1- سرطان الثدي:
وهو النوع الأكثر انتشارا بين النساء حتى أكثر انتشارا من سرطان القولون والمستقيم. ففي الجزائر مثلا يقدر اجمالي النساء المصابات بسرطان الثدي عشرون ألف حالة سنويا حيث يقدر متوسط عمر المصابين 45بـ سنة بنسبة 99 بالمئة. ان هذا السرطان يصيب النساء بالدرجة الأولى الا انه في بعض الحالات يصيب الرجال أيضا. الكشف المبكر لسرطان الثدي يجعل من فرصة العلاج تصل الى نسبة 90 بالمئة. ومنها جاءت الحملات التحسيسية الكثيفة للكشف المبكر لسرطان الثدي وبالرغم من ذلك ما زال هذا النوع سببا رئيسيا للوفاة بالسرطان عند النساء.
على غرار سرطان بطانة الرحم فهذا السرطان هرموني ويهدف بالدرجة الأولى النساء اللواتي لم ينجبوا قط أو أنجبوا عدد قليل من الأطفال أو حتى اللواتي أنجبن في سن متأخرة. كما أن التعرض لهرمون الأستروجين لمدة طولة عن طريق حبوب منع الحمل أو هرمونات أخرى يكون سببا في الاصابة بسرطان الثدي عند النساء. كما أن للجينات والوراثة دورا في احتمالية الاصابة بهذا الخبيث. توصل العلم حاليا الى نوعان من الطفرات الجينية المسببة لهذا للسرطان وهما BRC1 و BRC2 والتي ترمز على التوالي لسرطان الثدي والمبيض (كحالة الممثلة انجيلينا جولي) وهذا ما يجعل من البحث في سجل العائلة الطبي لأربعة عقود سابقة. أما بالنسبة للمسببات الطبيعية والخارجية فنذكر التعرض للأشعة والتدخين وقلة النشاط والاجهاد بالإضافة الى تسمم الالمنيوم.
يمكن للفحص المباشر أن يؤكد الاصابة بسرطان الثدي كما يمكن التنبؤ به عن كريق مجموعة من الأعراض والمتمثلة في : عدم تماثل شكل الثديين بشكل فجائي، الاحساس بكتلة صلبة على مستوى الثدي أو تحت الابط ، حدوث تشوه أو انكماش للثدي . بالإضافة الى حدوث مشاكل جلدية كالأكزيما أو حدوث التهابات على شكل احمرار وحرارة مفروقة بآلام مع أو بدون افرازات مصلية أو دموية من الحلمة.
- ما هي الاختبارات الازمة للكشف :
إن الفحص السريري الذي يقوم به الطبيب ضروري للكشف عن أسباب المرض وتقييم حالة المريض ومدى تطور الورم.
إن الكشف الاشعاعي الذي يعتمد أساسا على التصوير الاشعاعي للثدي mammographie يعتبر ضروريا للكشف المبكر كما يتم استخدامه ايضا عند العلاج في الحالات المتقدمة جدا. ويساعد هذا الأخير في الكشف عن بعض الامراض المتعلقة بهذا المرض نذكر منها التكلسات والتغيرات الجلدية والعقد الليمفاوية. كما أن أكثر ما يميز هذه التقنية عند دمجها مع تقنية التصوير الصوتي للثدي هو امكانية استعمالها للكشف عن المرض في كل حالاته ومراحله.
تصوير الثدي بتقنية الرنين المغنطيسي IRM لا يتم استخدامها بشكل متواصل وهو مخصص للنساء اللواتي لم يبلغن سن 30 أو عند تعذر التشخيص. تجدر الاشارة الى أن تقنيات الكشف التي تجري عن طريق الجلد كالخزعة واللجوء الى علم الخلية تعد مهجورة نوعا ما الا في الحالة وجود افرازات للحلمة.
على الرغم من التطور الذي شهده الطب في هذا المجال الا أن رحلة العلاج ما زالت شاقة ومكلفة. فغالبا ما يتم الجمع بين الجراحة وكل من العلاج الاشعاعي والكيميائي والهرموني بالإضافة الى العلاجات المساعدة.
على المراقبة أن تكون متعددة التخصصات فهي تجمع بين طبيب الأورام وأخصائي امراض النساء بالإضافة الى جراح. وتتم المراقبة عن طريق الفحص السريري النصف السنوي ، بالإضافة إلى قياس نسبة المؤشرات السرطانية البيولوجية مرتين في السنة وهذا في الخمس سنوات الأولى بعد العلاج وذلك للتأكد من عدم عودة المرض أو ظهوره في مكان آخر.