه. حيث تساهم كل من منتجات التدفئة والتكييف والتنظيف بالإضافة إلى الغبار وغيره في إنتاج مسببات للحساسية والتي تؤدي إلى الحساسية التي تتراوح من التهاب الأنف البسيط إلى الربو الحاد.
وقد قام المجتمع الطبي بالموافقة على مجموعة من الخطوات التي تساهم في الحد من وجود مسببات الحساسية في المنزل وأهمها:
تهوية المنزل يوميا
وفقًا للخبراء، فإن أول خطوة يجب اتباعها للتخلص من الملوثات هي تهوية منزلك، وذلك عن طريق فتح النوافذ لمدة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة صباحًا ومساءً، أو لفترة أطول في حالة وجود أشغال التجديد عند القيام بالأعمال المنزلية. هذه الخطوة البسيطة جدًا ضرورية لتجنب زيادة الرطوبة أو ظهور العفن أو احتباس المواد المسببة للحساسية.
من ناحية أخرى، إذا كان المنزل متواجدا في شارع تكثر فيه حركة المرور مزدحمة أو في فترات التلقيح، فلا يوصى بالتهوية المتكررة، فقد تؤدي إلى زيادة التلوث الداخلي.
حماية الأفرشة
يعاني 10 إلى 15٪ من سكان العالم من حساسية تجاه عث الغبار. وتؤثر هذه الحيوانات الصغيرة المجهرية من عائلة العنكبوت في الأماكن المظلمة والرطبة. حيث تشكل الرطوبة والحرارة مناخًا مثاليًا لتكاثرها، فبمجرد أن تصل نسبة الرطوبة 50 إلى 80٪ في الغرفة ودرجة الحرارة تكون حوالي 20 درجة مئوية، يزحف عث الغبار في كل مكان: الشراشف، التخوت، الوسائد، الألعاب المحشوة، السجاد والأثاث. وقد تصل هذه الاخيرة إلى 10000 عثة لكل حبة من الغبار وأكثر من مليون عثة في السرير.
وبالتالي فإن الحفاظ على الفراش أمر ضروري للحد من انتشارها. قم بغسل الملاءات عند 60 درجة مئوية مرة واحدة في الأسبوع، أما الأغطية والبطانيات فينصح بغسلها مرة واحدة في الشهر، دون أن تنسى غسل حيوانات الأطفال المحشوة كل شهر بنفس درجة الحرارة. كما يوصى باستخدام قواعد السرير والأغطية الاصطناعية لتقليل الرطوبة..
الامتناع عن التدخين في المنزل
يُدرج دخان التبغ ضمن قائمة الملوثات الأكثر خطورة ويعد المسبب الرئيسي في تلويث الهواء الداخلي للمنزل. إن التدخين النشط أو السلبي يسبب التهاب وفرط نشاط الشعب الهوائية، مما يزيد من خطر ردود الفعل التحسسية لدى الأشخاص المعرضين للإصابة، بالإضافة إلى خطر ظهور الربو التحسسي، واستمرار الربو لدى الطفل، ناهيك عن مقاومة العلاج بالكورتيكوستيرويد.
حتى وإن قمت بفتح النافدة فإن مكونات دخان السجائر تبقى عالقة في الهواء ويتم امتصاصها جزئيًا من قبل الستائر والأقمشة والسجاد وبالتالي فيجب عليك عدم التدخين داخل المنزل.
التدفئة والتكييف والتهوية: قم بصيانة المنشآت الخاصة بك
ان ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، اللذين ينطلقان عن طريق غلايات الغاز وغيرها من أجهزة التدفئة التي لا تتم صيانتها بشكل جيد، تعد من الملوثات التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية في المنزل. لذلك من الضروري تنظيف أجهزة التدفئة وكنس المداخن المكشوفة وإزالة الغبار عنها.
إذا كان لديك مكيف هواء في منزلك، فتأكد من تنظيفه قبل تشغيله. فاذا لم تقم بذلك فأنك بمجرد تشغليه انت تنشر كل الغبار وحبوب الطلع المخزنة فيه من سنة.
نقطة أخرى مهمة، فتحات المراوح المثبتة في الحمام أو في المطبخ، لمنع تكون العفن ومكافحة الرطوبة، يجب تنظيفها بانتظام.
الحد من منتجات التنظيف المنزلية
تأتي منتجات التنظيف بأشكال مختلفة بودرة أو بخاخ أو جل، وتتكون من مواد كيميائية يمكن أن تكون سامة ذات مخاطر صحية ويمكن أن يسهم استخدامها في تلوث الهواء الداخلي للمنزل.
تطلق هذه المنتجات مركبات عضوية متطايرة (COV) وتكون معظمها من العطور المضافة والمواد الحافظة والمبيدات الحيوية. والتي يؤدي استنشاقها الى الشعور بالصداع، وتهيج الحلق، والتهاب الأنف، والسعال التحسسي، أو حتى الربو القصبي طويل الأمد.
نُشرت دراسة في مجلة طبية كندية في فبراير سنة 2020 تؤكد العلاقة بين التعرض لمنتجات التنظيف المنزلية وخطر الإصابة بحساسية الجهاز التنفسي لدى الأطفال المعرضين منذ صغرهم.
وتشمل هذه المنتجات المواد المزيلة للشحوم مثل سائل غسيل الأواني، والمنظفات متعددة الأغراض التي تعتمد على الجافيل والأمونيا، ومنظفات الزجاج البخاخة التي تحتوي على كمية من المركبات العضوية المتطايرة، ومعطرات الهواء، وبخاخات التعقيم التي يمكن أن تطلق أيضًا المركبات العضوية المتطايرة.
النصيحة التي أقدمها هي قراءة ملصقات المنتجات واختيار تلك التي لا تحتوي على مركبات عضوية متطايرة، عطور أو مهيجات أخرى. كما يفضل استخدام المنتجات الطبيعية: كصابون مرسيليا وصودا الخبز والليمون والخل الأبيض.
مراجع:
www.em.consulte/article/asthme-allergique-tabac/html
https://www.cmaj.ca/content/192/7/E154
د.س. ل
