يأتي مع ولادة كل طفل الكثير من الفرح والسرور فيباشر كلا الوالدان برسم مستقبل أطفالهم، مستقبل مليء بالنجاح والازدهار، إذ يريدون حياة مستقرة وكاملة لهم، فبطبيعة الحال كل أم وأب يريدون الأحسن لأطفالهم، إلا أنه في بعض العائلات تتلاشى هذه الأحلام ويحل محلها الخوف والعجز، فيتحول ذاك الحلم الجميل إلى كابوس عندما يلاحظ الوالدين أن ابنهم ليس كباقي الأطفال فهو مصاب بالتوحد!
كيف نميز طفل طيف التوحد؟
إن أهم ما يميز طفل طيف التوحد هو عدم استجابته لإسمه عند مناداته ولا يبدي أي اهتمام لوجود أحد أمامه غير أنه يبدي اهتمامه للأصوات الأخرى كأغنية أو إشهار على التلفاز، وعندما يرغب بالشيء لا يلجأ لاستعمال الإشارات أو غيرها للتعبير بل يكتفي بالصراخ والبكاء عليه، ناهيك عن كونه لا يبادل الابتسامة ولا يظهر تعابير دافئة للآخرين، بالإضافة إلى أنه ينزعج كثيرا إذا ما احتضنه أو قبله أحد.
يتميز طفل طيف التوحد أيضا بنظراته الفارغة فهو يفتقد للتواصل البصري، ويحدث أن يلاحظ الوالدان أعراض أخرى على طفلهما منها القيام بحركات تكرارية كالدوران حول نفسه أو الرفرفة باليدين وهز الجسم لساعات طويلة، وقد تتواصل لعدة أيام ويكون ذلك بسبب الاستثارة الذاتية، كما يرفض اللعب مع الآخرين ويشعر بالتوتر عند حدوث تغير في الروتين الذي اعتاد عليه، كما يفتقد المهارات اللغوية التي سبق وأن اكتسبها من قبل بسرعة، ولا يتلفظ إلا ببعض الكلمات التي يسمعها بشكل متكرر دون أن يفهم معناها.
الاستشارة الفورية لطبيب الأطفال
أمام هذه السلوكيات و غيرها يقف الوالدان مكتوفي الأيدي؛ فما عساهم فعله لمساعدة طفلهم على تعلم المهارات الاجتماعية و الوظيفية والسلوكية ومهارات التواصل؟
عند ملاحظة مثل هذه السلوكيات على الطفل؛ يجب على الوالدان التوجه إلى طبيب الأطفال؛ الذي يقوم بفحصه مع طاقم من المختصين لتشخيص حالته فكلما كان التشخيص أبكر كلما كان العلاج أفضل، وبالتالي اكتساب الطفل لمهارات جديدة تساعده على تلبية حاجياته والوصول إلى الاستقلالية.
شارك في رعاية طفلك
يكون ذلك من خلال البحث والقراءة والاطلاع حول طيف التوحد؛ فالإلمام بالمعلومات حول اضطراب طيف التوحد يساعد الوالدين على فهم طفلهما ومعرفة كيفية التصرف، واتخاذ القرارات اللازمة، مما يمكنهم من مشاركة الإخصائيين خيارات العلا، .وبالتالي على الوالدين:
- البعد عن الضغط النفسي : إن الاهتمام بطفل طيف التوحد يستلزم جهد و وقت و صبر كبير فلا يمكن لشخص واحد التكفل به لوحده
، و لهذا يجب على كل المحيطين به كالأقارب والأصدقاء التعاون وتعزيز الجهود للحصول على نتائج مرضية؛ دون تعريض الطفل وعائلته إلى الضغوطات النفسية التي قد تؤثر عليه. - العمل المتكامل بين المختصين و الأسرة : للحصول على نتائج ايجابية و سريعة وتعزيز التعلم؛ يجب أن يكون هناك تناسق وتكامل بين المختص والأسرة، فالتدريبات والإرشادات التي يتلقاها الطفل في المراكز دون تطبيقها في المنزل غير كافية .
- أسلوب التعزيز الايجابي:كلما قام الطفل بتعلم مهارة جديدة قم بمكافئته وتشجيعه ومدحه لتعزيز هذا السلوك الجيد
- وضع جدول زمني : أطفال طيف التوحد يشعرون بالارتياح عند امتلاكهم لروتين منظم؛ أي أوقات محددة لكل من التعلم والعب والأكل وللمدرسة أو المركز، إضافة إلى أوقات الراحة والتنزه.
- اعرف طفلك وأحبه: لا تركز على الاضطراب الذي يعاني منه طفلك، بل حاول اكتشاف نقاط القوة؛ واعمل على تثمينها وأغمر ابنك بالحب والحنان حتى لو لم يطلب منك ذلك .
- لا تقارن طفلك بأي حالة أخرى: كل طفل مصاب بالتوحد حالة فريدة من نوعها، وبالتالي فطريقة العلاج التي نجحت مع أحد الأطفال لا يعني بالضرورة أنها ستنجح مع طفلك، فكل طفل له خطة علاجية تتماشى واحتياجاته الفردية.
ي.ج.
