صحة جيدة لحياة أفضل

الإنفلونزا الموسمية: الأخصائيون يدقّون ناقوس الخطر والتلقيح إجراء حيوي لتفادي الحالات الخطيرة

حرر : صفاء كوثر بوعريسة | صحفية
28 أكتوبر 2025

مع انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية 2025-2026، يذكّر خبراء الصحة العمومية بأمر أساسي: اللقاح يبقى أفضل وسيلة للحماية من المضاعفات الخطيرة، خصوصاً لدى كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، والنساء الحوامل.

أكّد عدة مختصين يوم الإثنين خلال يوم إعلامي نُظّم بالمعهد الوطني للصحة العمومية (INSP) في الجزائر العاصمة، على أهمية الوقاية بالتلقيح. وقال المدير العام للمعهد “عبد الرزاق بوعمرة”: “يهدف هذا اللقاء إلى التوعية بخطورة الإنفلونزا، خصوصاً على الفئات الهشة من هم فوق 65 سنة، الأطفال دون ستة أشهر، المصابون بالسمنة أو بالأمراض المزمنة مثل السكري”.

وأوضح أن ذروة انتشار الفيروس تكون بين نهاية ديسمبر وبداية جانفي، مما يجعل التلقيح المبكر، منذ فصل الخريف، ضرورياً للحد من انتشار الفيروس وحماية المجتمع.

هذا وقد تم توفير مليوني جرعة هذا العام تستهدف السلالات الفيروسية الأكثر انتشاراً.

وحذّر البروفيسور ” كمال جنوحات” المختص في علم المناعة من التقليل من شأن الإنفلونزا قائلاً: “كل تنقل وكل تجمع يسهم في انتشار العدوى، فالوقاية هي جوهر الطب الحديث، كما أن أخذ اللقاح في بداية الموسم يجنّب مضاعفات قد تكون خطيرة، ويقلل من اللجوء غير المبرر إلى المضادات الحيوية”.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية تتسبب الإنفلونزا كل عام في ما بين 3 إلى 5 ملايين حالة خطيرة على مستوى العالم، مع تسجيل ما يصل إلى 650 ألف وفاة مرتبطة بمضاعفات تنفسية، غالباً لدى الأشخاص الضعفاء.

وتتابع الشبكة الوطنية لمراقبة الإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 حالياً تطور الفيروسات في ست ولايات: الجزائر، البليدة، المدية، تيبازة، قسنطينة، ووهران.

وتوضح الدكتورة “آسيا لعزازي” منسقة الشبكة: “نراقب بانتظام تطور الفيروسات وظهور سلالات جديدة بمشاركة فعالة من الأطباء المراقبين”. وتتيح هذه البيانات تعديل تركيبة اللقاح كل عام واستباق الموجات الوبائية.

من جهتها تشير الدكتورة “إيمان فرادة” طبيبة الأطفال بمستشفى الدويرة الجامعي، إلى أن الأطفال الصغار معرضون بشكل خاص: “الأطفال الخدج ومن هم دون ستة أشهر، وكذلك المصابون بالسمنة أو بالأمراض المزمنة، يواجهون خطراً كبيراً بالإصابة بمضاعفات رئوية”، تحذر الطبيبة.

أما بالنسبة للرضع الذين لا يمكن تلقيحهم فتلعب الرضاعة الطبيعية دوراً وقائياً مهماً، إذ تنقل أجساماً مضادة تقلل من شدة العدوى.

تذكر السلطات الصحية بعدة إجراءات بسيطة للحماية الذاتية والجماعية:

  • التلقيح سنوياً، ويفضّل بين أكتوبر ونوفمبر.
  • تجنّب الاتصال المباشر مع المرضى وغسل اليدين بانتظام.
  • تهوية الأماكن المغلقة وارتداء الكمامة عند ظهور أعراض تنفسية.
  • تجنب التداوي الذاتي، فالمضادات الحيوية لا تفيد ضد الفيروسات.
  • استشارة الطبيب في حال استمرار الحمى أو السعال الشديد أو ضيق التنفس.

التلقيح مجاني للفئات المعرضة للخطر ومتوفر في المؤسسات الصحية والصيدليات المتعاونة.

تتسبب الإنفلونزا كل عام في آلاف حالات الاستشفاء، مما يثقل كاهل مصالح الإنعاش الطبي. وأخذ اللقاح يساهم في تقليل العبء الفيروسي داخل المجتمع وحماية الفئات الضعيفة. ويذكّر البروفيسور “جنوحات “قائلاً: “لقاح الإنفلونزا لا يمنع العدوى دائماً، لكنه يقلل بشكل كبير من خطورتها ومن الحاجة إلى الاستشفاء”.

الإنفلونزا ليست مجرد زكام بسيط، بل مرض قد يكون خطيراً، خاصة لدى الفئات الهشة، لذلك فإن التلقيح هو وسيلة لحماية النفس والآخرين.

الكلمات المفتاحية: الإنفلونزا، اللقاح، الوقاية، الصحة العمومية، التلقيح، المضاعفات

إقرأ أيضاً: